الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 09:29 ص - آخر تحديث: 07:45 م (45: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
طيبة : دلالة الاسم و المسمى



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


طيبة : دلالة الاسم و المسمى

الجمعة, 23-يونيو-2006
المؤتمرنت - محمد ملكاوي - تم الإعلان قبل فترة وجيزة ( شباط 2006)عن اكتشاف واحد من أكبر معابد الشمس في منطقة عين شمس في العاصمة المصرية منذ عصور الأسر الفرعونية، و الجدير ذكره أن أهل هذه المنطقة هم ممن سجل له التاريخ قصب السبق في اختراع التقويم الشمسي، الملاحظ في المسألة هو أن المكان لم يتنازل عن اسمه، ففي الفترة الفرعونية كانت تسمى بمدينة أون، و في اليونانية هيلوبوليس، و هذين الاسمين هما ذات الاسم الحالي "عين شمس".

يقودنا هذا الكشف العلمي من المعبد إلى التفكر في كون الاسم مازال يطابق المكان المسمى به لغاية اللحظة، فعند الفراعنة كان معبدا للشمس، و في العهد اليوناني اخذ اسم مدينة الشمس، و مع توسع مدينة القاهرة صارت المدينة القديمة من ضواحي العاصمة، لكنها مازالت تحمل ذات الاسم، عين شمس، اسم لم يمت مثل علاقة المكان بمحتواه، فهل يمكن لهذه المعلومة أن تساعدنا في فهم العلاقة بين طرابلس لبنان و طرابلس ليبيا، بين صور لبنان و صور عمان، بين اسم العبرانيين و منطقة عبري في عمان، هل يمكن أن ترى النور كتابات كمال صليبيي و تحليلات و دراسات احمد داود؟

عند التطرق لموضوع التسميات، و العلاقة بين الاسم و المسمى، يتبادر إلى ذهني اسم أريحا، فأريحا اسم مكان انتشر على الأقل في ثلاثة مناطق من بلاد الشام، في فلسطين، الموقع الشهير، ثم في جنوب الأردن و في شمال سوريا، و في جميع هذه الأماكن كانت الطبيعة الطبوغرافية للمكان مرتفعة عن سطح البحر، أو المحيط المجاور بشكل بارز، بعد التقصي يظهر لدينا أن أريحا اسم مشتق من يريحو، أو يريخو، و هو القمر، و من دورتيه كان الشهر، و من التوقيت به صار التقويم القمري و التأريخ، إضافة إلى ما يثبت وجود معابد للقمر في واحدة من هذه المواضع الثلاث على الأقل.

بذات الوقت، لو أنك أخذت اسما مكررا لموضع جغرافي عربي معين، و بحثت عن وصفه في بطون كتب الجغرافية العربية لتبينت صفاتا تاريخية أو تضاريسية أو اجتماعية " التيمن بالاسم" مشتركة خلقت التوافق في التسمية، لكن ملاحظة استمرارية الترابط بين الاسم و المسمى، في كلى النمطين من يريحو، و أون، نراها في ثلاث مدن إسلامية مقدسة وذات قدسية، فيما أناشد من لديه علم أن يفيدني بالنسبة للمدينة الرابعة.

أبتدئ من الشمال، من دمشق فالمسجد الأموي الكبير قام على أنقاض كنيسة من الفترة البيزنطية، و التي بدورها قامت على أنقاض معبد من الفترة اليونانية – الرومانية، ولو عدنا فترة أقدم لوجدنا المعبد الروماني شيد على أنقاض معبد أرامي، كذا الحال بالنسبة للحرم القدسي الشريف يؤكد ذلك ما جاء في الكتب السماوية، يسبقهما عهدا بحسب القرآن الكريم و الحديث النبوي الكعبة المشرفة.

لكن الرابعة حيرتني و ما زالت، لحديث من أحاديث الملاحم و الفتن " برقم 2942 عند مسلم" مروي عن الحبيب المصطفى يشير فيه إلى المدينة المنورة؛ بمهجره الشريف إليها و إقامته فيها؛ بـ " هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة" بتكرار أراد منه التوكيد و كأنما ينبه لمكان وجود مدينة مفقودة أعيت الباحثين في حين وردت تسميتها عنده صلوات الله عليه بطابا، كمدينة الحكمة عند البوذية" الشمبهالا"، أو القدس النازلة من السماء عند بعض طوائف أهل الكتاب، أو الالدورادو عند هنود البيرو، لاحظ تكرار إطلاق هذه التسمية على مدن قديمة في مصر الفرعونية، و في اليونان، و ترد في التوراة في مدينة طوباس الحالية في فلسطين!، ثم من اشتقاقات الاسم مدينة طابا في سيناء!. أبحث إذا عن تفسير يقبله منطق " ماخلا الاعتقاد الديني المسلم به" يكون مدعما بشاهد، حيث أن انتشار كلمة طيبة في اللغة المصرية القديمة و الإغريقية بتأثر من الفينيقية جعل مجرد نسبة الاسم إلى الدلالة المألوفة المجردة غير دقيقا.

طيبة المصرية التي عبد بها الإله أمون ( آمين !، عمون!)، المعروف بأنه إله الريح الخفي مطلق الكمال الناتج من تزاوج اله الحكمة الناشئ من تلقاء نفسه منذ الأزل مع آلهة الحقيقة، كما أن طبيعته المقترنة بالريح و التي سهلت له الخفاء، سهولة تم له بها الانتشار و التحول و التشكل لتصبح جميع الآلهة فيما بعد صفاتا لهذا الإله الخفي المكنى بأمون و الذي لا يعرف اسمه الحقيقي علاوة على شكله.

أمون أو آمين كان الإله المحلي لطيبة حتى عهد الدولة الوسطى، لينتقل إلى أشهر آلهة مصر بعد بزوغ نجم طيبة على الساحة المصرية على إثر انتصار الطيبيين على الهكسوس فتنتقل عبادته بعدها إلى ليبيا و إثيوبيا، و تحت حكم السلالة الثامنة عشر، تم تشييد معبد الكرنك؛ أكبر معبد ديني بناه الإنسان حتى ذاك الوقت؛ لعبادة ملك الآلهة أمين لتتكرس صفاته في السلالة التاسعة و العشرين بكونه سبب الوجود في الحياة و ما بعدها المتجدد و نصير المستضعفين، كذلك ارتبط به ذكر الاسكندر المقدوني الذي عبده و قدم القرابين في معبده المعروف في واحة سيوه ليحصل على بركاته.

لك أن تلاحظ أيضا بأن اسم " آمين" قد انتشر استعماله بين الديانات الرئيسية في العالم القديم من فرعونية و إغريقية و السماوية الثلاثة، في علم أصل اللغة فان كلمة آمين عند الفراعنة أتت من أصل ليبي أمازيغي كناية عن اله الماء الخفي، وعند أهل الكتاب جاءت للتأكيد و التقوية في التقديس و اللعنات الدينية، و بمعنى الحقيقة أيضا!، كما يظهر سفر طوبيا كثرة استعمال الكلمة آمين قبل العهد المسيحي، أتوقف قليلا عند حساب الجمل ففي الإغريقية يساوي مجموع أحرف اسم آمين 99 ألفا، كما أن الرقم 99 مقدس عند جماعات توراتية، و في الحديث النبوي يرد أن لله 99 اسما! و في المعاجم العربية فآمين هو اسم من أسماء الله الحسنى و يعني اللهم تقبل.

أما طيبة الإغريقية، فقد نسجت العديد من الأساطير حول تأسيسها، منها أنها بنيت على يد قدموس الفينيقي الذي نقل الالفبائية الأولى إلى أوروبا، أما في التوراة، فاسم طوبيا (TOBIAH) يلفظ (Tobyyahu ,Toviyyah) و يعني (يهوه الطيب) مقرونا باسم الإله!.

بلا شك عندي كمسلم، فان التوحيد قديم قدم البشرية على وجه الأرض، فنحن نجد أن الله قد أرسل ألافا من الأنبياء ليقوموا ما يختلط على البشر في حياتهم بهدف استمرارية إحياء الأرض و عبادته تعالى، و البحث في أصل دلالة الاسم و المسمى يهدف إلى استيعاب العلاقات البشرية و إعادة استكشاف ما نظن جزافا بأننا نعرف، كما تقول الآية الكريمة: " و كأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون...."

يبقى السؤال عن دلالة اسم طيبة في الحديث النبوي قائما، كما تبقى طريق الوصول إلى الإجابة شائكة محفوفة بتصويب مفاهيمنا عن علاقات المصريين القدماء برسالات التوحيد؛ فالقدس عرفت التوحيد كما أكدت التوراة منذ زمن العرب اليبوسيين؛ و بأهل الأرض المقدسة عمونيين و ادوميين بحذر شديد في التعاطي مع نصوص التوراة
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024