الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 10:02 م - آخر تحديث: 08:56 م (56: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
دين
المؤتمر نت - محمد عمارة
الدكتور محمد عمارة -
هذه أسباب تراجعنا الحضاري
كيف تخرج أمتنا من هذا المأزق الحضاري الذي يأخذ منها بالخناق؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من معرفة الأسباب التي دفعت الأمة إلى هذا المأزق لأن علاج أسباب التراجع الحضاري هو السبيل إلى الإقلاع الحضاري من هذا المأزق الذي تردينا فيه.

لقد بدأت أمتنا طورها الحضاري العربي الإسلامي بنهوض وازدهار، تعلمت منه الدنيا، ولا نزال نباهي به حتى الآن.. فلماذا حدث استبدال التخلف بالتقدم؟.. والجمود بالتجديد؟.. والأزمة بالانطلاق؟.. والقيود بالانعتاق؟

إن الوعي بأسباب التراجع الحضاري، وسمات استبدال أسباب التراجع بأسباب التقدم، هو الذي يضع عقولنا وأيدينا على المفهوم الحقيقي لمقولة: “لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها” فليس المراد الهجرة من الزمن الحاضر إلى الزمن الخالي.. وإنما المراد الوعي بأسباب النهوض الأول، ومناهجه، لنسلكها سبيلا للنهوض الجديد المنشود.

لقد بدأ الإسلام بتحديد منهاجه في التغيير الكفيل بإخراج الناس من الظلمات إلى النور.. والذي يبدأ بتغيير النفس الإنسانية، وإعادة صياغة الإنسان بالإسلام: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، (الرعد: 11).

وعندما بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم فأقام أولى الصناعات الإسلامية الثقيلة: صناعة الجيل الفريد، المؤسس للدين، نهض هذا الجيل بتغيير الواقع، وبناء الدولة، وتطبيق الشريعة.. ثم توالى التراكم المعرفي في علوم الدين والدنيا -الشرعية والمدنية- تلك التي كونت الحضارة العربية الإسلامية، التي غيرت وجه الدنيا ومجرى التاريخ.

وكان طبيعيا أن تأتي دولة الخلافة الشورية الكاملة والراشدة، على النحو الذي جاءت عليه، لأنها كانت صورة للجماعة التي أعيدت صياغتها بالإسلام.

لكن.. لأن النموذج الإسلامي -في الدين والدولة والحضارة قد قام في مواجهة تحديات شرسة، مثلتها في ذلك التاريخ -بعد الشرك العربي- قوى الهيمنة الكبرى: الفرس والروم.. فلقد كانت الفتوحات الإسلامية لإزالة الهيمنة الكسروية والقيصرية عن المحيط الإسلامي، ضرورة حياة لهذا النموذج الإسلامي الوليد.. وبسبب من عقيدة وروح الجهاد الإسلامي، كانت السرعة القياسية التي تمت فيها هذه الفتوحات، التي حررت الشرق من الفرس والروم.. ففي ثمانين عاما فتح المسلمون أوسع مما فتح الرومان في ثمانية قرون!

لكن هذه السرعة في الفتح -التي تمثل إيجابية - فضلا عن كونها ضرورة سياسية- نفخر بها ونعتز.. قد أثمرت واقعا سلبيا خطيرا.. وذلك عندما أدخلت في إطار الدولة الإسلامية، وفي رعيتها أمما وشعوبا وقبائل لم تتم صياغتها وتغييرها وتربيتها بمناهج الإسلام.. فدخلت في باطن الجسد الإسلامي أشياء غريبة عن طبيعته ومزاجه وهويته الإسلامية.

وإذا كان من سنن الظواهر الدينية والثقافية والحضارية -دائما وأبدا- وجود مسافات وفوارق بين “المثال- النموذجي”، وبين “الواقع- الممكن”، فإن غيبة الجيل الفريد -المؤسس- الذي تربى في مدرسة النبوة، والذي صنعه الرسول صلى الله عليه وسلم، قد أعقبها تراجع تدريجي في نوعية ومثالية التربية والصياغة.. وزاملت هذا التراجع زيادة حجم النوعية التي لم تتربَّ تربية ذلك الجيل الفريد.. فأخذت شوائب البدع، وثقافات وتصورات الديانات والفلسفات التي أدخلتها الفتوحات إلى داخل الساحة الإسلامية تثمر تشققات فكرية، وصراعات مذهبية، ونزاعات سياسية، وعصبيات عرقية وإقليمية، أخذت تغالب بغلوها الشعوبي أو الباطني أو النصوصي الحرفي وسطية الإسلام وأمته.. ولقد بلغت هذه التناقضات أحيانا- درجة النزاعات المسلحة، وأثمرت -في بعض الأحيان- تمزقات في وحدة الدولة من قبل الشعوب الواقعة في الأطراف.. فانضم الانشقاق على الخلافة المركزية إلى الشقاق على الوسطية الإسلامية، الأمر الذي هدد روابط وحدة الكيان الإسلامي ونموذجه الفكري تهديدا جديا.

وصاحب تصاعد مخاطر تلك التهديدات خطران آخران انضما إليها:

أولهما: انغماس كثير من العرب في الترف الذي وجدوا أسبابه في غنى الأقاليم التي فتحوها.. فتحولوا من قوة جهادية خشنة وضاربة دون الدولة وفكريتها، إلى مواطنين شغلتهم شواغل الدنيا عن حياة الجهاد.

وثانيهما: استمرار وتصاعد التحديات الخارجية.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "دين"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024