عبدالملك الفهيدي - حسناً فعلت اليمن حين قررت إطلاق اسم الشهيد فهد الأحمد الصباح على بطولة خليجي (20) التي ستنطلق في مدينتي عدن وأبين أواخر نوفمبر الجاري.

وليس مبالغة القول إن إطلاق اسم الشهيد فهد الصباح على بطولة خليجي عشرين لم يكن تقديراً لما قدمه للرياضة العربية ولدعمه لليمن باعتباره أول من دعا إلى مشاركة اليمن في كأس الخليج عام 1980م فحسب، بل وتأكيداً على عمق العلاقات اليمنية - الكويتية شعبياً ورسمياً بغض النظر عن بعض المنغصات التي شابتها والتي رماها الجانبان وراء ظهورهم.

ولعل حمل أول بطولة خليجية تستضيفها اليمن لاسم الشهيد فهد الأحمد الصباح إنما يعكس صورة من صور الوفاء التي يكنُّها اليمنيون شعباً وحكومة للكويت الشعب والحكومة، باعتبار الأخيرة إحدى أهم الدول الشقيقة التي ساندت اليمن في مختلف الظروف والمواقف العصيبة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والتنموي، ولن ينسى اليمنيون مطلقاً أن الكويت جمعت قادتي شطري اليمن - سابقاً – في العام 1979م في قمة الكويت وهي القمة التي كان لها الفضل في الاتفاق على إعداد مشروع دستور دولة الوحدة الذي مثل المدماك الأساسي لصياغة ملامح دولة الوحدة التي أعيد تحقيقها في 22 مايو 1990م بإعلان قيام الجمهورية اليمنية .

كما لن ينسى اليمنيون أيضاً ما قدمته الكويت من مساعدات تنموية لليمن وما تزال شواهدها حية حتى اليوم وخصوصاً على الصعيدين التعليمي والصحي فثانوية الكويت، ومستشفى الكويت، وكلية الطب بجامعة صنعاء، وقاعة جابر الصباح في ذات الجامعة كلها نماذج ترسم المعاني العظيمة للعلاقة اليمنية الكويتية التي كانت وستظل علاقة متميزة بالخصوصية وطابع الوفاء .

ولأن الوفاء يُبادل بالوفاء، فلم يكن مستغرباً أن ينبري الشيخ طلال فهد الأحمد الصباح ـ رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم ـ ليدافع بقوة عن حق اليمن في استضافة خليجي 20 ،ويؤكد أن الكويت ستحضر البطولة حتى لو استدعى ذلك أن يلعب منتخبها المباراة النهائية مع نظيره اليمني.

ولم يعكس الشيخ طلال فهد الأحمد بذلك التصريح أسمى معاني الوفاء فحسب، بل وأسهم في إسكات الأصوات “ الناعقة” والمشككة بقدرة اليمن على استضافة وإنجاح البطولة عبر إثارة مخاوف أمنية وهمية لا وجود لها إلا في رؤوس مثيريها.

ولا شك أن القائمين على خليجي 20، ومن خلفهم جميع أبناء اليمن سيكونون عند مستوى الظن وسيقدمون ـ إن شاء الله ـ صورة مشرفة في خليجي 20 تليق باسم حاملها الشهيد فهد الأحمد الصباح، باعتباره رائداً للرياضة الكويتية والخليجية والعربية.. وهو ذات الأمر الذي لا شك في أن يسهم الأشقاء في الخليج- معنا - فيه أيضاً وفاءاً للشهيد فهد الأحمد الصباح وهو ما بدأت بوادره بتصريح الشيخ طلال الصباح.

وليس أمامنا سوى أن نقول لجميع أشقائنا الخليجيين: مرحباً بكم في اليمن، وفي ثغرها الباسم عدن، مرحباً بكم في بطولة الشهيد فهد الأحمد الصباح.