محمد أنعم - أن يستغل الدكتور ياسين سعيد نعمان -الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني- مهاراته الأكاديمية وتنظيراته للمغالطة الممزوجة بلحن القول لتبرير رفض المشترك للانتخابات وإفشال الحوار.. فتلك كارثة.. بيد أن الافظع من ذلك ان يتحدث عن الانتخابات دون اكتراث، ولا يبالي أن تُصلب الديمقراطية، أو ان يتم إعدام الاستحقاقات الدستورية رمياً بالرصاص..
للأسف لقد تعمد الدكتور ياسين أن يغالط بنشوة غريبة عندما أطلق جرعات مخدرة أشبه بالأفيون محاولاً تعطيل العقل، والعبث بالحقيقة بتقولاته الاخيرة ، ومنها زعمه أن البلاد لن تدخل في فراغ دستوري، حيث (أشار إلى أن الفراغ الدستوري لن يكون إلا في عام 2013م).
الواضح مما سبق.. أن المشترك يسعى للانقلاب على التعديل الدستوري للمادة الخاصة بتمديد فترة مجلس النواب الحالي، والتي أكدت انه.. (لمدة سنتين فقط) تنفيذاً لاتفاق فبراير..
لكن ها هو الدكتور يصدر فتوى بأنه لا فراغ دستوري، إلا عام 2013م.. ويقوم بعملية غسل عقول بعض أعضاء المشترك وجرهم لرفض إجراء انتخابات نيابية بالقوة.. كما يزعم أيضاً (إن مجلس النواب انتهت شرعيته في 23 فبراير 2009م حيث أصبح يستمد شرعيته من التوافق الوطني).
وهكذا يحاول المشترك تدمير شرعية المؤسسات الدستورية في استهداف واضح لرأس النظام، ولا يريد أن تنعم البلاد باستقرار سياسي إطلاقاً..
فالحديث عما أسماه ياسين (توافق وطني)، فيه رفض صريح للانتخابات.. ليس هذا فحسب، بل نجده يكذب نفسه وما ذكره في ذات محاضرته بمنتدى الأحمر عندما قال : »إن السلطة خلال الحوارات الأخيرة قدمت طلباً بتأجيل الانتخابات، إلا أنهم في المشترك رفضوا ذلك« بحسب موقع «الصحوة نت» 9 نوفمبر.
فلو كانت أحزاب المشترك تدافع فعلاً عن الديمقراطية، وتحرص على أجراء الانتخابات النيابية، لأكدت على ذلك بالأفعال، دون الحاجة للمغالطة.. ويمكنها أن تستغلها لمنافسة المؤتمر في الانتخابات وتسعى لحصد الأغلبية في البرلمان المقبل.
لكن حتى هذه الفرص التي لا يمكن أن يجود بها الزمن ثانيةً، تهدرها أحزاب المشترك عبثاً.. ونجدها تحاول مغالطة السذج من الناس بترهات مختلفة..
إن الدكتور وكل قيادات المشترك أمام المحك وعليهم ان يثبتوا للرأي العام مصداقيتهم.. ويعلنوا للملأ تمسكهم بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها.. ويؤكدوا إنهم فعلاً رفضوا مقترحاً تقدم به المؤتمر بتأجيل الانتخابات..
بالتأكيد قيادات المشترك لا يمكن أن تعلن مواقف واضحة وصريحة كهذه .. لكنها ستختلق المبررات السخيفة، لتواصل السير في وسط الأوحال بهدف عقر الديمقراطية ومحاولة زج اليمن في دياجير الطغيان من جديد..
والمثير للدهشة أن أمين عام الاشتراكي ينفي عدم دخول البلاد في فراغ دستوري، فيما لو تم تأجيل الانتخابات النيابية..!!
يقول ذلك بدم بارد: (الفراغ الدستوري لن يكون إلا في عام 2013م)؟!
يبدو أن أحزاب المشترك لا تحرص على حرمان الدكتور عبدالكريم الارياني من ان يشاهد أروع الممارسات الديمقراطية في بقية حياته.. أطال الله في عمره..
وإنما قد يموت أصغر الأعضاء الذين انتسبوا إلى المشترك ولن يشاهدوا الديمقراطية التي يُمَنّيهم بها هؤلاء الكهول..
للأسف لم تعد تعني المشترك انتخابات البرلمان أبداً.. وبمثل هذه النسخ القيادية (فليمدد أبو حنيفة ولا يبالي).

[email protected]