فنون عمارة الطين اليمنية في مزرعة بوش يبدو أن جنبية الرئيس علي عبدالله صالح التي كان يومئ إليها الرئيس جورج بوش على هامش قمة دول الثماني الكبار ليست وحدها من سرق بريقه التراثي أنظار الأمريكيين، بل كان لسحر فنون العمارة الطينية اليمنية تأثيره على الذوق الحسي الأمريكي، الذي قرر استنساخ نماذجاً منها، وضمها إلى مركز الفنون في مزرعة بوش. فالفنان (كيكو دينزر Kiko Denzer) انهمك لشهور في صنع نماذج طينية، وأبنية، ومساكن استوحاها من مدن الطين اليمنية، التي أمضى قسطاً من حياته في دراستها، ليجعل من بعضها مفاجأة معرضه (فن الأرض) الذي افتتحه امس بمركز الفنون بمزرعة بوش. وبحسب تقرير (رون كاوان) فإن المعرض اشتمل على العديد من الأعمال الطينية، والجداريات المنقوشة ببراعة، والتحف، وما يعلق على الجدران، ونماذج مختلفة كان الطين مادتها الخام الأساسية، التي حاول دينزر من خلالها ترجمة فلسفة الحس الإبداعي القادر على تحويل مواد تقليدية بسيطة إلى نتاج فني خلاّق. ويضيف التقرير: أن وقوف دينزر على مفردات مهارة التعامل مع الطين، وكيفية استخدامه في فنون البناء العمراني، من خلال تأملاته الواسعة في أسرار مدن الطين في اليمن بالدرجة الأولى، ثم بعض الآثار المماثلة في (ويلز) شكلت خبراته الكبيرة والفريدة التي لا يضاهيه فيها أحد في الولايات المتحدة، وأهّلته لبناء منزل خاص به- يحاكي به بيوت الطين في شبام- على مساحة 320 قدم مكعب، كلفه بنائه 700 دولار. ويعتبر دينزر أن تلك ما هي إلا البداية وحسب، مبدياً استعداده لبناء منازل طينية لمن يرغب بتكلفة 500 دولار أمريكي للمنزل الواحد، مشيراً إلى أن الطين مادة متوفرة، ومن السهل التعامل معها وتكييفها بحسب الرغبة، ولا تكاد تكلف المرء شيئاً غير جهده في تحويلها إلى نتاج إبداعي حي. وعندما أقام دينزر ورشة عمل خاصة بصنع (تنور الخبز الطيني) وأبدى المشاركون إعجابهم، قال لهم: (لو زرتم اليمن لوجدتم تنانير، وبيوت، ومدن سكنية كاملة- جميعها مبني بالطين) وأضاف: (أنها شيء مذهل يفوق التصور). |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 