الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 05:14 م - آخر تحديث: 04:37 م (37: 01) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
معهد بناء الأسرة السعيدة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


معهد بناء الأسرة السعيدة

السبت, 14-فبراير-2009
د/ سعاد السبع - الزواج في حياتنا انقلاب جذري؛ لكننا ندخله بلا مقدمات، أو بمقدمات مليئة بالأغلاط والخرافات
الزواج في حياتنا له حكايات مختلفة، تصلح لتشكيل فن سينمائي خاص باليمن ، لو امتلكنا القدرات والإمكانات،وربما في حياة كل زوجين قصة ومثل ، وكثير من هذه الحكايات ليست سارة، وبعضها قد تثير البكاء من شدة الضحك ، ولكن بعض هذه الحكايات يستطيع الأزواج البوح بها وأكثرها مختفية في جوانح المتزوجين إما خوفا أو حرجا..

الزواج في حياتنا حكاية غامضة، يواجهها الزوجان بالمصادفة، وقد يترتب على خبرات الزواج العشوائي حكايات ومشكلات مستعصية،قد تودي بحياة أحد الزوجين أو كليهما أو توصلهما إلى مرحلة الانفصال العاطفي أو الطلاق أو المرض المزمن أو الجنون..

متى نرى في بلادنا معهدا متخصصا في إدارة حياتنا؟! حلم يراودني منذ فترة وأتمنى أن أراه حقيقة واقعية في بلادنا ...معهد يلتحق به المقبلون على الزواج، وتشرف عليه وزارتا الأوقاف والعدل، ويتولاه المتخصصون المدركون لأبعاد الحياة الأسرية ومتطلبات بنائها، وتقدم من خلاله برامج متنوعة لإعداد الأزواج والزوجات الجدد للحياة المستقبلية .

المنطق يشير إلى إن الإنسان العاقل يهتم بأي مشروع يقدم عليه، ونجد الإنسان اليمني يهتم بمشاريعه التجارية بجدية، ويعمل للربح والخسارة ألف حساب؛ فنراه يدرس مشروعه التجاري من كل الأبعاد، ويضع الفروض والاحتمالات لمدى النجاح والفشل، ويتوقع ويتنبأ ويحلل كل خطوة من خطواته فيه، ويوفر له كل شروط الحماية والسلامة... إلا مشروع الزواج فنحن لا نهتم حين نقرره لأولادنا وبناتنا إلا بتوفير مبلغ من المال يجمع بين زوجين لا يعرفان عن بعضهما شيئا، ونوكل إليهما تحمل مسئولية لم يتم إعدادهما لها من قبل على سبيل ( تصيب أو تخيب بالبركة) .. فالزواج في بلادنا هو الخبرة الوحيدة التي يدخلها الأبناء والبنات بلا تخطيط مسبق وبلا ثقافة علمية صحيحة، وتوجد كثير من الزيجات التي يتعايش فيها الزوجان بعد الزواج رغما عنهما، وينجبان رغما عنهما، وينفصلان رغما عنهما..

الحياة الزوجية في بلادنا هي الشركة الوحيدة التي يدخل إليها الطرفان بدون تخطيط مسبق لما يجب أن يكون بين الزوجين لتأسيس هذه الشركة وبنائها بناء متينا، وأكثر الممارسات الزواجية بين الزوجين تتم وفق المحاولة والخطأ، أو وفق نظريات الكبار المتحكمين في قرارات الزوجين الجديدين .

لماذا لا نهتم بتأهيل الزوجين للزواج؟ !! هل لأن النظرية الاجتماعية وفق ثقافتنا وتقاليدنا تقر أن الزواج الصحيح لا يشترط فيه غير سنوات العمر أو البلوغ البيلوجي ؟! ، أم أن ذلك يحدث لأن القدرة على الزواج في نظر الآباء والأمهات مرتبطة بالعضلات والجسد وليس بالنضج وكم الخبرات والمعلومات عن متطلبات الحياة الزوجية وبناء الأسرة الجديدة ؟

في زيجاتنا يهتم الأهل والمجتمع بالشكليات، ويهملون كل ما له علاقة بالزواج.. فأجمل الزيجات هي التي يمر فيها حفل العرس على خير، ويتكلم الناس عن مباهج العرس وكرم الضيافة وما تم صرفه لإرضاء المدعويين ، وليذهب العروسان إلى الجحيم، أو إلى شهر العسل كما يسمونه .. وأي عسل يجده الزوجان وهما يتوجهان إلى مستقبل مجهول لا يعرفان معالمه ؟؟!!! الزواج هو الحقيقة الوحيدة التي يبدأها الزوجان وهما ينويان الاستمرار إلى آخر العمر حتى وإن كان زواجهما بفعل الكبار، إلا أنهما يدخلان للحياة الزوجية وكلهما أمل بأن تستمر، ومع ذلك لا نهتم بإعداد الزوجين لهذه الحياة المستمرة؛ لا صحيا ولا اجتماعيا ولا فكريا ولا نفسيا مع أن سعادة الزوجين وشقاءهما يتوقفان على نوع العلاقة بينهما، وعلى مدى الفهم والتفاهم بينهما لبناء حياتهما، كما إن صحة أولادنا ونبوغهم متصلان بقدرة الزوجين على إدراك مطالب الإنجاب السليم والتربية الصحيحة ..

المقدمان على الزواج يحتاجان إلى تأهيل علمي متخصص؛ وذلك يستدعي أن نبدأ بإنشاء معاهد أو مراكز تأهيل خاصة بتدريب المقدمين على الزواج على إدارة الحياة الزوجية المستقبلية صحيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا حتى نسهم في إنشاء أسر جديدة سعيدة خالية من العقد والأمراض .

ليس عيبا أن نفكر بجدية في هذا الموضوع وبخاصة أن كثيرا من الآباء والأمهات لا يهتمون بإعداد الزوج أو الزوجة للحياة الجديدة؛ إما لعدم إدراكهم لخطورة الموضوع، أو لأنهم يرون أن ترتيب مناسبة الزواج هي فقط ما ينبغي عليهم، أو لشعورهم بالحرج من الحديث مع الأبناء والبنات حول الزواج... فهل فينا من يؤيد هذه الفكرة ويتبناها؟

نريد أن نرى معاهد نوعية وجديدة تقدم برامج متنوعة لتأهيل المقدمين على الزواج، وأن يكون الالتحاق بهذه المعاهد والحصول على شهادة منها من ضمن وثائق إتمام عقد الزواج...

[email protected]
كلية التربية – جامعة صنعاء
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024