![]() |
هل المانجو مفيد لمرضى السكري؟ دراسات تُجيب تزامناً مع ظهور فواكه فصل الصيف، يصبح من أكثر الأسئلة شيوعاً التي يسمعها أطباء السكري من مرضاهم: «هل يمكنني تناول المانجو؟». ويقول راهول باكسي، اختصاصي أمراض السكري في الهند: «إن المانجو، بحلاوتها وتنوعها، فاكهة أساسية في الصيف، ومن المفهوم رغبة الناس في تناولها بشراهة». ومع ذلك، يقول إن هذا السؤال البسيط يحمل في طياته مفاهيم خاطئة، تتراوح بين الاعتقاد بضرورة تجنب المانجو تماماً، وبين الاعتقاد المعاكس، حيث يعتقد البعض أن الإفراط في تناول المانجو قد «يعالج مرض السكري». ووفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد قلبت دراستان سريريتان هنديتان جديدتان المفاهيم الغذائية التقليدية رأساً على عقب؛ إذ أشارتا إلى أن تناول المانجو بشكل مُنظَّم بدلاً من الكربوهيدرات (في صورة الخبز) قد يُحسِّن بالفعل نسبة السكر في الدم والصحة الأيضية لدى مرضى السكري من النوع الثاني. استجابة سكرية منخفضة ووجدت دراسة تجريبية، ستُنشر قريباً في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية، شملت 95 مشاركاً، أن المانجو أظهرت استجابات سكرية مماثلة أو أقل من الخبز الأبيض. والاستجابة السكرية هي مدى سرعة ونسبة رفع الطعام لمستويات السكر في الدم بعد تناوله. وأظهرت المراقبة المستمرة لمستوى الجلوكوز لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وغيرهم، على مدار ثلاثة أيام، أن تقلبات السكر بعد تناول الطعام لدى المشاركين المصابين بداء السكري كانت أقل بكثير بعد تناول المانجو. ويقول الباحثون إن هذه الاستجابة السكرية المنخفضة التقلب قد تكون مفيدة للجسم على المدى الطويل. وقالت الدكتورة سوغاندا كيهار، المؤلفة الرئيسية للدراستين: «المانجو فاكهة محبوبة، لكن يُساء فهمها لاحتمالية تأثيرها على مستوى الجلوكوز وزيادة الوزن». وأضافت: «تُظهر هذه الدراسات أن تناول المانجو، ضمن الأنظمة الغذائية المُوصى بها، لا يُسبب ضرراً لمستوى الجلوكوز في الدم، بل قد يكون مفيداً». الكمية المناسبة وقد عززت هذه النتائج تجربة عشوائية ثانية، استمرت ثمانية أسابيع ونُشرت في مجلة «داء السكري واضطرابات التمثيل الغذائي»، وأُجريت في دلهي، حيث شهد 35 بالغاً مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، استبدلوا خبز الإفطار بـ250 غراماً من المانجو، تحسناً في: مستوى الجلوكوز في الدم، ومقاومة الإنسولين، ومحيط الخصر، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة. وتُعدّ هذه مؤشرات رئيسية للسيطرة على داء السكري والصحة الأيضية بشكل عام. وعن معايير تناول المانجو باعتدال، يقول البروفسور الهندي أنوب ميسرا: «إذا كان حدّك اليومي 1600 سعرة حرارية، فإن أي سعرات حرارية من المانجو يجب أن تُحسب ضمن هذا المجموع، لا أن تكون إضافية. وتحتوي ثمرة مانجو وزنها 250 غراماً على نحو 180 سعرة حرارية». ويفضل تناول المانجو مع البروتين أو الألياف، وتجنب تناولها مع الكربوهيدرات أو الأطعمة السكرية الأخرى.*وكالات |