الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 07:19 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
حوار
المؤتمر نت - الدكتور عبدالكريم الارياني
المؤتمرنت-26 سبتمبر-حاوره عبدالمنعم الجابري -
الدكتور الارياني ناصحاً المعارضة ..اهتموا بقواعدكم لمواجهة قوة السلطة
كعادته دوماً..يخرج عن الصمت..يطرق المواضيع الساخنة ويشخص القضايا والأمور بعقلية المفكر ولغة الدبلوماسي المخضرم بخبرته التي صقلتها التجارب والمواقف والسنون.
الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي لفخامة رئيس الجمهورية-الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام‘ وبصراحته المعهودة ومن دون أية تحفظات أجاب في الحوار التالي الذي أجرته معه (26سبتمبر) واستمر لأكثر من ساعة ونصف على كل ما طرح عليه من أسئلة واستفسارات شملت العديد من القضايا والموضوعات الحيوية على الساحة اليمنية.
وقد كانت التحولات التي شهدها الوطن اليمني في ظل دولة الوحدة التي تحل في الأسابيع القليلة القادمة الذكرى الـ15 لقيامها والمكاسب المهمة التي تحققت لليمن على الصعيد الإقليمي والدولي والنجاحات التي حققتها تجربة اليمن الديمقراطية من بين أبرز الموضوعات التي تركزت حولها محاور الحديث.. كما تناول أحداث الفتنة والتمرد التي شهدتها محافظة صعدة ومواقف الأحزاب في ساحة المعارضة وبعض الأطراف الأخرى من ذلك والحوار بين الأحزاب وموضوع تمكين المرأة في المشاركة السياسية‘إضافة إلى قضية الإصلاحات الاقتصادية وعملية إعادة الهيكلة في المؤتمر الشعبي العام وعلاقة المؤتمر مع حزب الإصلاح وكذلك علاقات اليمن مع الولايات المتحدة الأمريكية والسلام في الشرق الأوسط.
هذا إلى جانب قضايا أخرى مهمة شملها الحوار وتحدث عنها الدكتور عبدالكريم الإرياني بنوع من الشفافية والصراحة.. وهاكم نص الحوار:

* بعد أسابيع قليلة تحل ذكرى العيد الوطني الخامس عشر لقيام الجمهورية اليمنية.. ما هو تقييمكم لمسيرة التحولات التي شهدها الوطن اليمني على مدى الأعوام الـ15 الماضية؟
** المنجزات التي حققها الوطن على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية هي منجزات أكثر بكثير مما كان يتوقعه الغير‘ وما تحقق في هذا الوطن على مدى 25 عاماً لم يتحقق على مدى القرن العشرين ‘أو العقود التسعة الأولى منه.. فالمنجزات الاقتصادية والسياسية والثقافية هي بركة من بركات الوحدة ولولا الوحدة لم تحقق الأ الشيء اليسير , لان التشطير كان يلهي كل طرف عن هموم الوطن‘هموم التشطير كانت تطغي على هموم الوطن وكان الشغل الشاغل في حالة التشطير للقيادتين كيف يتعامل مع الطرف الأخر؟!.. فنعمة الوحدة هي التي مكنت هذا الوطن بقياده الأخ الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية حفظة الله أن يحقق هذه المنجزات الكبرى والتي لم تتحقق على مدى 90 عاماً من القرن الماضي.
* وكيف تصفون المكاسب الإقليمية والدولية التي حققتها اليمن في ظل دولة الوحدة؟
** في أطار السياسية الخارجية للجمهورية اليمنية‘لاشك أن اليمن اليوم رقم بحسب حسابه في المعادلات الإقليمية وصوت يستمع له في المحافل الدولية .. وهذا أيضا بركة من بركات الوحدة لان اليمن الواحد له وزن اليوم يحسب حسابه ولو لم يكن هناك وحدة فاننا أيضا في المحافل الدولية كنا نتناقض ونتنافس , كان طرف يذهب مع كتلة وطرف يذهب مع كتلة أخرى وبالتالي كان صوت اليمن مجزاءً .... التجزئة جزأت صوت اليمن, جزئت اقتصاد اليمن جزئت ثقافة اليمن , جزأت سياسة اليمن , لكن الوحدة هي التي حققت هذه الإنجازات العظيمة كلها .
ترسيخ الديمقراطية
* وكيف تجدون المستوى الذي وصلت إليه اليوم تجربة اليمن الديمقراطية؟
** التجارب الديمقراطية لا تبلغ رشدها إلا عبر سنوات طويلة وحتى التجارب الديمقراطية الأوربية مرت عليها قرون حتى أصبحت تجارب راسخة.. لا تنسى مثلاً انه في أوروبا كانت تجرى انتخابات سواء في ايطاليا أو في ألمانيا تحت مظلة الديمقراطية ثم تنقلب إلى فاشية أو نازية , فالتجارب الديمقراطية لم تمر بسهولة عبر طريق سهل معبد أو مفروش بالزهور , الديمقراطية عملية مؤسسية شعبية اجتماعية‘ وهذا العمق الديمقراطي يجب علينا ان ندرك ان الناس لم يستوعبوا كل إبعاده‘ ولكن على الأحزاب والتنظيمات السياسية ان تعمل جاهدة لترسيخ المفاهيم الكاملة للديمقراطية .. فالمعارضة بمفهوم الديمقراطية ليست مجرد المعارضة للحزب الحاكم لمجرد ان له أغلبية , فالعملية الديمقراطية في اليمن عملية متطورة ولكنها ناشئة .. لا ننكر انها ناشئة وأنها بحاجة إلى ترسيخ وبحاجة إلى تجذير في المجتمع اليمنى الذي نجد مستوى التعليم فيه متدنياً ومستوى الثقافة متدنياً‘ علينا ان لا نتوقع ان لا يخطئ النظام الديمقراطي في اليمن , لكن التجاوزات المتعمدة هي التي يجب ان نبتعد عنها سواء بالنسبة لحزب الأغلبية أو الأحزاب والتنظيمات في المعارضة .
تطور الممارسة
* هناك من يطرح ان الممارسة الديمقراطية والنشاط الحزبي وكذلك الانتماءات الحزبية في اليمن ما تزال محكومة بالانتماءات العشائرية والقبلية ... ماهو تعليقكم في هذا الجانب؟
** التركيبة الحزبية في أي مجتمع تعكس واقع ذلك المجتمع‘لكنني أعتقد أن التأثير القبلي العشائري في عام 1993 كان أكثر من ما هو في عام 2003م وهذه علامة من علامات التطور الديمقراطي‘ و باستطاعة الباحث مثلاً ان يراجع عضوية مجلس النواب كيف كان مستوى الأعضاء من ناحية التعليم من ناحية الانتماء من ناحية الارتباط القبلي في 1993م وكيف أصبح اليوم , انا أتركها لباحث لكي يَّعرف الناس ان هناك تغيراً أساسياً في تركيبية السلطة التشريعية تعكس الوعي الديمقراطي ومستوى التعليم والثقافة.
* معنى ذلك في نظركم ان ثمة تطور في مستوى النضج الديمقراطي في الشارع اليمني؟
** لاشك عندما تقارن بين عام 1993م وعام 1997م ثم عام 2003م هناك تطور‘لا نتوقع أن الديمقراطية بكل مظاهرها المؤسسية والاجتماعية والثقافية ستولد بين عشية وضحاها.
التحالفات الحزبية
** التحالفات الحزبية القائمة حالياً .. في رأيكم هل تستمر أم ان المرحلة القادمة ستشهد تحالفات وتكتلات جديدة؟
** التحالفات والتكتلات في جميع المجتمعات الديمقراطية ليست أبدية , لكني لا استطيع التنبؤ بما ستكون عليه في الفترة القادمة‘ لكن التحالفات الحزبية في الواقع هي شيء طبيعي في كثير من الحالات‘ والتحالفات هي قوة للديمقراطية وليست إضعافا لها .
* هل تعتقدون أنها قائمة على أسس سلمية ومعايير وطنية ؟
** انا لا احكم على الآخرين دعهم يتحالفون , انا اعتبر أن التحالفات وسيلة لتقوية وتعزيز الديمقراطية .
تمرد الحوثي
* حركة التمرد والفتنة التي شهدتها محافظة صعده..بماذا يمكنكم التعليق حول هذه القضية.. وما هو تقييمكم لموقف أحزاب المعارضة والذي جاء مناقضاً للموقف الذي اتخذته الحكومة؟
** أولاً التمرد في صعده لا يتفق بأي حال من الأحوال مع تاريخ الجمهورية اليمنية وتاريخ اليمن بشكل عام ‘هذا التمرد لا علاقة له بالنسيج الاجتماعي اليمني ولا بالتاريخ الثقافي والسياسي والديني اليمني..ولكنه نبتة شيطانية استقت ماءها من خارج منابع التراث اليمني والتاريخ اليمني‘ولكن الأخوان في المعارضة نظروا إليها أنها حركة موجهة ضد النظام‘ ولم يدركوا‘ أو بعضهم لم يشاء ان يدرك انها حركة موجهة ضد مسيرة التاريخ اليمني عبر أكثر من ألف سنة في ضل الدين الإسلامي الحنيف‘ وانها حركة موجهة ضد النظام الجمهوري الذي تتفيأ ظله وحريته وديمقراطيته جميع أحزاب المعارضة على الساحة اليمنية.. والنظرة القاصرة التي تعاملت المعارضة بها مع هذا التمرد تدل على احد شيئين:اما رغبة في التدويل وعليّ وعلى أعدائي (يا رب).. أو جهل وقصور في التدبير‘و في كلا الحالتين لا يمكن اعتبار موقف المعارضة وصحفها من هذا التمرد موقفاً يتسم بالعقل والحكمة‘ ولن استخدم جملة أقسى من هذه.
* عبدالوهاب الانسي في اليومين الماضيين في تصريحات صحفية قال ان الحكومة تنتهج نهجاً خاطئاً في معالجة القضايا الأمنية وانتقد ما تقوم به الدولة على صعيد مواجهة التمرد في صعدة.. كيف ترون ذلك؟
** هذا يصب في إطار الرد على السئوال السابق.
أخطر نغمة
* هناك من يطرح بأن ما اتخذته الحكومة من إجراءات في مواجهة الفتنة والتمرد إنما هو استهداف للهاشميين وللمذهب الزيدي.. ما هو تعليقكم؟
** هذه أخطر نغمة ظهرت منذ عام 1962م..فقد تقاتل الجمهوريون والملكيون‘ وفي كل جبهة من جبهات القتال هاشمي‘ وأبطال من أبطال ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هاشميون‘وشهداء من شهدا 26سبتمبر هاشميون.. فكيف لنا ان نقول أو نعمم هذه الفكرة الإجرامية‘فاستهداف المذهب الزيدي أو على الأصح الهادوي- القول بذلك كذب وتضليل وترويج لأمر أخر وليس دفاعاً عن المذهب الزيدي.. المذهب الزيدي الذي بدأت نغمة تتحدث وتقول عنه: المذهب الشيعي – الزيدي..واليوم كلمة (شيعي) لا تعني صراحة إلا إثنا عشري.. الزيدي صحيح شيعي ولكن (هذه قضية تاريخية) فيما قرره الإمام الهادي يحي ابن الحسين وهو حصر الإمامة في البطنين..أما لو قارنت الفقه الزيدي والفكر الزيدي وأراء علماء الزيدية لما وجدت انسجاماً على الإطلاق بينهم وبين الإثني عشرية أو الشيعة الإمامية.. أنا لست ضد الإثني عشرية‘فهو مذهب من المذاهب الإسلامية‘ولو كان هذا المذهب عندنا لعملنا ما يعمله السُنة والشيعة في دول عربية وإسلامية‘حيث الشيعة يصلون في جامع والسنة يصلون في جامع آخر.. بل وفي جامع واحد هناك زاوية يصلي فيها الشيعة وزاوية يصلي فيها السنة.. هذا لم يحدث في تاريخ اليمن على الإطلاق.. ويجب أن نعرف لماذا لم يحدث؟!.. لان مذهب الإمام زيد بن علي مذهب سني أصلا وأصوله حنفية وفروعه معتزلين‘مبادئ المعتزلة التي تبناها علماء الزيدية خارج اليمن وداخل اليمن‘ وعندما كانت لهم دولة في (طبرستان)‘هي التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين.. وألغى الإمام الهادي ابن الحسين المنزلة بين المنزلتين وقال الإمامة في البطنين.. يعني أولاد الحسن والحسين‘ هذا هو القاسم المشترك الوحيد بين الزيدية والإثنا عشرية..ولا يوجد قاسم مشترك آخر.. وعلماء الزيدية مثل ابن الوزير وابن الأمير ولشوكاني والمقبلي لم يقروا الشيعة الإمامية على ما هم عليه‘إذا قرأت مؤلفاتهم‘ تجدهم على نقيض مطلق مع الإثناء عشرية‘ولكنهم لم يكفروهم كما يفعل البعض اليوم‘الزيدية لا تقول بعصمة الائمة الاثنى عشرية‘والاثنى عشرية أو الشيعة الإمامية تقول بالعصمة‘الزيدية لا تقول ان هناك أماماً غائباً‘ الاثنا عشرية أو الامامية تقول: هناك إماماً غائباً ونحن في انتظاره عجل الله فرجه.. فإذن القول بان حركة الحوثي هي دفاع عن الزيدية أو عن الهاشميين‘ قول كاذب ومضلل ويجب أن يتحصن منه كل يمني وطني غيور.
لقد جنى الحوثي على الوضع الاجتماعي والفكر السياسي والديني والنسيج الاجتماعي المتماسك بين الهاشميين وغير الهاشميين.
هذه جناية كبرى أدت إلى أن ضعاف النفوس والانتهازيين من صغار الموظفين يمارسون فرزاً وتمييزاً خاطئاً‘كذلك بعض الصحف بدأت هذا الفرز النتن‘أنا أسميه فرزاً نتناً.. فما تكتبه (البلاغ) و(الأمة) والشورى في جانب‘ والشموع وبعض الأوقات الوحدة والميثاق بصراحة من جانب أخر‘ من تحريض‘مثل التذكير بيوم السقيفة والفتنة الكبرى والعودة إلى أدبيات القرون الأولى من الإسلام‘ ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين‘ليس إلا كمن يأخذ الحربة ويضعها في صدره.
كذلك ما تكتبه الشموع وأنا عارف أن كلهم سيلعنون ويشتمون‘لكن كم شتموا وكم لعنوا‘فما أقوله لهم ليس إلا ما يستحقونه.. ما تكتبه الشموع لا يقل إن لم يكن اخطر مما كان يكتبه الخيواني.. وما تقوله البلاغ والأمة والشورى‘هو على نفس المستوى بصورة أخرى.
والغريب أن القائمين على البلاغ والأمة والشورى هم هاشميون يحرضون على الفتنة بين أبناء المجتمع اليمني‘والقائم على الشموع هاشمي ووالده من أوائل الإثنا عشرية في اليمن‘ وهو اليوم يتقمص عباءة المناضلين المدافعين عن الثورة والجمهورية.
وكلا الطرفين في نفس الصف‘ وأقول لهم اتقوا الله في أنفسكم‘ اتقوا الله في وطنكم‘اتقوا الله في أبناءكم وأحفادكم.. دعوا هذه اللغة النتنة وقولوا عني ما شئتم..ولكن ما تقولونه لا يقوله مسلم ولا وطني ولا جمهوري.. فإذاً القول بأن الهاشميين مستهدفين‘ قول يروج له بعض الحاقدين على الوحدة ويمارس مظاهر سيئة منه بعض الانتهازيين من صغار الموظفين في الدولة ولا أنكر ذلك‘فالبعض في دوائر الدولة يقول إن هناك قوائم تعد بالهاشميين في جميع دوائر الدولة..أين نحن ؟!.. هل نحن في عصر هتلر والنازية التي كانت تعد قوائم باليهود!!.. هذا شيء لا يقبله العقل‘ وعلى الذين يمارسونه عن جهل أو عن قصد أن يكفوا عن ذلك‘ وبعضهم يقول ذلك عن جهل‘ولكن النتيجة لا تقل سوأً عن ما تقوله الشورى والبلاغ والشموع والأمة.
وعلى الذين انساقوا والذين قد ينساقون مرة أخرى مع هذه الفتنة ان يعرفوا أن النار ستحرقهم أولاً‘ قبل ان تحرق غيرهم.
المجتمع اليمني نسيجه واحد‘تاريخه واحد‘ ثقافته واحدة ديانته واحدة ومذهبه ثنائي‘ هناك أقلية من الإسماعيلية ولكنهم لا يخوضون في السياسة وليسوا مذهباً للدعوة والإستقطاب.. صراحة الإثنا عشرية اليوم دعوة ودعاة‘ ليس في اليمن بل في أرجاء العالم الإسلامي وليس مطلوباً أن ندين أو نعترض.
نحن في اليمن لا نقول الإثنا عشرية محرمة‘ لكن أن تتحول إلى حركة والى تمرد والى شعارات وهتافات في الجوامع والى مزايدة على الدولة.. الموت لأمريكا الموت لإسرائيل‘ وهذا الشعار مع الأسف الشديد ليس محصوراً في اليمن‘ بل موجود في أكثر من مكان بما في ذلك في جامع طهران (جامع الإمام الخميني)‘فإذاً الشعب اليمني في رأيي أصبح بحاجة إلى وقفة وطنية موحدة ليتذكر أن في جبهات القتال بين الجمهوريين والملكيين وفي جبهات القتال بين الشرعية والانفصاليين وفي جبهات القتال ضد الحوثي هناك هاشميون.. فكيف يقول غير الهاشمي ان كل هاشمي أثنا عشري.
وعلينا أن نتذكر أنه عندما كانت صنعاء محاصرة لم تكن منقسمة إلى هاشميين وغير هاشميين‘بل كانت منقسمة إلى ملكيين وجمهوريين‘ ولانناا انقسمنا إلى ملكيين وجمهوريين على مدى ثمان سنوات من القتال‘فبمجرد ان تمت المصالحة انتهت المشكلة.. والبعض يسميها حرباً أهلية‘ ولو كانت حرباً أهلية لما نسيناها لان الحروب الأهلية لا تُنسى بسرعة‘فقد كانت حرباً ملكية جمهورية‘ولم تكن هناك جبهتان يقاتل فيهما هاشميون وغير هاشميين‘ففي جبهة الملكيين يمكن الهاشميون لا يساوون 1% ‘فالفتنة الجديدة خطيرة جداً وعلى اليمنيين جميعاً أن يحذروها وان يتقوا شرها وان لا يتعاطفوا معها ولا يمالئوها.
المدارس الدينية
* بالنسبة لموضوع المدارس الدينية الحكومة اتخذت خطوت لحصرها وتصحيح أوضاعها.. كيف تنظرون إلى مواقف أحزاب في المعارضة تجاه اجراءات الحكومة هذه؟
** اولاً المدارس الدينية والتي تسير على نهج مذهبي هي موجودة في اليمن عبر التاريخ‘ هناك مدارس تدرس على نهج المذهب الشافعي ومدارس على نهج المذهب الزيدي‘وفي عهد بني رسول كانت هناك مدارس تدرس جميع المذاهب الإسلامية.
المذهبان جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والديني والثقافي والتاريخي للمجتمع اليمني‘ ومن يظن انه يستطيع ان يجتث جذور اي من المذهبين فهو خاطئ خطاءً فادحاً..لكن المدارس الدينة منفلتة انفلاتاً لا حدود له وأعني بعضها ولا أقول كلها ..هناك مبادئ أساسية لا يجوز ان تخرج عنها مدرسة سواء دينية أو أهلية أو رسمية‘هذه المبادئ يفرضها العصر.. المبدأ الأول أن يكون المنهج التعليمي في إطار الدستور والقانون والنظام الجمهوري, المبدأ الثاني أن لا يكفر احد احداً على الإطلاق.. فمن قال لا اله إلا الله فقد حجب عني ماله ودمه كما قال الرسول عليه الصلواة والسلام..كوني أصلي بالضم أو بالإسبال‘ هذا لا علاقة له بالعقيدة‘وهيئة الصلاة ليست جزءاً من العقيدة سواء أسبلت يدي أو ضممتهما.. ولكن هذه الجزئيات في المدارس الدينية أصبحت تستخدم استخداماً خطيراً على المجتمع اليمني‘والقول إن من لم يعمل مثله في هيئته كما يعمل فهو "كافر"‘ هذا خطر كبير وأية حكومة لا تتصدى له فهي مقصرة في أداء واجبها الوطني والتاريخي.
لا اعتقد انا شخصياً انه يجب إغلاق أو منع أية مدرسة دينية‘ لكن يجب أن تكون في إطار النسيج التاريخي والديني والاجتماعي لليمن..أما أن تأتي مدرسة دينية لتحقن المجتمع اليمني بمذهب جديد لم نعرفه عبر تاريخ اليمن‘ انا أقول هذه تغلق فوراً.. كذلك أي مدرسة دينية تكفر المسلم‘هذه يجب أن تغلق فوراً ولكن بدلاً من العنف يجب الإطلاع على المنهج وتصحيحه‘ وتجب الرقابة وأكرر الرقابة الشهرية الدورية الفصلية المفاجئة على فصول هذه المدارس للتأكد من أن ما يكتبه الطلاب وما يدونونه في كراريسهم منسجم مع المبادئ الأساسية المذكورة‘ومع ذلك فهناك
إشكالية دستورية‘ فالدولة ملزمة بتوفير التعليم الأساسي لكل طالب وطالبة‘ الدولة ملزمة بذلك دستورياً‘ ولكن الموارد شحيحة والدولة اليوم لا تستطيع استيعاب كل طالب وطالبة من الفصل الأول إلى نهاية مرحلة التعليم الأساسي.
لكن عندما تنشئ الدولة مدرسة في مكان ما توجد فيه مدرسة دينية يجب استيعاب كل طفل وطفلة في مدرسة الدولة‘ وإذا كان الطالب في خارج أوقات الدراسة يذهب ليتعلم في مدرسة دينية ساعة أو ساعتين‘فسيكون من الصعب منعه‘ لكن التفرغ من سن السابعة لمدرسة دينية دون أن يتعلم التعليم الذي تنهجه الدولة‘ انا اعتبر السماح به مخالفة‘ صعب نقول مخالفة دستورية لان الدولة ليس لديها الموارد التي تمكنها من استيعاب كل طالب وطالبة في سن السادسة والسابعة ضمن مدارس الدولة‘ ولكن هذا هدف يجب أن يكون أمام أعين الحكومات القادمة حتى تحققه.
لأنه لابد أن ينهل كل مواطن ومواطنة من التعليم الذي تتبناه الدولة وهو التعليم الحديث الذي يخلق منه مواطناً يستطيع أن يعيش في هذا العصر ولا يضل يتنقل بين كتب تعلمه دينه ولا تفقهه في معيشته‘أين سيعمل وهو لا يجيد صنعة‘ما الفائدة في أنني أعلمهم بعشرات الآلاف..أين سيذهب هؤلا وهم لا يجيدون صنعة يكسبون عيشهم منها وما هي طاقة المجتمع الاستيعابية لخطباء ومرشدين‘هؤلا مطلوبون فعلاً ولكن بأعداد تغطي طاقة المجتمع الاستيعابية.. فالمدارس هذه التي تستوعب الناس وتخرجهم إلى الشوارع وهم لا يجيدون صنعة‘ هذه جناية على الطفل‘ فالطفل ليس له خيار‘ ليس مخيراً أين يذهب‘ هو يؤخذ إلى هذه المدرسة ولا يعرف أن هناك مدرسة أخرى يمكن أن تعلمه صنعة يعيش بها.. فهذه هي القضية‘ وهي معقدة بكل تأكيد والتعامل معها معقد وطويل المدى.. لكن هناك مبادئ يجب أن تتقيد بها المدارس الدينية..المدرسة التي تقول أن الحكم مغتصب بيد غير الصالحين له‘هذه يجب أن تغلق دون تردد‘ويجب أن يودع من يقول هذا الكلام السجن.. لأنه قد نفى شرعية النظام الجمهوري.. ما الفرق بين الانفصالي الذي وجه المدفع وبين من يقول أن الحكم مغتصب.. ما هو الفرق بينهما؟
مسائل تنظيمية
* في الفترة الأخيرة لوحظ أن ثمة اجتماعات متتالية ومكثفة للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام.. ماذا وراء هذه الاجتماعات المكثفة؟
** طبعاً نحن الآن في الطريق إلى المؤتمر العام السابع وقد بدأت إعادة الهيكلة على مستوى محافظات الجمهورية ‘والهيكلة هذه المرة تنطلق من منطلقات علمية دقيقة لمعرفة ما للمؤتمر وما عليه‘ بمعنى ليس لفرز الآخرين غير المؤتمرين ولكن لتدوين وتدقيق العضوية في المؤتمر الشعبي العام.. حتى صحف المعارضة تقول ( والله ما لكم علم من انتم ولا كم انتم)..طيب هذه المرة سنعرف من نحن وكم نحن‘ وهو واجب تنظيمي والعملية الجارية الآن هي في الحقيقة إعادة تأسيس للمؤتمر الشعبي العام تأسيساَ تنظيمياً ‘ بحيث تصبح النتيجة لهذه العملية هي قاعدة البيانات الأساسية وبعد ذلك فإن عضوية المؤتمر مفتوحة دائماً‘ لكن سيصبح ممكناً عند انضمام عضواً( واحد جديد )ضمن مليون عضو ان تعرفه وتحدد من هو وأين هو عبر الكمبيوتر.. فإذن العملية عملية متابعة وتصحيح لأي خطأ في موضوع إعادة الهيكلة السابقة في إطار التحضير للمؤتمر العام السابع الذي يجب ان ينعقد قبل نهاية هذا العام.. أضف إلى ذلك ان هناك قضايا اقتصادية وسياسية وحتى فكرية ملحة في هذه الأيام وتحتاج إلى وقفة مشتركة بين الحكومة وقيادة المؤتمر وذلك يفسر انعقاد اللجنة العامة أسبوعياً.
وفي نفس الوقت نريد أن نثبت لقواعد المؤتمر أن اللجنة العامة وقيادة المؤتمر ملتزمة باللائحة الداخلية والنظام الداخلي .. الآن الاجتماعات مكثفة أكثر مما في اللائحة لكن سببها الرئيسي إعادة الهيكلة‘وانما على قيادة المؤتمر بالذات اللجنة العامة وعلى رأسها فخامة الأخ الرئيس ان تقول للقواعد انظروا نحن نعمل ويجب أن تعملوا كذلك ‘ وصراحة الاجتماعات على مستوى القواعد كانت متباعدة جداً‘محاضر الاجتماعات كانت نادراً ما ترفع‘ فاللجنة العامة تريد ان تضرب مثلاً يحتذى على مستويات المؤتمر الشعبي لكي نخرج من الهيكلة ولدينا تنظيم صحيح‘سليم‘وطني‘معتدل‘وسطي يقبل بالآخر وليس اقصائياً‘ ولا يمكن ان يكون المؤتمر الشعبي العام اقصائياً على الإطلاق.
لابد من التباين
* علاقة المؤتمر الشعبي العام مع أحزاب المعارضة وبالذات مع الإصلاح الذي يلاحظ أن فترة الخلافات معه قد طالت بعد أن كانت علاقة الحزبين في فترة من الفترات توصف بالعلاقة الإستراتيجية ؟
** أي حزب معارض لا يجوز ان نقول طالت فترة الخلاف معه لأنها لن تقصر ‘العلاقة بين الأحزاب تحكمها ظروف آنية ‘والقول انها علاقة استراتيجية انا دائماً كنت لا أحب أن أروج لها‘ لكن بعض الاوقات الظروف تدعو إليها‘ انما التباين بين حزب حاكم وحزب معارض لا يطول ولا يقصر‘ هو أساس وجود الطرفين.. قد تأتي ظروف وندخل في خلاف يؤدي إلى مهاترات‘دعنا نقول هذا‘ وهذا شيء يؤسف له‘ لكن كلنا ما زلنا نتعلم‘فالديمقراطية هي تعلمُّ وليست وحياً ينزل من السماء‘ وعمرنا الديمقراطي المتعدد لم يصل إلى عشرين سنة.. الديمقراطيات الراسخة اليوم أو ما يمكن ان نقول البالغة رشدها‘ لم تبلغ رشدها في أوروبا وأمريكا إلا بعد مئات السنين..وليس في عشرة أو خمسة عشر عاماً‘ فلا بد أن نجد أخطاء من الحزب الحاكم ومن المعارضة.. انا ملاحظتي على المعارضة انها مشغولة في الخلاف مع الحزب الحاكم أكثر من انشغالها في بناء نفسها وبناء قواعدها‘ ولو أرادوا استشارتي‘ لقلت لهم اصرفوا 90% من وقتكم في بناء أحزابكم و10% في معارضة الحزب الحاكم.. عندئذ ستكونون معارضة فاعلة على الساحة اليمنية‘ وهذه ظاهرة سائدة في الوطن العربي كله إلى الآن إلا فيما ندر..فالمعارضة تفرغ نفسها لمقاومة الحزب الحاكم وتنسى انها تستطيع ان تكون أقوى اذا بنت قواعدها وبنت نفسها وطورت فكرها واجتذبت عامة الناس.. الأحزاب تتنافس‘لكن لا تتنافس فقط على حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس والأطباء..كم هي أصوات هؤلا؟!.
فعامة الناس هم الذين يأتون بحزب إلى الحكم ويخرجون حزباً.. وأنا شخصياً كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام مرتاح ولست زعلاناً منهم كونهم على ما هم عليه ألان‘لكنني غير راض لهم ان يكون شغلهم الشاغل صحافة ومجالس ومقايل هومنازعة الحزب الحاكم.
مواقف المعارضة
* لكن هناك من يطرح ان حالة الضعف والوهن القائمة في صفوف المعارضة سببها السلطة؟
** دعني أقول.. الفكر أقوى من أية سلطة ‘والبديل عن امر قائم‘ إذا كان منطقياً ومقعناً هي أقوى من أي سلطة.. هذا أمر لا ينكره احد ولكن لا ننكر ان السلطات قوية‘ ليس في اليمن فحسب‘ انظر كيف يعمل الجمهوريون في أمريكا بالديمقراطيين.. فالذي بيده السلطة أقوي من المعارض‘ لا ننكر ذلك‘ لكنه ما دام انه من بيده السلطة لم يلغ الآخر‘ فعلى الأخر أن يضع البديل الذي يشد الناس إليه ويضعف الحزب الحاكم أو يحد من قدرته على إضعافه‘ اما أن نشتكي أن السلطة هي التي اضعفتنا ونحن لا نبني قواعدنا فذلك هو عين العجز‘وهذه الظاهرة ليست في اليمن فقط‘ فهي في الوطن العربي بأكمله مع الأسف.. جميع أحزاب المعارضة في الوطن العربي متفرغة للخلاف مع السلطة‘ولا تبني نفسها..ومع ذلك هناك حالات لا تُنكر ‘مثلاً المعارضة في المغرب ممثلة بالحزب الاشتراكي الذي أمضى حوالي أربعين سنة يعارض‘تمكن من الوصول إلى السلطة ولكنه كان يبني نفسه حتى وصل إلى السلطة‘ لأنه حزب تأسس أولاً في إطار النضال الوطني المغربي..ثانياً حرص على الوقوف مع السلطة تحت مظلة وحدة التراب المغربي.. هذا الموقف جعل الحزب الاشتراكي المعارض في موقف آمنت به الجماهير‘ لانه لم يفرط بوحدة التراب الوطني المغربي.. وهذا ما أشار إليه الأخ رئيس الوزراء وهو كلام صحيح ولم يعجب الأخ عبدالوهاب الانسي‘ لكن هذه حقيقة.. الحزب المعارض إذا وجد أن للسلطة موقفا وطنياً يقف معهاً.
*في هذا السياق.. كيف كان موقف حزب الإصلاح من حرب الانفصال في عام 1994م؟
** أنا أشكر للتجمع اليمني للإصلاح موقفه في قضية الانفصال‘صحيح وقف مع الوحدة ولكنه كان في ائتلاف ‘لا يعني أنه خرج من المعارضة ودخل ووقف مع السلطة‘ هو أصلاً كان سلطة‘لكنه لم يفرط بالسلطة تحت مظلة انه لا يريد مقاومة الانفصال‘ وكان موقفاً ذكياً‘ ربما غيره كان سيخرج من السلطة بحجة أن السلطة من دعاة الحرب‘ فموقف التجمع اليمني للإصلاح من قضية الانفصال مع العلم انه كان سلطة وهو موقف يُحمد له بكل تأكيد‘ ولا شك أن التجمع اليمني للإصلاح يبني نفسه اليوم أفضل من أي حزب معارض‘لا ننكر ذلك‘ إلا انه في الآونة الأخيرة يبدو لي أنه بدأ ينجر إلى الانشغال بمقاومة السلطة بدلاً عن بناء الحزب.
الحوار بين الأحزاب
* فيما يخص موضوع الحوار بين الأحزاب.. ما هي الأسس والمعايير التي ستنطلقون منها في هذا؟
** الحقيقة الذي طالب بالحوار هي أحزاب المعارضة‘أصلاً المطالبة جاءت منهم‘ فاستجاب المؤتمر‘ والمؤتمر لا يريد ان يأتي بوجبة ساخنة مطبوخة لذيذة أو مرة ويقول للمعارضة تفضلوا خذوها أو اتركوها‘ باب الحوار مفتوح على مصراعيه ‘وللحوار ثوابت وله أسس‘وفيما عدا ذلك أهلاً وسهلاً‘ كل شيء قابل للنقاش.
* تم خلال اليومين الماضيين عقد أول لقاء للحوار.. ما الذي تم خلاله؟
** تم عقد أول لقاء على ضوء الرسالة التي وجهتها لجميع الأحزاب والتنظيمات السياسية‘ حضرت جميع الأحزاب عدا حزبين كان الأمناء العامون غائبين وبالنسبة للقاء المشترك حضر الأخ سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري وسلم رسالة تعبر عن رؤيتهم للحوار ولكنها لم تقل ان الحوار مقبول على أساس ان يكون مع جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية وكل حزب بمفردة كما وجهنا لهم الدعوة , تركت الباب موارباً‘ وهم يرون ان تلتقي الدوائر السياسية في اللقاء المشترك والمؤتمر للاتفاق على أسس الحوار وهذا مالا نقبله .. ولكن يمكن أن تلتقي الدوائر السياسية في جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية وتتحاور على أسس ومبادئ الحوار, اعتقد ليس لدى المؤتمر مانع‘ وعلى كل حال رسالة اللقاء لمشترك وكذلك رسالة من حزب رابطة أبناء اليمن وزعناها على جميع الحاضرين وقلنا كل طرف يدرس هذه الآراء ويقيمها ويحدد كل تنظيم سياسي موقفه منها , وقلنا لهم المؤتمر الشعبي العام واحد منكم وقيادة المؤتمر سوف تدرس رسالتكم وتدرس الورقة المقدمة من الرابطة وسنعود لنبلغكم بآرائنا.
* هل حددتم موعد اللقاء القادم؟
** لا لم نحدد الموعد‘ لأن قيادة كل حزب هي التي تقر موقفها وتدرس الرأي المقدم باسم اللقاء المشترك وتدرس الرأي المقدم باسم رابطة أبناء اليمن‘ونحن نقول لابد أن نتحاور كأحزاب متساوية بالحقوق والواجبات والرأي الأساسي الذي سمعه مندوب اللقاء المشترك ان الحوار مفتوح للجميع وليس محصوراً على جماعة دون أخرى.
* بالنسبة لرسالة المشترك في اعتقادكم هل تحمل مؤشرات معينة ؟
** لا أريد أن ابدي رأياً فيها حتى اعرضها على قيادة المؤتمر‘ ولكنها مُسَلمة لجميع الأحزاب.
* من خلال اول لقاء ما هي رؤيتكم لمدى جدية الأحزاب في هذا الحوار ؟
** الكل واع ومدرك ومهتم ويعتبر أن الحوار هو لغة العصر و بصراحة لم نلمس أي تباين حول مبدأ الحوار .
* ما هي ابرز النقاط المطروحة في الحوار ؟
** اللقاء المشترك لم يطرح شيئاً محدداً‘ وكانوا يتوقعون ان المؤتمر سيقدم لهم محاور الحوار‘ وهذا ممكن وقد قلت للحاضرين جميعا أن هذا الموضوع قد نوقش في اللجنة العامة ولكن قلنا يا أحزاب إنكم يا أحزاب ستقولوا إن المؤتمر جاء إلينا بوجبة جاهزة ‘ ففضلنا أن يكون اللقاء الأول لتداول الآراء‘ والمؤتمر يمكن يقدم رؤيته والأحزاب الأخرى تقدم رؤيتها‘ فليس فقط المؤتمر هو المعني بتقديم رؤية حول الحوار‘ولا أتصور أن المؤتمر يرفض أية رؤية يقدمها أي حزب وسوف تناقش في قيادة المؤتمر.
وقد قلنا لبقية الأحزاب حضروا رؤيتكم إلى اللقاء القادم الذي سيحدد موعده في وقت لاحق.
تمكين المرأة
*اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام كانت قد تبنت في دورتها الرابعة نظام الكوتا في تخصيص نسب معينة للمرأة في الهيئات المنتخبة والمعينة وغيرها.. هل سيكون هذا الموضوع ضمن الحوار المنتظر بين الأحزاب؟
** لا شك أن موضوع تمكين المرأة سيكون ضمن مواد الحوار ‘وورقة المؤتمر الشعبي العام هي نتاج حوارات ضمت الأحزاب والتنظيمات وضمت بعض المنظمات وبالذات منظمة (أيفس) حول تمكين المرأة في إطار الديمقراطية‘ وبالتالي اذاً لم تتوافق الأحزاب السياسية على هذا المبدأ فمن الصعب أن نصل إلى نتيجة‘لسببين‘ السبب الأول كلمة (كوتا ) غلط وهي غير دستورية‘ لان ( كوتا) معناها ان هناك دوائر مغلقة للنساء وهذا غير ممكن في الدستور لان من حق كل مواطن ومواطنة ان يرشح نفسه‘لكن يمكن أن تكون هناك دوائر تمتنع الأحزاب والتنظيمات السياسية عن ترشيح ذكوراً فيها وتتركها للتنافس بين النساء‘ومع ذلك فهذا لا يمنع أي مرشح مستقل ان يقدم نفسه في تلك الدائرة‘فلا تستطيع أن تمنع يمنياً من أن يترشح في أية دائرة بحجة أن فيها نساء‘لكن الأحزاب والتنظيمات السياسية يجب ان تتوافق على هذا ويجب ان تتفق على إدخال تعديلات قانونية.. تعديلات لقانون لاحزاب تلزم كل حزب في أية عملية ترشيحية انتخابية ان يكون للنساء نسبة‘ بحيث ان القانون يلزم الأحزاب ولا يلزم المواطنين وبالتالي ليس فيه مخالفات دستورية.. هناك قضايا نعمل جميعاً من أجلها‘وليس في القوانين ما يحتاج إلى تعديل مثل قضايا الوظائف والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ‘ولكن اذا كان هناك أي انحياز ضد المرأة في أية دائرة من الدوائر وفي أية وزارة من الوزارات وهذا ما لا اعلمه‘فالفرص متساوية ولكن في قضية الوظائف قد يكون من الصعب ان تأتي وتقول هذه الوظيفة لا تصلح إلا للمرأة ‘ولكن أن تكون لك سياسة مثلاً ان التعليم الابتدائي يكون بيد النساء لان عاطفة المرأة نحو الطفل في السابعة والثامنة هي لاشك أنسب للطفل من الرجل‘ هذا مبدأ اعتقد وأتمنى ان يسود في الجمهورية اليمنية.
الإصلاحات الاقتصادية
* الإصلاحات الاقتصادية في اليمن والتي مضى عليها عشرة أعوام قريباً..في نظركم إلى أي مدى حققت أهدافها؟
** الإصلاحات فيما قد تم حققت أهدافها 100%‘ لكن هناك إصلاحات لم تتم‘ وبالتالي تحولت الإصلاحات التي حققت اهدافها 100% إلى إصلاحات قاصرة‘فعدم تنفيذ ما تبقى من الإصلاحات أدى إلى عدم جني كل المنافع التي كان ممكناً تحقيقها.
النمو السكاني
*هناك من يرى أن هذه الإصلاحات حققت أهدافها على صعيد الموازنة العامة للدولة والحد من التضخم وما إلى ذلك ‘لكنها لم تحقق نتائج ملموسة على صعيد المستوى المعيشي للمواطن؟
**لعل الموظف هو اكبر المتضررين لكن مستوى معيشة الناس قبل الإصلاحات وبعد الإصلاحات هو مستوى متدن.. منذ متى كنا مجتمع الرفاهية‘ هذه حقيقة وهذا واقعنا الاقتصادي واقعنا الذي ورثناه عبر السنين‘ ثم واقع الموارد اليمنية‘فيجب أن نقول اولاً ان معدل دخل المواطن اليمني منذ 1970م وحتى اليوم من أدنى معدلات الدخل في العالم‘ بإصلاحات أو بدون إصلاحات.
الإصلاحات مست الموظف أكثر من المواطن‘ولذلك فالحكومة تريد ان تخفف على الموظف هذا العبء وقد عملت على ذلك ‘أما معيشة الناس مع الأسف الشديد فهي ضنكة قبل وبعد الإصلاحات‘ وعلى مدى العشرين سنة الماضية النمو السكاني هو الذي زاد الناس فقراً وليست سياسة الدولة‘ لكن الناس لا يعجبهم إلا ان يقولوا هي سياسة الدولة‘ لكن الذي يعرف الحقائق ‘فالذي زاد الناس فقراً في اليمن هو النمو السكاني. شخص يعمل سائق ولديه عشرة أطفال ماذا تفعل له الدولة‘فأي دولة في العالم بنفس الموارد أو أكثر لا تستطيع أن تعمل له شيئاً‘فالنمو السكاني قد زاد الفقراء فقراً وقد حول الغني إلى فقير أيضاً.
علاقات طبيعية
* علاقة اليمن مع الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن..كيف ترونها؟
** طبيعية جداً‘وليس هناك قضايا خلافية حادة ‘ هناك خلافات حول سياسة أمريكا مع إسرائيل‘ لكن هذا هو محل خلاف عبر السنين الماضية كلها لكنه خلاف لا يعكر صفو العلاقات.
* فيما يتعلق بتعاون اليمن في مكافحة الإرهاب..هناك من يطرح أن اليمن قدمت الكثير في هذا الجانب‘لكن الدعم الذي حصلت عليه لم يكن يتناسب مع حجم ما قدمته..ما هو تعليقكم؟
** انا لا اعرف كم هو الدعم الذي منحته أمريكا‘ لكن يجب ان لا يكون الحديث عن الإرهاب حديث مقايضة‘ كأن أمريكا وحدها هي التي تعاني من الإرهاب.. مقاومة للإرهاب هي للحفاظ على امن واستقرار الوطن أولاً قبل التعاون مع الولايات المتحدة.
معتقلوا غوانتنامو
* ماذا عن موضوع المعتقلين اليمنيين في غوانتنامو؟
** هذه جريمة لا تغتفر‘ كل الحكومات في العالم حتى بريطانيا تقف مكتوفة اليدين أمام هذه القضية وبريطانيا هي الحليف الأول لأمريكا ‘ هذه جريمة لا تغتفر.
* الحكومة اليمنية كانت قد طالبت بتسليم المواطنين اليمنيين في غوانتنامو..كيف تجدون تجاوب الجانب الأمريكي بهذا الخصوص؟
** ثمة تجاوب حول بعضهم وعدم تجاوب حول البعض الأخر.
* علاقة اليمن مع السعودية..كيف تصفونها؟
** أحمد الله أنني عشت حتى أصبحت على ما هي عليه.
* وعلى صعيد العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي بشكل عام ..هل تعتقدون أن انضمام اليمن بات وشيكاً؟
** ليس المسئول بأعرف من السائل.
السلام في الشرق الأوسط
* عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وعلى ضوء التغيرات الحاصلة بالنسبة للقيادة الفلسطينية..هل ترون أن ثمة مؤشرات على إمكانية أن يتحقق شيئاً عملياً في هذا الجانب..وهل أصبح الوقت ملائماً لتحقيق السلام؟
** بالنسبة لشارون لا يوجد لديه وقت أو ظرف ملائم للسلام لا اليوم ولا غداً ‘ونحن في الصحافة العربية تحدثنا ان بوش أعطى شارون أثناء زيارته الأخيرة كل ما يريد ‘والغريب أنني قرأت تعليقات لكتاب إسرائيليين معروفين يقيمون الزيارة على انها لم تكن على تلك الدرجة من النجاح وقالت إحدى المقالات لقد التقى بوش وشارون‘ احدهم جاء من المريخ والثاني جاء من زحل.. وذلك لا يعني ان بوش تحول تحولاً جذرياً لصالح الفلسطينيين ‘لكن المشكلة هي عدم تجاوب شارون مع ما يطرحه بوش‘وذلك لا يعني أن كل ما يطرحه بوش يخدم القضية الفلسطينية لكن عناد شارون سيفشل بوش في أخر رئاسة له‘ مع أنه لا يوجد رئيس في الدنيا لا يفكر في الدخول إلى التاريخ من أي أبوابه‘ ولذلك ليس أمام بوش قضية يستطيع ان يدخل بها إلى التاريخ العالمي إلا قضية الشرق الأوسط‘ولا استبعد ان بوش في أحلامه يتمنى أن ينجح في تحقيق السلام في الشرق الأوسط‘ لكن شارون لن يمكنه من تحقيق السلام على أساس دولة فلسطينية قابلة للحياة والنمو والتطور ومستقلة استقلالاً حقيقاً.
* إلى أي مدى نجحت اليمن في القضاء على الإرهاب؟
** نحمد الله على ما نحن فيه وما تحقق في هذا الجانب مقارنة بالوضع عام 1998م أو عام 2000م..فهو عظيم جداً ‘ أما القول بنجاح مطلق على الإرهاب فهذه خرافة‘ لكن النجاح الذي تحقق هو أفضل مما يحقق في العديد من الدول الأخرى.
تقرير التنمية العربية
* تقرير التنمية في الوطن العربي والذي صدر مؤخراً عن الأمم المتحدة.. كيف تجدونه؟
** التقرير يتناول موضوع اليوم وهو الحرية والحكم الصالح والرشيد في العالم العربي وهو اخطر تقرير أصدره المكتب العربي للأمم المتحدة في نيويورك وهو تقرير لا يمكن أن يحوز على رضاء الحكام بل وحتى بعض المحكومين لأنه قد عرى الوضع السياسي في الوطن العربي تعرية كاملة.
أنا أقول: ليس في هذا التقرير تجنىَ على أية دولة وليس فيه ترويج لأية دولة‘قد تشتكي بعض الدول ونحن نشتكي في اليمن وأنا أعرف أن هذا موقفاً رسمياً بأن اليمن لم تأخذ حضها الكافي بالنسبة للحيز الديمقراطي المتاح في اليمن
وهذا يبدو لي صحيحاً ‘ لكن هذا لا يعني أن كاتبي التقرير منحازون ضد اليمن‘ دعنا نقول (غلطة أو قصور)..التقرير صدر وسيكون محل جدل ونقاش وتشريح وإشادة‘ إذا كان هناك خطأ على بلد ما فقد صدر‘ ومن يعتقد أنه يستطيع أن يطالبهم بتصحيحه‘ فلا مجال لذلك.. وكما قال المتنبى:
أنام ملئ جفوني عن شواردها
ويسهر الناس جراها ويختصموا
ولكن من حق أية دولة إذا كان هناك خطاءً أن تعبر عن رأيها عبر وسائل إعلامها‘وفي جميع الأحوال فإن كل دولة عربية ملتزمة بإصدار تقرير تنمية بشرية قطري‘ وأي خطأ في تقرير التنمية البشرية العربية يمكن أن تصححه في إطار هذا التقرير‘وهو تقرير يصدر بمباركة الأمم المتحدة‘ وكل تقارير التنمية البشرية القطرية هي أيضا من تقارير الأمم المتحدة‘هذا هو الشيء الوحيد المتاح‘ وأتمنى أن لا ندخل في مهاترات لا قيمة لها حول التقرير.
فالتقرير في نظري متوازن وقد كشف بعض الحقائق وليس كلها.. فإذاً هذا التقرير هام جداً وعلينا أن نقرأه ولا نسقط بعض نواقصه على أنفسنا‘فهي موجودة‘ وإذا كانت لدينا الشجاعة فلنتصدى لأوجه القصور الموجودة لدينا‘والتي وردت في ذلك التقرير‘ اما انه تقرير ترضى عنه الحكومات فلا‘ حتى الأخ مروان المعشر قال في خطاب إطلاق التقرير نحن قبلنا أن يدشن في الأردن رغم ما لدينا عليه من تحفظات‘وللعلم هذا التقرير هو الوحيد ولن يصدر تقرير أخر في هذا الموضوع‘ لا من الأمم المتحدة ولا من غيرها‘ وعلى الحاكم العربي والمواطن العربي أن يخير نفسه.. هل نخرج من دولة الثقب الأسود كما قال التقرير‘أم نظل في الثقب الأسود‘التقرير قال هذا حالكم‘فماذا أنتم فاعلون؟!.. ولكنه ليس خرافة ولا أسطورة‘ والحكام العرب مخيرون في حالهم‘ أما التقرير القادم فهو عن تمكين المرآة وهذا لن يكون محل خلاف.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024