السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:34 ص - آخر تحديث: 11:02 م (02: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الدم المراق أم الكتابة تحت غيبوبتين!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


الدم المراق أم الكتابة تحت غيبوبتين!

الأحد, 12-فبراير-2012
علي ربيع - *لا بأس عليك يا صديقي نبيل حيدر، وزير الداخلية قالوا إنه لا يستطيع أن يحرك طقماً واحداً، باسندوة وهو رئيس الحكومة والباكي الوقور من أجلنا قيل: إنه قال بأنه لا يملك ضراً ولا نفعاً، نافضاً كلتا يديه من مشكلة مؤسسة الثورة بل قيل أنه تمنى لو أن معه قبيلة تحميه، أما المشير عبدربه منصور فيبدو أنه غارق حتى أذنيه في استعدادات العرس الرئاسي المبكر والإشراف على تأمين راحة "المعازيم" وكافة فقرات هذا الاستحقاق التاريخي المبين. فلتلتمس يا صديقي له العذر إن لم يحركه المداد المراق من أجل دمك المسفوك.

وكن على بينة من أمرك يا صديقي، المؤسسات الشرعية في اليمن لا تعلم ولا تحكم، وإن علمت فإنها عاجزة، وإن حكمت فإنها مأمورة، يا صديقي لا يبدو أن أحداً باستطاعته أن يقول لنا أو لك من هم الذين اعتدوا عليك إجراماً وجبناً، أو بالأصح من هو الذي أرسلهم في مهمة الاستقواء القذر، اليمن يا صديقي تحكمها عصابات مستذئبة، بعضها متشبث وبعضها قادم، مليشيات نظامية وشعبية تحكم وتتحكّم، إنه صراع متعجرف للهيمنة بمعية أموال ملعونة تعبث بأقدارنا، لا تصدق أن عهداً جديداً قد ابتدأ، بل هي اللعنة المستحكمة والثعبان الأبدي يسلخ اليوم جلده فقط.

*يا صديقي نبيل ، القتلة والمجرمون الذين اعتدوا عليك ضحايا أيضاً، أناشدك أن تعذرهم لأنهم مجرد كلاب صيد أطلقهم مالكهم لينفذوا له فيك ما يرضي حقارته ويطرب عقده النفسية المركبة، ليسوا بشراً يا صديقي فضلاً عن أن يكونوا رجالاً، هؤلاء يا نبيل هم حراس الظلمة وأعداء الأقلام الشريفة، لا يبرأ منهم فريق ولا يخلو منهم اتجاه، ما يوحدهم جميعاً أنهم جبناء وعجزة، لهذا لم ينتصروا يوماً لدولة المواطنة ولا لمجتمع العدل والحرية، ولا تتوقع منهم أن يكونوا في المستقبل أفضل مما كانوا.

* عرفتك يا صديقي النبيل وعرفك زملاؤك شجاعاً ومنصفاً وقوياً بقلمك تنتقد الفساد والظلم والفوضى وتنشد المستقبل الأفضل، لكن ليس هذه هي الكتابات التي يريدها هؤلاء، يجب أن تسبّح ـ إن أردت أن تكتب ـ بحمد الخوف، يجب أن ترتمي في أحضان البشاعة، يجب أن تداهن سدنة القمع، يا صديقي إنك تعرف أن الكتابة في اليمن أشبه بالمرور في حقل ألغام، أتعجّب منك وأنت الحصيف كيف لم تحرص على اقتناء خارطة طريق تفصيلية من أجل المرور الآمن، أم أنك تعتقد حقاً أن حرية القول يمكن أن تكون بلا ثمن؟

* فصلٌ من الرعب الوحشي منحتك إياه أعقاب البنادق، لا أخفيك يا صديقي بعد مشاهدتي لآثاره الدامية على وجهك أصابني الذهول واعتصر الخوف مني بقايا ذرات الشجاعة المراوغة التي كنت ألتحف بها حين أكتب، كان قراري إما أن أتوقف عن الكتابة بالشكل الذي أراه ينتصر لقناعاتي وضميري، وإما أن أنضم إلى حفلة الزار الشاملة لأكتب عن مثالب الماضي البغيض بعدائية الأحمق، أو أتغنى بمحاسن الآتي المزهر بعماء واستغباء، في الحالين وجدت نفسي غير نفسي.

*أعتقد يا صديقي أننا إن استكثرنا ثمن الحرية في التعبير المسؤول فليس أمامنا من بدائل سوى الكتابة تحت واحدة من غيبوبتين:غيبوبة السكرة لمريدٍ صوفي، أو غيبوبة الزيف لمريضٍ فصامي، ولك يا صديقي تخيُّل أن تفرغ من كتابة مقال وحين تقوم بمراجعته تكتشف أنه ليس سوى مقالٍ بالتبني لا نسب يربطه بروحك. إذن هل نسترق الحرية من أطرافها ونكتفي، هل نقتني خارطة الألغام ونستسلم، أم نصر على ارتياد الوجهة التي تؤدي إلى لذة الحرية وشرف الكتابة، كما اخترتها أنت أيها القلم النبيل؟!

* أطمئنك يا صديقي لم تدم حيرتي كثيراً، وكما ترى، يبدو أنني قررت الكتابة كما تقتضيها وعورة المسلك، ليس لي علاقة بالكتابة عن حمار تسلق شجرة في موزمبيق، ولا عن نوعية الطعام المفضل لكلب الرئيس أوباما، أنا معني بوطني، بالجراح المتقيحة والبثور التي تتكاثر على جسده الصريع، بالوحوش الضارية التي تتهافت على نهبه وتقاسمه وتملكه، لن ترعبنا بنادقهم الجبانة ولا رسائل غدرهم، يا صديقي أنت أكثر شخص يعرف من هي العقلية المريضة التي رمتك بواحدة من هجمات كلابها المطيعة، وأنت وحدك من يعرف أين صوبت سهام كلماتك فأصبت وأوجعت.

*رسالتنا اليوم واضحة يا صديقي، على المشير عبدربه منصور هادي أن ينبذ عبء الماضي الذي يحاصره ويحاصر كل القوى المدنية المسالمة، عليه أن يدرك أنه في غنىً كبير عن تجريب مراقصة الثعابين حتى ولو لمرة واحدة، وهاهي أصواتنا المرتفعة ودمك الذي خضب جسدك يستصرخ هادي ليقطع رؤوسها التي أدمت ضحكة اليمنيين، وينتزع أنيابها العالقة باستماتةٍ وحقدٍ في طريق مستقبلهم الكريم.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024