توجيه رئاسي باستثناء المدرسين العراقيين مراعاة لظروفهم وجَّه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية باستثناء المدرسين العراقيين العاملين في القطاع التعليمي والتربوي من إجراءات إلغاء التعاقدات مع العرب، وأمر بتحويل جميع المدرسين العراقيين المتعاقدين إلى معارين، ليتسنى لهم البقاء في اليمن لحين استقرار أوضاع بلدهم. وجاء توجيه رئيس الجمهورية استجابة لرغبة المدرسين العراقيين الذين تقدموا بطلب، شرحوا فيه قلقهم الكبير من العودة إلى بلدهم في ظل غياب الاستقرار الأمني، وانعدام فرص العمل، مؤكدين امتنانهم للرعاية التي حَظَوا بها مع أسرهم من قبل قيادة وشعب اليمن على امتداد أعوام الحصار الاقتصادي، ثم الاحتلال، ملتمسين مواصلة العمل في الجمهورية اليمنية طمعاً بمزيد من كرم الضيافة اليمنية التي نعموا فيها بالأمن والسلام-على حد تعبيرهم. وكانت وزارات التربية والمالية والخدمة المدنية أقرت في مارس الماضي محضراً مشتركاً يقضي بإلغاء جميع التعاقدات، وإبدالها بإعارات، الأمر الذي كان سيحرم المدرسين العراقيين المتعاقدين من استمرارية العمل، واضطرارهم للعودة إلى بلادهم، في الوقت الذي كانت وزيرة المهاجرين والمغتربين العراقية وجهت نداءً للعراقيين في الخارج في شهر يونيو تنصحهم فيه بعدم العودة في الوقت الحاضر، محذرة إياهم من مخاطر ومشاكل مترتبة على عودتهم الى العراق. من جهتها استقبلت الأسر العراقية المقيمة في اليمن توجيه رئيس الجمهورية بفرح غامر، عبرت خلاله عن امتنانها الكبير لما وصفوه بـ(موقف عربي شهم) ليس غريب عن بلد الإيمان والحكمة. فقد وصف ليث الرواي-رئيس البعثة التعليمية العراقية- توجيه رئيس الجمهورية بأنه: (التفاتة أبوية رؤوفة من رجل كريم، وعربي أصيل طالما كان الأشفق على العراقيين طوال محنتهم في الأيام العصيبة التي مرت بهم سواء أثناء الحصار أو في ظل الاحتلال). فيما أشار صفاء محمود جمعة-مدرس الأنشطة بثانوية عبدالناصر- إلى أن:(هذا الرجل نعجز عن رد الجميل له، فهو كلما أسودت الدنيا بأعيننا يفاجئنا بالأمل مجدداً، ويعيد الابتسامة لوجوه أطفالنا)، وعلّق علي غازي طه-يعمل في نفس المدرسة- (اليمنيون أهل نخوة ويكفيهم فخراً على سواهم أن أبوابهم مفتوحة لكل خائف، أو هارب من جور، ولكل عربي لا يجد ملاذاً آمناً). لكن آلاء عبدالعظيم رحيم- مدرسة في مجمع عمار بن ياسر- حين أبلغها زوجها الخبر دمعت عيناها، واكتفت برفع كفيها للسماء مبتهلة:(اللهم أنصر كل من نصرنا). |