الأحد, 07-ديسمبر-2025 الساعة: 02:38 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
اليمن أولاً وأخرا .. ولكن كيف؟!!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


اليمن أولاً وأخرا .. ولكن كيف؟!!

الإثنين, 14-ديسمبر-2009
د. محمد أحمد الكامل - قرأت مقالة ( اليمن أولاً ) للأستاذ / عبده بورجي، والتي لمست فيها صدق مشاعر الانتماء الوطني والغيرة الوطنية العالية المكنونة في وجدان كاتبها والتي عبرت عنها كل كلمة في تلك المقالة التي أثارت في نفسي شعورا لا يقل عن شعور صاحبها من الأسى والحسرة بل والإحباط في الوقت ذاته، أما الأسى والحزن فهو في واقع حال الانتماء الوطني ومكانته اليوم في نفوس أبناء اليمن، والتي تدل الكثير من الشواهد على ضآلته من خلال ما تعكسه لسلوكيات وممارسات كثير من أبنائه لاسيما من شريحة الشباب التي أشاطر الأستاذ البورجي بأن جهات كثيرة مسئولة عن ذلك وعلى رأسها الأسرة والمدرسة والإعلام.

وأما الإحباط فناتج عن أسباب متعددة ، لعل من أهمها رؤيتي لحجم وعمق الفجوة والهوة التي اتسعت وتعمقت وصارت بمثابة سد حاجز ومنيع بين المواطن وروح انتمائه لوطنه، حتى صارت اليوم بهذا الحجم المستفحل.

ومن عوامل الإحباط أيضاً أن نرى شريحة عريضة من المثقفين والعلماء والمفكرين - وهم من يعول عليهم في معالجة أسباب ضعف الولاء الوطني- بعيدة عن هذا الجانب وإن تعرض البعض له فهو إما من باب الطرح النظري الجاف الذي لا يؤتى له أكلا، أو من باب المزايدات والمكايدات السياسية التي لاتنطلي على الكثير إن لم يكن الجميع، ففاقد الشيء لا يعطيه، أم من خلال ندوات ومؤتمرات علمية تنتهي نتائجها وطروحاتها بنهاية انعقادها وتبقى حبرا على ورق. غير أن من بين أبناء هذه الشريحة فئة مخلصة وجادة وهم الذين يتناولون هذا الجانب بحرقة وألم، وهم ينظرون بأفئدتهم قبل أعينهم، إلى ما صار ت عليه حال العلاقة بين الوطن والمواطن من جفوة وخصام بل وعداء واستعداء أحيانا، كما نشهد اليوم في بعض المناطق ، مع أن هذا الوطن يمتلك من المقومات والمؤهلات الوطنية - التاريخية والحضارية والطبيعية والبشرية- التي لو استثمرت ووظفت لتعزيز الولاء الوطني لأتت بأحسن الثمار وأجودها... ولكن لا حياة لمن تنادي!! .

وقد أوضحت المقالة المذكورة جوانب مهمة من حال الانتماء والولاء الوطني، وأشارت إلى جوانب من تلك المقومات التي يمتلكها الوطن ووسائل استثمارها، والتي نخلص منها إلى أن وضع الانتماء الوطني بين أبناء يمن الإيمان والحكمة في خطر كبير يستدعي مواجهته بأقصى السرعة وأن مسؤولية ذلك متشعبة وتكاملية بين الأسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة الرسمية ومنظمات المجتمعات المدني ، وعلماء الدين وخطباء المساجد والوعاظ.

ورغم ما ذكره من حال الضعف والقصور الذي تتسم به المناهج الدراسة الحالية في تعزيز وتنمية حب الوطن والولاء الوطني في وجدان الشباب، وكيف لها أن تؤدي دورا مهما في هذا الجانب.. إلا أن هنالك ما هو أخطر من ضعف وغياب ما يجب أن تحتويه المناهج أو بعضها كالتاريخ والتربية الوطنية ... من مادة علمية في ذلك، فالمناهج بوضعها الحالي وبصورة عامة، بمادتها وشكلها ومنهجيتها وحجمها وأخطائها الفنية والعلمية وغياب الوسائل التعليمية أو نقصها وكذا المدرسين الأكفاء المخلصين ، أعتقد جازما بأنها لن تفقد البقية الباقية من جسر التواصل النفسي والروحي والوجداني بين الطالب ووطنه وحسب، بل إنها للأسف ستنشئ جيل جاهل مليء بالعقد النفسية، ضعيف إن لم يكن فاقد الانتماء والثقة مع نفسه وطنه ومع كل شيء تقريبا ... وهذا ما هو حاصل اليوم إذ نرى التسرب من المدارس أصبح ظاهرة واسعة الانتشار، وإن استكمل البعض دراستهم فإن القليل منهم من يعلمون شيئا مما تعلموه إن كانوا تعلموه أو علَّموه لأنفسهم. كما أن مسألة تعزيز الولاء الوطني لا تقتصر على مواد بعينها كالتاريخ والتربية الوطنية .... بل يجب أن تحتوى مختلف المقررات بما فيها المقررات العلمية البحتة على جوانب تربط الطالب بوطنه وبيئته.. بل إن مقررات التربية الإسلامية، من فقه وحديث وتفسير وتوحيد، لهي لعمري من أهم مداخل وأسس التربية الوطنية، لو أن قوما يفقهون... أما الإعلام فحدث ولاحرج ...

وفي الوقت نفسه لا نعفي أنفسنا ، آباء وأمهات وأسر، من التقصير في الأمانة والمسؤولية التربوية برمتها ومنها التربية الوطنية. فالأسرة هي المدرسة التربوية الأولى والتي تمثل قاعدة البناء التربوي للنشء فالمولود كما – جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم - يولد على الفطرة – أي على شرع الله- فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العاميومٌ مجيدٌ

29

قاسم محمد لبوزة*30 نوفمبر المجيد.. عنوان كرامة وبداية وعي جديد

30

محمد الجوهريقراءة لمقال بن حبتور في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر

10

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورالشَّهِيدُ هَاشِم الغُمَارِي سَيَظَلُّ قِنْدِيلاً مُتَوَهِّجاً فِي مَسِيرَتِنَا

26

عبدالقادر بجاش الحيدريموسوعة البروفيسور بن حبتور... حين يُرمم الفكر وجعَ الوطن المكلوم

13

حمير بن عبدالله الأحمر*شجونٌ سبتمبرية وأكـتوبرية

09

توفيق عثمان الشرعبيفي ذكرى 28 يوليو.. شراكة المؤتمر وأنصار الله خيار وطن لاصفقة سلطة

28

أحمد أحمد الجابر*آن أوان تحرير العقول

23

غازي أحمد علي محسن*لا مستقبلَ لنا إلا بالوحدة

20

محمد حسين العيدروس*الوحدة.. الحدث العظيم

20

عبيد بن ضبيع*مايو.. عيد العِزَّة والكرامة

20

إياد فاضل*في ذكرى الوحدة.. آمالنا أكبر

20

د. عبدالوهاب الروحانيالوحدة التي يخافونها..!!

20

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025