الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 10:25 ص - آخر تحديث: 01:27 ص (27: 10) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
متسللون .. متسلحون



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


متسللون .. متسلحون

الأحد, 22-نوفمبر-2009
عبد العزيز الهياجم - يوم أمس الأول، توقفت كثيرا أمام خبر إحالة 26 صوماليا إلى النيابة بتهمة المشاركة بأحداث الفتنة والتخريب بصعدة، حيث سبق أن تم نقلهم إلى السجن المركزي بصنعاء بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض عليهم في وقت سابق في بعض مديريات المحافظة على خلفية مشاركتهم في القتال إلى جانب عناصر التمرد والتخريب الحوثية
ولا حاجة للتفاصيل حتى نستشعر خطرا كنا نتحدث عنه في السابق من جوانب أخرى سلبية ولكن لم نكن نتوقع أن يصل خطر أن يكون لديك متسللين إلى حد أن يقفوا في خندق المتمردين.
فمنذ انهيار نظام الرئيس الصومالي الأسبق محمد سياد بري واندلاع حرب أهلية في هذا البلد العربي الشقيق مطلع تسعينيات القرن الماضي، باتت اليمن وجهة رئيسية للنزوح واللجوء والتسلل هربا من أتون الحرب ونكبتها، وفي الوقت الذي صدت كثير من بلدان المنطقة أبوابها أمام هؤلاء كانت اليمن على رغم شحة إمكانياتها وظروفها ومشاكلها تفتح ذراعيها للأشقاء انطلاقا من المواقف العروبية والدينية والأخلاقية والإنسانية فضلا عن الشهامة والكرم اليمني.
وكان الموقف اليمني تجاه ما يحدث في الصومال يسير في خطين متوازيين، أحدهما استقبال اللاجئين والنازحين وتوفير ما يكفل لهم الإيواء والغذاء وحتى فرص العمل بحسب الإمكانيات وما هو متاح وظل يناشد المنظمات الدولية للمساعدة دون جدوى.. والخط الآخر يتصل بالتحركات والجهود الحثيثة لإيجاد حلول ومعالجات للمشكلة من جذورها عبر تبني مبادرات ولقاءات حوار ومصالحة بين كافة الأطراف الصومالية لوضع حد للاقتتال، والعمل على دعم الحكومات التي تشكلت تباعا سواء بعد مؤتمر المصالحة في عرتا بجيبوتي أو بعد اتفاق نيروبي، إضافة إلى تبني القضية الصومالية في كافة المحافل الإقليمية والدولية وحث الأشقاء والأصدقاء على دعم الحكومات التي تشكلت في أعقاب مصالحات كون ذلك السبيل لتكليل تلك الجهود بالنجاح وضمان عدم انهيارها مجددا، لكن لم يكون التجاوب كما كان مؤملا.
وهذا الاستعراض ليس للتباهي والمن وإنما كان ذلك واجبا يمنيا تجاه الأشقاء.. وأردت بذلك التمهيد للدخول في صلب الموضوع، وهو ما يتعلق بالآثار السلبية لاستقبال هذا الكم الكبير من اللاجئين والنازحين والمتسللين والذين بلغ عدده بحسب مصادر رسمية إلى قرابة المليون، أكان ذلك على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الأمني.
واليمنيون لم يكن يهمهم التأثير السلبي الاقتصادي على اعتبار أننا كرماء ونعتقد أن ما يكفي الواحد يكفي العشرة دون الالتفات للحسابات الاقتصادية وحجم الاستهلاك ومضاعفة الواردات الغذائية وخلافها، وإنما الخوف كل الخوف كان ينحصر في السلوكيات التي تمس القيم الأخلاقية والدينية . وبدون ان أطلق أحكاما بدون أدلة، أقول أن ما ظل يتداوله الناس بشكوك وعلى نحو مريب يحوم حول بعض هؤلاء النازحين على أنهم خلقوا أوكارا لممارسات غير أخلاقية بفعل الحاجة والظروف القاهرة والجوع، وهذه مسألة لا ترتبط فقط بهم أو ببلدنا وإنما ذلك عادة ما يكون نتيجة لأي حروب ونكبات ولأي جماعات تجد نفسها نازحة في هذا البلد أو ذاك.
وكان مصدر الخوف الثاني مبنيا على الأول ويتصل بالمخاطر الصحية وانتشار أوبئة و" فيروسات " ارتبطت بكون سبب تفشيها الأول هو ممارسات غير أخلاقية و ونزوات رذيلة، وخصوصا أن وباء مثل الإيدز عرف بتفشيه على نطاق واسع في أفريقيا وخصوصا في شرقها، وبالفعل كانت التقارير الصحية تربط حالات كثيرة من ضمنها أول حالة دخلت بالبلد بالوافدين من تلك المنطقة . أما مصدر الخوف الثالث فكان أمنيا في حدود القلق من ان حالة لاجئين ونازحين وأوضاعهم البائسة هي بيئة حاضنة وقابلة للانخراط في عصابات للجريمة والسرقة وحتى ترويج " ممنوعات" .
كل ذلك كان متوقعا ومبحوثا في دراسات لأكاديميين وباحثين ولدى جهات معنية.. لكن ما لم يكن في الحسبان ان نجد أنفسنا في مواجهة هاربين من جحيم الحرب الأهلية في بلدهم وقد تحولوا إلى أدوات بيد إرهابيين ومتمردين وصناع حروب وأزمات.
طبعا نحن لا نستطيع أن نطلب من الدولة الصومالية إجراء خطوة معينة لأنها أصلا فاقد الشيء وكان الله في عونها، وأيضا لا نحرض على إخوتنا الذين لجأوا إلينا، فهذه العناصر تمثل أقلية بينهم .. لكن ما نريده هو أن يستشعر المجتمع مسؤوليته وأن يكون في تعامله مع مثل هؤلاء حذرا ومسئولا ومنطلقا من الأبعاد الوطنية جنبا ألى جنب مع الشهامة والعروبة والإيثار، وإلا تحولت الطيبة إلى سذاجة .. كما أن من غير المقبول ما نسمعه من وقائع بين حين وآخر يكون طرفها بعض اليمنيين الذين لمجرد الحصول على المال لديهم الاستعداد لتزكية مقيمين بطرق غير مشروعة وتمكينهم من الحصول على أوراق ثبوتية وهوية يمنية بشهادات ووثائق مزورة تنسبهم إلى أسرة أو قرية أو قبيلة يمنية معينة.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024