الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:00 ص - آخر تحديث: 11:05 م (05: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
ولكن لا ضمير لمن تنادي



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


ولكن لا ضمير لمن تنادي

السبت, 17-يونيو-2006
بقلم/ د.عبدالعزيز المقالح - ليس أخطر على البشر من أن يصابوا بمرض هو الأفتك من كل الأمراض التي تهدد وجودهم، وأعني به مرض تبلد الإحساس تجاه المآسي التي تمر ببعض الشعوب المنذورة للبلاء كما هو الحال مع شعب فلسطين. ويبدو أن مرض تبلد الإحساس صار شائعاً وذائعاً، إذ لا أحد يتحرك فوق الأرض المعمورة بالمليارات من الناس وكأن هذا المرض الخبيث أو بالأصح الأخبث، قد قضى على الضمائر والمشاعر وأصبحت هذه المليارات من الناس لا ترى ولا تسمع ولا تشهد محنة شعب أعزل إلا من الإيمان والأمل باسترداد حقوقه السليبة وأرضه الخاضعة لاحتلال استيطاني له كل ما للنازية من صفات القسوة والعنصرية، وما لجحافل مغول التاريخ من فظاعات عصية على الوصف.

وإلى وقت قريب كانت أجزاء من البشرية التي تسكن المعمورة ما تزال في وضع إنساني صحي تستطيع معه أن ترى وأن تستنكر وأن تتظاهر وأن تثبت أن الداء الخبيث لم يتسلل الى ضمائرها ويفقدها الإحساس تجاه ما يحدث في العالم من مآس مذهلة وحروب ظالمة. أما الآن فقد استولى الرعب على البقية الباقية من أصحاب الضمائر الحية نتيجة لهذا الصمت الذي يلف الكرة الأرضية رغم ما تشهده بقاع الأرض من مجازر وتدمير وجوع. وأوضح هذه المشاهد ما يتم على أرض فلسطين في غزة والضفة في المدن والقرى الأسيرة حيث لا غوث ولا مغيث.

لقد تضاعفت المجازر اليومية وتضاعف عدد الشهداء، وخرج أبو مازن من صمته الطويل ليقول بصوت مجروح إنها حرب إبادة، وهو أصدق وصف لما يحدث، علماً أن هذه الحرب بدأت في أعقاب ما سمي تنفيذ اتفاقيات أوسلو وتطورت الحرب وباتت أكثر دموية مع بداية الانتفاضة الثانية، ثم وصلت في الأيام الأخيرة الى ذروتها. ومن منطلق اتفاقيات أوسلو تبدو حرب الإبادة للأغبياء والذين لا يتابعون مجرى القضية حرباً بين دولتين وجيشين ونظامين، وذلك أفظع ما تولّد من اتفاقيات أوسلو التي رأت فيها بعض الشخصيات الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن بداية حل يعطي الفلسطينيين بعض حقهم، فهل هذا هو حقهم الذي استخلصته الاتفاقيات؟

يبدو أن “أبو مازن” رئيس السلطة الفارغة من كل سلطة قد أدرك كما أدرك ذلك سلفه ياسر عرفات رئيس السلطة السجينة حتى الموت: أن اتفاقيات أوسلو وما رافقها وتبعها مخيبة للآمال هدفها غير المعلن أن تتشتت المقاومة وأن يقتل الفلسطيني أخاه. والسؤال هو: ما الذي ينوي أبو مازن القيام به بعد هذا الإدراك وبعد أن توصل الى توصيف الحالة الفلسطينية بأنها حرب إبادة؟ إن العالم وليس الفلسطينيون وحدهم أو العرب وحدهم ينتظر خطوته القادمة قبل أن يتمكن الكيان الصهيوني من إبادة الشعب الفلسطيني أو إشغاله في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

لقد قالها أبو مازن: إنها حرب إبادة وهي كذلك. ويبقى عليه أن ينفض يده من أي اتصال بصانعي حرب الإبادة، وأن يسعى كقائد للفلسطينيين لا رئيساً لسلطتهم الى جمع الصفوف وحقن الدماء ومواجهة العدو في انتفاضة ثالثة وشاملة.
*نقلا عن صحيفة الخليج
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024