المؤتمرنت- وائل المريسي - إن العدم واللا شيء والخرافة كانت ديناً عند الأقدمين، ومن يقرأ منكم في كتب الخيال العلمي يستمتع بها كثيراً؛ غير أنه يستنتج في نهاية قراءته لتلك الكتب أنها من نسج خيالات من كتبها، بعيداً عن واقعه.

تلك طبيعة النفس البشرية، خاصة تلك التي تتوق إلى معرفة كل شيء مهما كان غامضاً، إذْ يكمن بها شيء من العدم واللا منطقية، وتحتاج بذلك وقتاً حتى يحين موعد نضوجها واكتمالها وخلعها للنضارة السوداء لتمحي غموض الماضي وتبدأ أواصر الحقائق تتجلى أمام عينيه كاشفة لها ومحللة لأدق تفاصيلها.

وقريباً من هذا المنطق،إن اختلاف الفكر مهما ابتعد يجب أن يصب في مسار المنطق، ومن يخالف مبدأ المنطق فإنه بالتأكيد يتجرأ على اللا منطق، وساحتنا السياسية مليئة بشواهد تتوالد وتتكاثر يوماً بعد يوم، مجنحة بشوق جامح نحو الحرية والديمقراطية، مجسدة بذلك عنوان (السيادة للوطن)، وواضعة خططه العريضة لترسيخ وحدته وإرادة شعبه.

إن إيماننا بمنهج السيادة، التي رواها آباؤنا وأجدادنا بدمائهم الثورية- والتي يحاول البعض تدنيسها بحقوق وهمية، وأجندات فكرية استعمارية لا تخدم إلا عملاء الكفر بهذا الوطن بغرض النيل من وحدته، وحقداً لكل منجزاته ، وتعزز عشقنا لهذا الوطن الواحد والشامخ دوماً وأبداً، وتغرس في نفوسنا الشجاعة لنقول-لا- لكلمة " جنوب" و"أبناء الجنوب" و"حقوق الجنوب"؛ بل نقول: نعم لليمن الواحد وتباً لمن كفر بها، وسحقاً لكل من أراد لسيادة هذا الوطن ووحدته سوءاً بإجراء أو تفرقة بين إخوان.

فمن مدينة الضباب "لندن" تابعنا جميعنا مجمل الأحداث واللقاءات، وسمعنا حديث الوطن الجديد من رجل التجديد فخامة رئيس الجمهورية/ علي عبدالله صالح، والذي عاد إلى مدينة الوحدة (صنعاء) محملاً بعناقيد أشواقه وهموم شعبه الذي يتطلع إليه ببسمات النهضة التي سعى إليها حثيثاً، في خطوة لم يسبق إليها زعيم آخر يسبق لزعيم، كما فعل هذا الرجل العظيم.

غير أن الأحقاد التي تحاول اعتراض الوطن وصناع اقتصاده تعالت أمام هذا النجاح، وتكاثرت الأسماء والمسميات حول قضايا ومطالبات كاذبة لا يتبناها أحد إلا عميل أو صاحب حاجة تخدم مصلحته باسم الوطن والجنوب وأبناء الجنوب وخزعبلات الجنوب، والتي تفوح روائح النتانة منها، والمناطقية والطائفية، التي حرمها الدين وأهله!.

وبصفتي من أبناء الجنوب أوجه هذه الرسالة لهؤلاء العملاء، وراقصات الحانات في "شيفلد" ولندن وبقية الصومال المتيمنين باسم الجنوب، وأقول لهم: من الذي أعطاكم الولاية لتتكلموا بأسمائنا وألسنتنا نحن (أبناء الجنوب) –أبناء الوطن الواحد.

ومن هي تلك الأقزام التي تمتلك صكوك الرب للدفاع عن حق لا نطالب به البتة ونكفر بها، لأننا نؤمن بأن الوطن واحد لا جنوبي ولا شمالي الانتماء غير أنها مسميات انفصالية تحيكونها بأحقادكم من أجل زرع الفتنة وتوطيد التفرقة العنصرية والمناطقية المتعفنة.

إنني أقف حائراً أنتظر جواباً لمعرفة هذا المجهول الذي تتشدقون به على وطننا باسم (الجنوب) وتنصبون أنفسكم قضاة لحقوق تدعون بهتاناً، أننا نطالب بها، وما أنتم إلا بضع قشرٍ بيننا نحن مجتمعون.

ومن هنا أوجه كلامي تلك المسماة (معارضة الخارج)، والتي تحمل شعارات الجنوب؛ تلك الفئة التي فرت من وطنها لتعيش في مخيمات لجوئه، وتتسلم الباوندات بأيدٍ صاغرة حقيرة، أقول لها: كفي عن (التطبيل) بأسماء أبناء جنوب الوطن الواحد، وكفاك حقناً للغدر والخيانة ولتجدي لنفسك مرتعاً آخر تترزقين منه غير انتقامك الحقير من أبناء الجنوب واليمن الواحد.
إن كل ما تقومون به ننكره نحن جميعاً، ولا نعترف بكم ولا حتى من باب الشفقة لحالكم هناك لأنكم لا تسعون إلا وراء أنفسكم.

أنهي مقالي بكلمة أوجهها لأبناء هذا الوطن الكبير، وأدعوهم بأن نحافظ وبكل ما أوتينا من قوة على سيادة الجمهورية اليمنية، مهما اختلفت وجهات نظرنا واختلفت أحزابنا، وانتماءاتنا الفكرية والثقافية، ونتكاتف لنسكت كل المطبلين الحاقدين والمحرضين ضد (الجمهورية اليمنية)، بل ولنقطع دابر من أراد لليمن شرور التفرقة والتشطير، ونمزق كل فكر الضلال القديم ونتحمل هذه الأمانة قسماً علينا نحو يمن جديد ومستقبل أفضل.