الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 09:18 م - آخر تحديث: 09:11 م (11: 06) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
إدارة الخلافات الزوجية والحزبية في اليمن



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


إدارة الخلافات الزوجية والحزبية في اليمن

السبت, 13-سبتمبر-2008
د سعاد سالم السبع - لا أعرف لماذا شعرت بأهمية ربط الخلافات الحزبية بالخلافات الزوجية في اليمن ربما لإيماني العميق بأن الحزبية في بلادنا ليست منفصلة عن البيت اليمني، وما من أسرة يمنية إلا وفيها أشخاص ينتمون إلى كافة الأحزاب، وقد يكون الزوجان من حزبين مختلفين، فإذا كان هناك صراع بين الأحزاب فهو فعلاً صراع الإخوة الأعداء، وصراع أفراد الأسرة الواحدة الذي يدمر الجميع الغالب والمغلوب.

ربما أكون متشائمة في نظر بعض القراء من حيث نظرتي للحزبية في اليمن، لكني بدأت أشعر أن الحزبية في بلادنا لم تحقق الأهداف التي نشأت من أجلها؛ إذ الملاحظ أن فكرة الحزبية في اليمن مازالت غير ناضجة، والدليل على ذلك أن بعضنا يظهر انتماءه الحزبي في مواقف ويخفيه في مواقف أخرى، وكأن الانتماء الحزبي فضيحة في موقف، وشرف في موقف آخر .. وبعضنا يحمل بطاقات عضوية بعدد الأحزاب على الساحة اليمنية، وكأن الحزبية جواز مرور في مواقف مختلفة ..

ولو أننا ندرك أن الحزبية هي انتماء لنظرية فكرية لها رؤية سياسية في تنظيم شئون الوطن والمواطنين كلهم بغض النظر عن اختلاف انتماءاتهم لعملنا كلنا من أجل تطوير هذه النظرية وترجمتها إلى برامج عمل واقعية تخدم الوطن ولا تغرس كل يوم سكيناً في جسده المنهك بخلافاتنا غير الحضارية.

أنا من النساء اليمنيات اللائي تربين على الحوار والاختلاف في وجهات النظر، وأومن بأن الاختلاف ظاهرة صحيحة حتى داخل البيت الواحد، وحتى بين الزوجين... بشرط أن يكون الاختلاف بهدف إثراء الحياة الزوجية والمنزلية وليس للمناكفة وهدم الأسرة، وعندي يقين بأنه متى صمتت أطراف الحياة المشتركة، وبدأت حياتهم تمر رتيبة وبدون حوارات حول أوجه اختلافات يتحاورون من أجلها، فإن حياتهم في طريقها إلى النهاية، وإن الأطفال في طريقهم إلى التشرد، وأن منزل الزوجية آيل للسقوط.

إن الاختلافات الزوجية رغم تخوف الأزواج منها، وغضبهم من تكرارها تعد صمام أمان لحياة زوجية طويلة العمر، وأي زوجين ليست بينهما خلافات زوجية لا أظن أن بينهما حياة زوجية حقيقية ؛ لأن الاتفاق الدائم بين طرفين في مكان واحد معناه أن أحد الطرفين ليس راضياً عن حياته مع الآخر، ويتبع معه سياسة المداراة اتقاء لشره، أو عدم المبالاة تعبيراً عن قرفه منه، وفي كلتا الحالتين الطرف المكبوت لن يستمر صبره، ومعرض للانفجار في أية لحظة .. لذلك يجب أن يفكر الأزواج في استراتيجيات راقية لإدارة الخلافات الزوجية فيما بينهم، واستثمارها لصالح الحياة الأسرية.

ومع نظرة المجتمع السلبية للخلافات الزوجية ومحاولة الأزواج المستمرة للاتفاق والبعد عن المشاجرات إلا أن هناك وعياً ملحوظاً لدى الأزواج والزوجات لإدارة الخلافات الزوجية؛ بحيث تكون خلافات راقية، تثير الطرف الآخر ولا تجرحه، وتثبت رأي أحد الطرفين ولا تفرضه، وتقنع الآخر ولا تقهره.

ومع أن المجتمع اليمني ناجح في إدارة الخلافات الزوجية إلا أنني يمكن أن أجزم أن اليمنيين واليمنيات يجيدون إدارة الخلافات الزوجية ولا يجيدون إدارة الاختلافات الحزبية.ولذلك غالباً ما تنتهي الاختلافات الزوجية لصالح الأسرة بينما لا يحدث ذلك حين تحدث الخلافات الحزبية في الوطن الواحد.

وربما يعود ذلك إلى وعي الزوجين بعمق فكر الخلافات الزوجية الذي ينظر إلى المستقبل، ويقوم على أساس إدارة الاختلاف بناء على مصالح جميع الأطراف، الزوج والزوجة والأبناء وأهل الزوج وأهل الزوجة وجميع من لهم علاقة بالأسرة، بحيث لا يتضرر أحد من هذا الاختلاف، وأن تكون نتائج الاختلاف في صالح الجميع.

غير أن الاختلافات الحزبية لا تقوم على فكر حزبي صحيح وعميق النظرة المستقبلية، ويتضح ذلك من مقارنة بسيطة بين الخلافات الزوجية والخلافات الحزبية على افتراض أن الوطن هو منزل اليمنيين الكبير، فهدف الاختلافات الزوجية هو من أجل تطوير الحياة الزوجية وبقائها، وهدف الاختلافات الحزبية هو من أجل فرض سيطرة حزب معين أو ابتزاز حزب آخر، والاختلافات الزوجية تنتهي بتغليب مصلحة الأسرة بينما الاختلافات الحزبية تنتهي بتكبيد الوطن خسائر إضافية لم يكن ينتظرها من أبنائه، والخلافات الزوجية تعيد أطرافها إلى بناء علاقة أقوى مما كانت عليه بينما الاختلافات الحزبية تجعل أطرافها كل واحد في طريق، يتربص بالآخر ويتحين فرص الانقضاض عليه، ويعرقل أي جهد وطني يقوم به نكاية به، والاختلافات الزوجية إذا اشتدت قد تنتهي بابتعاد الأطراف عن بعضها مع حفظ الحقوق لكن الاختلافات الحزبية حينما يحدث الابتعاد تحدث الفتن التي يستعد لها تجار الحروب ويتجرعها المستضعفون من كل الأحزاب، وتتوقف عجلة التنمية، وتصبح طاقات المختلفين موجهة نحو تبادل التهم والمكايدات ووضع استراتيجيات لكسب مزيد من القوة لضرب بعضهم البعض على كل المستويات وكأنهم على أرض ليس لها علاقة بالوطن والمواطن اليمني..
أخاكَ أخاكَ إنّ مَنْ لا أخاً لَهُ كَسـاعٍ إلى الهَيْجا بِغَيْرِ سِلاح
وَإنّ ابْنَ عَمّ المَـرْءِ - فَاعْلَمْ - جَناحُهُ وَهَلْ يَنْـهَضُ البازي بِـغـيْـرِ جَـناح ؟!!
[email protected]

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024