الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 02:20 ص - آخر تحديث: 11:23 م (23: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الحوثية أصولية متخلفة محكومة بوعي عنصري خام



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الحوثية أصولية متخلفة محكومة بوعي عنصري خام

الخميس, 19-يونيو-2008
نجيب غلاب - قدمت الحوثية في أدبياتها المنشورة وعبر القراءات المقدمة منها بين الحين والآخر، رؤية أصولية مخلوطة بنزعة عنصرية ومذهبية متخلفة ومنغلقة على الآخر.. والآخر هو كل من يتناقض ولا يتطابق كليا مع أطروحاتها، وهذه القراءة هي التي جعلت من الحوثية جماعة إرهابية متطرفة تبيح دم من يختلف معها. وجعلها لا تقبل التفاوض ولا المساومة، وأي حوار أو مصالحة في قاموسها يعني التسليم بكل مطالبها أو الانتحار..
ولأن الأصوليات تتشابه فيما بينها عند تعاملها مع الواقع يجعلنا نرى أن الحوثية لا تختلف مطلقا من حيث الآليات العقلية التي تسيرها عن القاعدة، وان كانوا على طرفي نقيض من ناحية مذهبية، ولكن فهمهم للواقع متشابه وسلوكهم في التعامل مع الحياة متقارب مع فارق أسلوب النضال وتحديد الأولويات.
فمثلا تتشابه الحوثية مع القاعدة في آليات التكفير، فكلاهما يرى أن الحاكم كافر ، لأنه لا يعلن الحرب على الأعداء الكفار المنتهكين لمصالح الأمة، بل يقيم علاقات معهم، والحاكم يقاتلهم بأمر العدو، و ما ينسحب على العدو الأمريكي والصهيوني ينسحب على الحاكم، ومن يقاتل في صف الحاكم فهو صهيوني وأمريكي ودمه مباح، وهذه النظرة هي التي تدفع أعضاء القاعدة والحوثية لقتل المسلمين.
وهذه النتائج كارثية في تفسير الواقع لأن كلتا الحركتين لا تعتمدان على قراءة تستند على منهجية أو عقائد سياسية قابلة للتغيير بل على عقائد دينية، التنازل عنها يمثل في العقلية الأصولية أعلى مراحل الكفر وهذا يجعل اللقاء مع الحكام غير وارد في البنية الفكرية للأصولية المتطرفة إلا في حالة وحيده وذلك عندما يتم التسليم بكل مقولاتهم وإتباع نهجهم.
والأخطر من ذلك إن الحوثية ترسخ في عقول من يقاتل في صفوفها، أن الجيش يقاتل الحق والمذهب الذي ارتضاه الله لأهل الأرض، والمذهب هنا يمزج بين المتطرف والاثنى عشرية، وبالتالي فكل من يقاتل في صفوف الجيش ومن يؤيد الجيش من المجتمع هم في حكم الكفار، وهذا ما يجعلهم يسفكون الدماء بغدر وبدم بارد بل ويعتبرون قتل أي مواطن لا يؤمن بما يؤمنون قربة يتقربون بها إلى الله.
وهذا الفكر الماضوي المتخلف والسلوك المقاتل حتى الموت هو نتاج طبيعي للعيش في جبال ومناطق معزولة عن العصر والحياة، و الذي ظل يعيد إنتاج نفسه عبر مئات السنين، وهذا الفكر ظل متخلفا عن التجديدات التي لحقت بالمذهب الزيدي، بل وحدثت انتكاسة مروعة للمذهب في هذه المنطقة، ومع التطورات المتلاحقة لم يعد هذا الفكر قادر على التعامل مع العصر وحركة الواقع الجمهوري والمشروع الوطني فأصبح بعث الماضي حلا وحيدا لإثبات الذات وفرضها على الآخر الدولة والمجتمع.
ومن جهة أخرى نتيجة عجزه عن الحركة و التفاعل مع المحيط الواسع المحلي والإقليمي والدولي بفكر منتج من القرون الوسطى، فالعنف والتعصب نتاج طبيعي لتناقض الفكر مع الواقع زمانا ومكانا.
مع ملاحظة أن من أسهم في تفجير الحركة ودفعها نحو العنف بتحد وحزم في المرحلة التاريخية الراهنة، هو تأثر هذا الفكر بالنزعة الأصولية الثورية الخمينية، والدعم القادم من المراجع الشيعية، وكل حركة أصولية مغلقة على ذاتها ومعزولة عن العالم، إذا توفر لها الدعم اللوجستي على المستوى المادي والمعنوي، فأنها تتجه نحو العنف بقوة ودموية وتعمل على محاربة كل من يختلف معها ولا يتطابق كليا مع رؤيتها.
إلى ذلك ما كرس من أصولية الحوثية وضخ فيها الروح الإرهابية في مواجهة الآخر ورفض كل سلطة من خارجها، إن الوعي القبلي في المناطق التي تتواجد فيها الحوثية ما زال خاما، ولم يحدث أي اختراقات تحديثية لهذا الوعي، واثبت الواقع أن اندماج الوعي الأصولي مع الوعي القبلي ينتج رؤية للإسلام متخلفة ومتعصبة وإرهابية وحاسمة في مواجهة الآخر، وحركة طالبان نموذج مثالي والحوثية هي النموذج الثاني في العالم الإسلامي في عصرنا.
وبمقارنة بسيطة بين حركة طالبان والحوثية سنجد تشابه إلى حد التطابق، مع فارق المذهب طبعا، ولكن نتاج الفكر والسلوك واحد في كلتا الحالتين، ولو استطاعت الحوثية الهيمنة على أي جزء من اليمن فان أصولية طالبان ستنتج في اليمن ولكن بصورة مذهبية مختلفة إلا إن النتاج النهائي واحد.
وإذا كان الفكر الأصولي "الجهادي" هو من أسهم في دفع الحركة الطالبانية نحو التفكير برؤية سياسية ثورية شاملة في بعدها المحلي والدولي، وادخل في سلوكها بعض التجديدات كتطور تقنية الحرب، فان الحركة الأصولية الشيعية الثورية الخمينية هي من تفعل فعل القاعدة في الجماعة الحوثية.
هذه هي الحوثية ويظل السؤال الشقي .. هل وجدت الحوثية من يتعاطف معها في الساحة اليمنية رغم أنها تشكل الخطر الأول للأمن القومي اليمني.
لنبدأ بتعاطف بعض القوى الاسلاموية المتناقضة مع الحوثية، هذا التعاطف تفسيره أن القوى الإسلاموية المسيسة في نهاية التحليل تحمل نفس الرؤية، ولكنها تلطفها بنكهة عصرية مخادعة، فكلا الحركتين تديران المعارك بنفس الآليات العقلية والحسم الفكري الصارم، وان اختلفتا من حيث التفسيرات المقدمة على مستوى الفكر العقائدي والمذهبي وعلى مستوى فهم القضايا المحلية والدولية وعلى مستوى آليات القتال، ولكن كلتاهما تتعاملان مع السياسية كعقائد دينية ولديهما نزوع منغلق مقاوم رافض متحدٍ للآخر.
مع ملاحظة إن القوى الأصولية المتناقضة مذهبيا أو مصلحيا عندما تهزم عدوها الكافر سواء كان من دين آخر أو مسلم، فإنها تتقاتل فيما بينها قتال دموي يحرق الأخضر واليابس، وهذا ما حدث بعد أن هزمت القوى الأصولية الشيوعيين في أفغانستان، وما سيحدث في أي مكان آخر من العالم. فالأصولية لا يمكنها أن تتوافق إلا مع نفسها، مع التأكيد أن الزعماء في اغلب الصراعات تهيمن عليهم المكاسب وباسم الفكر الأصولي يتم سفك دماء الأنصار والأعداء، لذا عندما تتفق القيادات الأصولية فيما بينها على قسمة الغنائم فان الصراع يخبو ولكنه ينفجر بعد حين فهناك قوى من داخلها تكتشف اللعبة وتكون حركة متطرفة وتقاتل الجميع والقاعدة مثال بارز.
أما القوى الأصولية التقليدية المتخلفة والمتعاطفة مع الحوثية، فأن مشكلتها أنها تحلم بالهيمنة على الدولة وتريد هزيمة القوى الأصولية الأخرى والقوى الحديثة، فالقوى الحديثة مثلا سواء كانت ذا انتماءات زيدية أو شافعية أصبحت أكثر قوة ولديها مشروع وطني متماسك ينطلق من الدولة ويعمل من خلالها وفق رؤية معاصرة، وأصبحت هي صاحبت القول الفصل في اليمن الجمهوري، هناك قوى تعمل على تحويل المذهب إلى أداة في الصراع على المصالح وتدفع بجزء من الشباب إلى الجماعة الحوثية وهذه القوى هي في أغلبها انتهازية وسعيها محكوم بمصالحها المادية والمعنوية وتنطلق من بعد مذهبي منغلق وعنصرية مقيتة متناقض مع طبيعة الدولة الوطنية الحديثة.
المشكلة العويصة التي لا أفهمها وتفسيرها صعب عندي هو اندفاع بعض قوى الحداثة لدعم الحوثية، ومحاولة تفسير الواقع بما يبرر موقفها المتعاطف ، فكيف يتعاطف المثقف المتنور مع جماعة أصولية إرهابية متخلفة تهدد مستقبل اليمن، ويمكن القول من باب التعسف أن موقف بعض المثقفين مرهون لرؤية سياسية لا تفقه طبيعة الصراع أو تم خداعهم أو أنهم غلبوا مصالحهم السياسية الآنية، ..والتفسير المنطقي إن بعض هؤلاء محكومون بالكراهية للحاكم والحقد أعمى والأعمى لا بصيرة له حتى وان حمل في رأسه كل ثقافة العصر.

والخطر العظيم والكاسح في صراع الدولة مع التمرد الأصولي الحوثي، أن للحوثية جناحا فكريا وسياسيا متواجدا في المعارضة والمجتمع، هذا الجناح يعتقد انه الأجدر والأحق بقطف ثمار نضال الحوثية، وهذا الجناح على قناعة تامة بان الجماعة منغلقة وأنها غير قادرة على الوصول إلى أهدافها بدونه.
والحوثية في إستراتيجية هذا الجناح أداة ومحرقة لتحقيق طموحاته، هذا الجناح يعمل ليل نهار وبذكاء شديد وقد استطاع هذا الجناح أن يقدم رؤية مختلفة كليا عن طبيعة الجماعة الحوثية وحسَن من صورتها وشوه دور القوى المناضلة المتحدية لتمرد الفئة الباغية.
وهذه العناصر الفكرية والسياسية عملت وتعمل على بث دعاية سياسية قوية ومنظمة نجحت في إعادة صياغة عقل المثقف قبل الرجل العادي ، فقد استطاع الجهاز الإعلامي المنظم وغير المنظم الذي يعمل وسط النخب المثقفة والسياسية ويستخدم آلياتها والذي يعمل وسط الجماهير ويستخدم آلياتها على بث دعاية محترفة كلها تشوه الدولة وتؤكد إن الفساد في الدولة وصراع القوى في الحكم هو من ينتج الحروب والصراعات، وهذه النتيجة تريد تبرئة الحوثية واتهام الدولة وتهدف إلى حرف مسارات الصراع بما يخدم عصابة الحوثية على المستوى الداخلي والخارجي.
الخطير في الأمر أن هذه الدعاية تأثرت بها أحزاب المشترك وأصبحت سياساته كلها في هذه المشكلة خاضعة كليا لهذه الدعاية حيث تم إعادة برمجته وغسل عقله ولم يعد قادر على تغيير رؤيته إلا بخضة قوية ورغم وصول أصوات الرصاص إلى مسامع قياداته في العاصمة صنعاء إلا أنه مازال خاضع لدعاية الجناح الحوثي الخفي.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024