|
أصعب اختبار للتحالف لحظات عصيبة يمر بها اليوم التحالف بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة انصار الله تمثل بكل أبعادها ومعطياتها التحدي الأكبر الذي يضعه أمام امتحان تاريخي لمعرفة مدى قدرته على المواصلة والسير باتجاه التعامل المقتدر مع كل التحديات التي لاريب تستهدفه ككيان مثَّل واحدة من الاشراقات للجبهة الداخلية التي قدمت رسالة واضحة وجلية للعدو مفادها ان تلاحم اليمنيين خيار استراتيجي للحفاط على اليمن وسيادته وانجازاته التاريخية في الثورة والجمهورية والديمقراطية والمشاركة الشعبية.. هذا التحالف غير المرحَّب به خارجياً والواقع في مرمى مخططاتهم العدوانية ومحاولات استهدافهم له طوال السنوات الماضية بات اليوم يواجه تحدياً داخلياً أشد ضراوة من الاول - التحدي الخارجي. ولعل هذا ما جعل كل اليمنيين الصامدين يشعرون بالقلق إزاء حالة التباين بين طرفي التحالف وهي حالة محمودة هدفها تقويته وترسيخه وجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات بروح أكثر مسئولية تستمد قوتها من قوة وعنفوان شعبنا الصامد في مواجهة العدوان.. إلا ان هذه الحالة المحمودة اضحت محل استغلال رخيص من قبل البعض بالداخل الذين يضيقون بهذا التحالف وبصورة افظع من ضيق العدو الخارجي.. لذا وجدناهم يستغلون التباينات ويعمدون الى تحويلها لأزمة من خلال شنهم حملة اعلامية شنعاء تجاوزت المثل والقيم التي تحكم النقد السياسي البنَّاء المعبر عن حرصه على الحفاظ على التحالف والعمل على تقويته خدمة للوطن.. ولكون استمرار الحملة الإعلامية الممنهجة والظالمة ضد المؤتمر وقيادته وعلى رأسها الشيخ صادق بن أمين ابوراس رئيس المؤتمر واستهدافه بصورة شخصية وتوجيه وابل من الاتهامات الخطيرة المشككة في وطنيته ومواقفه الثابتة والمبدئية المنتصرة لليمن وشعبه وبث روح الكراهية ضد المؤتمر واعضائه بتحريض مستمر يسر اعداء اليمن والمترقبين لانهيار وحدة الجبهة الداخلية بشغف كبير.. كل ذلك لاشك قد شكل مشهداً سوداوياً نظراً لهول وحجم الاتهامات الخطيرة ضد المؤتمر وما صاحبها من شتم مقذع تجاوز القيم والمثل الأخلاقية قد أحدث ما أحدثه من اهتزازات نالت من التحالف واظهرته ضعيفاً عاجزاً عن التعامل مع حالة تباين في الرأي لم تصل إلى مشكلة معقدة ومزمنة.. وهو ضعف استمراره يُعد بمثابة تهديد حقيقي للتحالف بين المؤتمر وانصار الله واصبح اليوم بحاجة إلى عملية انقاذ حقيقية تعبر عنها الارادة السياسية التي نعتقد ان توفرها من شأنه أن يضع حداً لحالة الاهتزاز العنيفة التي يمر بها التحالف. ولكون استمرار غياب الإرادة السياسية يمثل في نظر المراقبين بمثابة ضوء أخضر لاستمرار حالة العبث التي يقوم بها حالياً الإعلام غير المسئول الذي تجاوز كثيراً الخطوط الحمراء ويواصل اجهاضه للتحالف في افظع صور الانتهاك لأبرز متطلبات توحيد الجبهة الداخلية.. وخلاصة.. إن التحدي اليوم يكمن في مدى قدرتنا على إدارة تبايناتنا بعقول وصدور رحبة وفي اطار من القيم المؤمنة بالرأي والرأي الآخر، ومدى استعدادنا كتحالف لإنتاج رؤى أكثر فهماً وعمقاً تمد وطننا وشعبنا بعوامل الصمود والتصدي وحل كل المعضلات الناتجة بفعل العدوان وافرازاته وتداعياته الخطيرة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك اختبار نأمل أن يتحقق النجاح من خلاله للوطن، مالم فإننا نسير باتجاه المجهول الذي نسأل الله العلي العظيم ان يجنب شعبنا المزيد من المعاناة والصراعات. |