الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:04 ص - آخر تحديث: 01:26 م (26: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
تعليقات القراء لا تؤمن باستقلالية الكاتب



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


تعليقات القراء لا تؤمن باستقلالية الكاتب

السبت, 17-فبراير-2007
حكم البابا - القدس العربي - أسوأ نتيجة توصلت إليها من خلال متابعتي اليومية لتعليقات القراء في ذيل مقالات الكتاب علي صفحات الانترنيت، سواء في النسخ الالكترونية للجرائد الورقية، أو المواقع الالكترونية الخالصة، والتي يفوق حرصي علي قراءتها حتي قراءة المقالات نفسها، ليس الأمية الثقافية التي يعاني منها المواطن العربي بطريقة مرعبة، بحيث تجد أن أغلب القراء غالباً مايتمسكون بجملة ـ غالباً ما تكون مختلفة بين قارئ وآخر ـ ويفصلونها عن سياقها السابق واللاحق، وينصبون محكمة لكاتبها ويصدرون أحكاماً قطعية غير قابلة للنقض بحقه، وينصّب بعضهم نفسه أستاذاً علي الكاتب يشير له بما عليه أن يكتبه أو لايكتبه، ولا حالة التشاتم والسباب التي يكيلونها لكاتب المقال أو يتبادلونها بينهم في تعليقاتهم، والتي لا تترك كلمة في قاموس الهجاء السوقي العربي تعتب عليهم، ولا محاولة فرض رؤاهم وأفكارهم ومعتقداتهم علي الكاتب، وتسفيههم لأي رأي يخالف آراءهم، بحيث تشعر وأنت تقرأها أن علي الكاتب أن يتحول إلي خياط مقالات يفصل لكل قارئ مقالة حسب مقاسه ..

أسوأ من ذلك كله هو عدم ايمان القارئ العربي بالاستقلالية، فمن النادر أن تجد قارئاًً عربياً واحداً اليوم يقبل رأياً لكاتب باعتباره مستقلاً، وأنه ليس منتمياً لهذا الفريق، ولا صوتاً لذاك التيار، أو بوقاً لهذا الزعيم، أو عميلاً لتلك الدولة، فإن خطر لأي كاتب أن ينتقد اعتصام المعارضة في لبنان، فهناك قارئ أو أكثر جاهز ليتهمه بأنه من مؤيدي فريق الرابع عشر من آذار، وأحد مروجي مشروع الشرق الأوسط الجديد، وإن اعتبر كاتب آخر خطابات زعماء الأكثرية اللبنانية في الذكري الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري اسفافاً غير مسبوق ولا يليق بأبسط أصول التخاطب السياسي، فثمة قارئ أو قراء حاضرون لاتهامه بأنه جزء من المشروع السوري الايراني في المنطقة، ولو حاول كاتب التنديد بالاحتلال الأمريكي للعراق أو مناصرة حركات المقاومة ضده، فلن يعدم قارئاً يتهمه بأنه جزء من بقايا البعثيين الصداميين، ولو حاول كاتب تذكير الناس باستبداد النظام العراقي السابق، فحتماً سيعتبره أكثر من قارئ من عملاء أمريكا الذين دعوا لاحتلال العراق، وقس علي ذلك..

وفي كل موقع يمنح القارئ ميزة التعليق، وفي كل قضية سياسية أو دينية أو مذهبية أو فنية ستجد قارئاً يتهم كاتباً بأنه قبض من الرياض، أو كتب مقاله علي الطريق بين تل أبيب وواشنطن عبر باريس، أو أملي عليه المقال من طهران، بحيث أصبحت صورة الكاتب العربي من خلال تعليقات القراء صورة ساعي بريد لعواصم الدول الكبري والصغري وبينها علي حد سواء، ومقالاته مجرد رسائل لسياسات هذه الدول، ولايحق له أن يختلف مع سياسة أو ينتقد أداءً أو يتفق مع مبادرة، لأن تهمته جاهزة وفي متناول يد أي قارئ عابر علي شبكة الانترنيت، وبعدة ضربات علي مفتاح كيبورد كومبيوتره يمكنه أن يخوّن أي كاتب، من دون أن يكون قرأ له أي مقال سابق أو عرف أي شيء عن تاريخه، هذا إذا لم أكن متشائماً إلي حد القول بأنه يباشر تعليقه بعد جملة استوقفته في المقال وحتي قبل أن ينهي قراءته!

أصعب أمر في العالم العربي اليوم هو الاستقلالية، التي لم يعد أحد يعترف بها أو يأبه لها، بعد أن أصبحت أي فاصلة أو نقطة أو إشارة استفهام أو تعجب في أي مقال، تستطيع اليوم إثارة خيال قارئ وتدفعه لنسج الارتباطات وإطلاق الاتهامات.. ما أسوأ حالة العالم العربي الذي حول شبكة الانترنيت التي تعتبر أهم ساحة حرية عرفتها البشرية حتي الآن إلي محاكم تفتيش، تنصب فيها المشانق وتعلق فيها الرقاب، وهذه المرة ليس بيد الحكام أو رجال الدين، وإنما للأسف بيد الشعوب!
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024