الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 12:29 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
برنامج "بن شملان" الانتخابي.. وغياب الرؤية الإستراتيجية !



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


برنامج "بن شملان" الانتخابي.. وغياب الرؤية الإستراتيجية !

الأربعاء, 23-أغسطس-2006
بقلم/ د.عبدالرحمن محمد الشامي - درسنا في "علم الاتصال" بأن عنصر "القرب" يمثل أحد قيم الأخبار الهامة، بل وعنصر الجذب بالنسبة لأي موضوع كان، ومن هنا فقد وجدتني تلقائيا أتجاوز المقدمة الإنشائية الطللية لتجاوز (الأحزان) الوطني المزعوم الذي لم أفهم معناه ولا مغزاه، والذي لو قرأته وأنا أعيش في مكان آخر على غير تراب هذا الوطن لظننت بأن الشعب اليمني يرتدي السواد من فرط حزنه، أو أنه يقيم مناسبات دورية للمآتم والعويل من هول ما حل به، مما لا وجود له سوى في ذهن صاحب البرنامج، كما وجدتني لا أعير انتباها لـ"القسم الرئاسي" المبكر الذي يأتي في غير زمانه ولا مكانه، ولا للاستخدام "الاستفزازي" المفرط لضمير المتكلم مقابل "مرتين" فقط لوعد مرشح الرئاسة بالعمل مع (الحكومة والسلطة التشريعية)- المزمعة طبعا- على الرغم من أن المفترض أن البرنامج يعكس رؤية حزبية لا فردية، كما لم أعر بالا للمخالفة القانونية في الإفصاح عن هذا البرنامج ونشره للملأ قبل الموعد المسموح به والمحدد له، مما لا يعنيني ذلك، في حين أنه قد يعني غيري، أو أتوقف عند وصف الانتخابات القادمة بأنها (أول انتخابات رئاسية تنافسية)، كل ذلك وغيره لم يستوقفني كثيرا، فعنصر "القرب" قد تمكن مني، وعلى عجل سرت أقلب "البرنامج الانتخابي" صفحة تلو الأخرى، حتى وصلت إلى العنصر "رابعا"، في الصفحة رقم "10" والخاص بـ(إصلاح وتطوير التعليم)، -لا علينا من الخطأ اللغوي في عدم جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه- وهنا كانت الصدمة الشخصية، حيث لم أجد لنفسي ولا لغيري من المنتمين إلى المؤسسة العلمية الجامعية مكانا فيه، فضلا عن غياب وضع هذه المؤسسة أصلا، والتي لا يمكن لمن في حجمها وحجم المنتمين إليها السقوط سهوا من برنامج انتخابي يزعم بأنه سيأتي لنا برغد العيش الذي لم يأت به أحد قبله!

بوصفي أحد المتشرفين بالانتساب إلى العمل الأكاديمي الجامعي، وأحسب نفسي من المهتمين والمهمومين بهذا المجال شأني كغيري؛ بل وأقل من كثير منهم، من الطامعين الطامحين إلى إصلاح هذه المؤسسة العلمية الهامة وتطويرها، فلا أخفي عدم رضائي عن واقعها الحالي، وأتوق كثيرا لليوم الذي أرى فيه جامعتنا الوطنية لا تقل عن مثيلتها من الجامعات في المنطقة العربية، وأن أرى المتخرجين منها ينافسون أقرانهم من الجامعات العربية، بل ويتفوقون عليهم، وذلك هو أضعف الإيمان، وأحق الاستحقاقات الواجبة علينا جميعا، ومن هذه المنطلقات كانت قراءتي للجزئية القصيرة جدا الخاصة بالتعليم العالي في البرنامج الانتخابي لمرشح الرئاسة القادمة الأخ المهندس/فيصل بن شملان، والتي لم أجد إشارة إليها سوى في كلمات معدودة، وردت في ذيل عبارة واحدة، وتمثلت في (تحديد مرجعية للتعليم الجامعي والعالي)، لكن: ما معنى هذه المرجعية وما كنهها؟ ومن سيشكلها وكيف سيتم ذلك؟ أسئلة عديدة تدافعت إلى ذهني لحظة قراءة هذه العبارة "الطلمسية" بالنسبة لي، ولا أظنها واضحة حتى في ذهن واضعها، وما هكذا تكون البرامج الانتخابية!

فهل تراني متجنيا في اتهامي لهذا البرنامج بغياب النظرة الإستراتيجية لتطوير هذا المجتمع، والتي أرى بأن إصلاح التعليم الجامعي والفلسفة التي يقوم عليها في إطار الإصلاح الشامل للعملية التعليمية، يأتي في مقدمتها، فهو بوابة العبور لتحقيق جميع الإصلاحات السابقة التي انشغل بها هذا البرنامج، فالتعليم الجامعي الجيد لن يأت لنا بعمليات الإصلاح المباشرة فحسب، والمتمثلة في: المدرس الفاهم، والطبيب الماهر، والإداري الحذق، والاقتصادي الحصيف، والمحامي الشاطر، والقاضي العليم، والضابط المحنك، والموظف الحفيظ، والمواطن الصالح عموما، وغيرهم من العاملين في مهن المجتمع الأخرى، بل سيأتي لنا؛ إلى جانب ذلك، بالوعي الذي سيغنينا عن الحاجة إلى كثير من هؤلاء، وبدونه تصبح وعود الإصلاح الممتلئ بها هذا البرنامج أحلاما وردية، وفي عداد الممالك "الأفلاطونية"!

لو كنت مكان "ابن شملان" لجعلت إصلاح التعليم يأتي في قمة سلم الأولويات، ولأعطيته مكانة متقدمة، وحيزا أكبر من عدد الأسطر التي نالها في هذا البرنامج الانتخابي، ولو أن الأخ/بن شملان اختزل إصلاح التعليم العالي في عبارة واحدة هي تحويل الجامعات الحكومية إلى "مؤسسات تعليمية غير ربحية" لقلت بالتعبير العربي الفصيح: لا فض فوك فقد أصبت كبد الحقيقة، أو "برافو" بتعبير "المتفرنجين"، و"ضربة معلم" بتعبير الناس الشعبيين، ولرفعت له "قبعتي" كما يفعل الأجانب، وحتى لو أنه وعد فقط بدعم "إستراتيجية تطوير التعليم العالي" الحالية واستكمال خطواتها الإجرائية والتي أقرتها الحكومة مؤخرا، لشعرت بأنه يعيش بيننا، ويتابع أحدث المستجدات التي تجري في هذا القطاع التعليمي الهام، ولديه الرؤية العصرية لإدارة هذا الوطن بعقلية العصر الذي نعيش فيه، وليس بعقلية زمن إدارة "المصافي" منذ ما يزيد عن ربع قرن مضى بآليات تجاوزها الزمن كثيرا، غير أنه لم ينل مني لا ذا ولا ذلك، بعد أن غاب عن برنامجه أهم قطاع في هذا المجتمع، يتمثل في عدد متنام يصل اليوم إلى "17" من الجامعات الحكومية والأهلية، وبها ما يقرب من "5000" ألف عضو هيئة تدريس وتدريس مساعدة، وتضم ما يزيد على "200" ألف طالب وطالبة، هم عماد نهضة هذا المجتمع، وأمل هذه الأمة في مرحلتها القادمة، وإذا لم يكن لهذه الفئة مكان في هذا البرنامج الانتخابي، فمن هم الشباب الذين يمكن أن يكون لهم هذا المكان، وتلك المكانة الهامة؟

أما بقية الجوانب الأخرى الواردة في هذا البرنامج من ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وشئون المرأة فلعله من الأفضل تركها للمتخصصين غيري، ليدلوا بدلوهم في هذا الصدد، حتى نكون على بينة من أمرنا، وإلى أين يسعى بنا مرشح "المشترك" للرئاسة القادمة، وبخاصة ولم يعد في الوقت مكان للأخذ والرد في البرامج الانتخابية بعد أن أزف الوقت، واقترب موعد الاقتراع التاريخي.

ليس من المزايدة ولا هو من باب المبالغة القول بأن اليمن، على الرغم من كثير من السلبيات، وكم الأخطاء التي اعترت مسيرتها، قد قطعت شوطا كبيرا في العديد من مراحل بنائها الحديث في مختلف الجوانب، وهي تضع اليوم قدميها على أعتاب مرحلة جديدة، أتصور بأنها تحتاج فيها إلى إعادة صياغة كثير من رؤاها الإستراتيجية، ومراجعة خططها التنفيذية في عدد من الجوانب، يأتي في مقدمتها إعادة هيكلة الاقتصاد اليمني وفق نظرة توسع من شراكة القطاع الخاص، وتقلل من دور الدولة في الامتلاك وتقديم الخدمات، مقابل توسيعه في المجالات الإشرافية والرقابية والتنظيمية، مع إيلاء عناية كبيرة للبعد الاجتماعي، واحتياجات الطبقات المعدمة، وتشجيع شراكة القطاع الخاص في هذا المجال، وتقديم التسهيلات العديدة إزاء ذلك، بما يعمل على استكمال البناء الذي بدأت مراحله منذ سنوات عديدة، وبما لا يلغى جهود الآخرين، ولا يغمطهم حقهم، فيختزل فترات الكد والتأسيس والبناء بأنها (سنوات طويلة من الاستبداد والفساد والعنف والحرمان)، أو يتجنى في وصف السياسات الاقتصادية على مدى عشر سنوات بأنها (قد فشلت فشلا ذريعا في بلوغ غاياتها المستهدفة)، ناهيك عن الدلالات الجارحة لشعار هذه الحملة الانتخابية (رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس)، والذي يشعرنا جميعا بأنا لسنا سوى "أجراء" في وطن مسخر برمته لشخص واحد، هذا الشخص هو الذي أوصل "اليمن" إلى ما وصلت إليه اليوم، على الأقل في انتخابات رئاسية يخوضون جميعان غمارها عما قريب، ثم يعدنا البرنامج بعد ذلك بـ(تحقيق مصالحة وطنية شاملة)، فلمصلحة من المزايدة على هذا النحو؟ وهل يصح أن يكون شعار مثل هذا هو بداية استحقاق ديمقراطي وطني جديد؟
[email protected]
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024