الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:57 م - آخر تحديث: 09:56 م (56: 06) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الثورة اليمنية.. ونكسة إعلام المعارضة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الثورة اليمنية.. ونكسة إعلام المعارضة

الأحد, 28-سبتمبر-2003
ياسر البابلي - ما من أمة أو شعب انتصر لمجده التاريخي وعزته وكرامته وحقوقه الإنسانية إلا واحتفى بيوم انتصاره، وجعل منه عيداً وطنياً يستذكره بكل فخر واعتزاز، ويجند مثقفوه لمناسبته شذرات أقلامهم وودائع ألفاظهم.. وهم بكل تأكيد لا يفعلون ذلك لسواد عيون سلطان امتثال لأمر حاكم أو لهاثاً وراء كسرة خبز يستجدي ثمنها من ريع هذا الكتاب أو تلك الصحيفة، بل هو امتنان لدماء الشهداء الغالية، وعرفان بتضحيات عظيمة استرخصها مثقفون وعلماء وفلاحون وعسكريون وغيرهم من الوطنيين الحالمين بالحياة الكريمة وغد أبنائهم الزاهي.
إن الاحتفاء بذكرى الثورة اليمنية ينضوي تحت العنوان السابق ذاته، وإن استذكار يوم السادس والعشرين من سبتمبر لا يمكن أن يتحدد بأفق يومه الزمني وحسب، فهو بقدر ما يستدعي استذكار الشهيد علي عبدالمغني وغيره من الثوار في صفوف الضباط الأحرار، سيسافر بنا أيضاً إلى ثرى احمد المطاع، وجمال جميل، وأحمد الثلايا، والشيخ حسين الأحمر وابنه حميد، واللقية، والهندوانة، والعلفي ومئات الرموز الوطنية التي أما تدحرجت رؤوسها تخضب أرض اليمن بعد أن هوت على الأعناق سيوف السيافين بلا رحمة.. وإما يكونوا قد أمضوا ردحاً من شبابهم في أنفاق السجون الإمامية يرتقبون نواقيس الحرية والانعتاق من الظلم والجور الذي أحاق بهم.
وإذا كنا سنحتفي بالمناسبة لا بد أن يكون استذكارها بشيء من الوعي بقيمها الأخلاقية والإنسانية من غير تموحيلها إلى حلبة للمزايدة السياسية، و الترويج الرخيص للدعاية الحزبية المضادة واستجداءً بدماء الشهداء والتضحيات لتعاطف هذه الشريحة او تلك ولنقمة هذا القارئ أو ذاك على الطريقة التي عملت بها العديد من صحف المعارضة اليمنية.
وعلى ما يبدو أن واقعنا الإعلامي بات يترجم نكسة حقيقية في صحافة الرأي الآخر التي تؤكد اليوم قصور وعيها بالالتزامات الوطنية، وعجز أدواتها من استلهام أدوارها الأخلاقية المناطة بها كواجهة ثقافية تجسد ملامح الوجه الحضاري اليمني.. لكن على غير ما كان متوقعاً من العديد من صحف المعارضة في مثل هذه المناسبة الوطنية استغلت ذكرى الثورة السبتمبرية أسوأ استغلال، وصارت بعض الصحف الصادرة يوم 25/9 مثل (الصحوة) و (الثورية) تتحدث عن الانكاسات، وتروج الأحداث السنوات التي تعثرت فيها مسيرة الثورة لظروف خارج إرادتها، وصار الكاتب (محمد الحاضري) يطبل في (الصحوة) على إيقاعات (الطائفية السياسية) ولم يخجل أحد من إدارة تحرير الصحوة في جعل الشهداء الأبرار موضوعاً للسخرية والضحك كما لو كان الحديث يجري عن (جحا) فذهبوا إلى أفراد عنوان عريض في الصفحة السادسة (الزبيري اشارع في صنعاء،و الثلاثيا قايد الشرطة في الضالع، وجمال جميل ممثل مصري وأغنية لفريد الأطرش).
بهذا المنطق الوقح احتفت (الصحوة) بالثورة اليمنية.. ورغم أنها نسبت الأقوال الى (طلاب)، لكن من المؤكد كان الجميع يتوقع أن تثير تلك العناوين سخرية وضحك بعض الناقمين على الثورة وأهدافها، وإن من الغباء لأحد أن لا يتوقع مثل تلك ردود الأفعال.. ألا يظن البعض أن النكسة الحقيقية التي نعيشها اليوم هي نكسة الأقلام الهابطة حتى الوحل؟ أليس غريباً جداً أن يصبح أبو الأحرار الشهيد الزبيري قائد الحركة الإسلامية الثورية موضوعاً (لنكتة) من يدعي تمثيل الحركة الإسلامية؟ فإلى أي مستوى من الانفلات والانحطاط بلغ شأن (الإصلاحيون) عندما يفاخروا بالخط العريض بتمثيل الشهيد (جمال جميل) بممثل ساقط وأغنية ماجنة..!؟
أما الزميلة (الثورية) فلم تجد في الثورة اليمنية ما تفاخر به غير تقييم المؤتمرات التي عقدها الثوار في مقتل عهد الثورة، ومدى إخفاقها أو نجاحها.. وقد أفردت لذلك صفحتان لقراءة بعض أفكار كتاب (ثورة 26 سبتمبر) للكاتب قاري احمد حيدر.. ولم تجد في المناسبة ما يروق لها غير جعل بعض مفردات زمن الإمامة عناويناً لموضوعاتها، وصار (العديني) يتبرع على ثالوث الفقر والجهل والمرض ويرثي الثورة (على حد تعبيره) كما لو أنها ماتت، ولكن (الأهدل) وصفها بـ(سبتمبر المغدور) والدكتور ناصر محمد ناصر يكتب عن (اليمن بين ثورة وقبيلة) وصار الحديث أيضا عن (جندرمة الحكومة) وغيرها من الموضوعات التي استهوت إخواننا مثقفي (الثوري).. كما لو أنهم يكشفون لنا في هذه المناسبة حجم الانتكاسة الإعلامية التي تعيشها صحافة المعارضة، وحجم الوعي الثقافي بأدبيات الثورة السبتمرية التي تحمله تلك الأقلام.
أن ما ينبغي قوله في مناسبة كهذه هو أن الاحتفاء بالثورة السبتمبرية جزء من الانتماء الوجداني لأرض اليمن وفكرها وطموحات جماهيرها، وهو وسيلة ايضا لغرص القيم الثورية التغييرية في نفوس أبنائنا، وإنمائهم على أخلاق رفض الواقع الفاسد والظلم والجور والخروج على إرادة الجماهير.. ولا شك أن مثل هذه المفاهيم تتأصل في فكر وأداء كل الحركات والتنظيمات والأحزاب الوطنية الصادقة مع شعبها والأمينة على مستقبله والتي تتطلع دائماً للتحول والتغيير نحو الأفضل.
أما أحزاب الشعارات والأقنعة فهي اليوم تذكرنا بالمثل الشعبي (يدي في لقفه وأصبعه في عيني) فهي في الوقت الذي تمارس حرياتها الفكرية وتعمل بالحقوق الديمقرايطة الممنوحة لها باتت تنعى الثورة وتسخر من أبطالها وشهدائها وتتخذها منبراً للخطاب الحزبي اللئيم دون أن تتذكر أن ثورة 26 سبتمبر هي من جعلت الديمقراطية والحريات هدفاً واستحقاقاً لأبناء الشعب اليمني.

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024