بيروت تنتظر الرد على طلب التمديد للجنة ميليس دعت الحكومة اللبنانية مجلس الأمن لتمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري ستة أشهر أخرى دون أن تتضح طبيعة رد المجلس، حسبما ذكر وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي بعد ساعات من تقديم حكومة بلاده الطلب. وأضاف العريضي أن رئيس اللجنة القاضي الألماني ديتليف ميليس أبلغ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، بأنه سيعد تقريره حول التقدم الذي حصل في التحقيق خلال أيام لتسليمه إلى مجلس الأمن. وكان وزير الدفاع اللبناني إلياس المر قد أعلن بعد انتهاء الاجتماع الأسبوعي للحكومة الخميس، أن السنيورة طلب من الأمين العام للأمم المتحدة تمديد مهمة لجنة ميليس التي بدأت في يونيو/حزيران الماضي. الاستقالة في غضون ذلك توقع إبراهيم غمبري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن يمدد مجلس الأمن مهلة التحقيق باغتيال الحريري، ملمحا إلى احتمال عدم استمرار ميليس على رأس اللجنة بعد تقديم تقريره يوم 15 الجاري. وأوضح غمبري أنه يتوقع تمديد التحقيق، لكن قاضي التحقيق الدولي قد يسلم المهمة إلى شخص آخر. وفي السياق أكدت مصادر صحفية ألمانية نقلا عن مصادر بالأمم المتحدة أن ميليس قدم بالفعل استقالته إلى أنان، بعد ضغوط ألمانية مورست عليه بسبب تعارض استمرار ترؤسه للجنة التحقيق مع مصالح البلاد القومية. ونقل مراسل الجزيرة نت في برلين عن صحيفة يونجا فيلت اليوم أن أنان قبل استقالة ميليس، وأن دوائر بالحكومة الألمانية شعرت أن الأسلوب الذي يتبعه الرجل في التحقيقات "يهدد المصالح الألمانية بالشرق الأوسط". ميليس وهسام تأتي هذه التطورات في وقت أكد فيه ميليس أن عمله لن يتأثر بما قاله الشاهد السوري هسام طاهر هسام، واتهم السلطات السورية باستخدام هذا الشاهد أداة دعاية "مثل ما يجري في النظم الشيوعية". ورفض القاضي الدولي التأكيدات السورية بأن تقريره قوض بسبب تراجع هسام عن شهادته التي أدلى بها أمام لجنة التحقيق الدولية، وقال إنه لم يتابع تصريحات هسام التي بثها التلفزيون السوري ولا يكترث لهذا النوع من الدعاية. وعن المسؤولين السوريين الخمسة الذين سيستجوبون في فيينا, أوضح ميليس أنه لن يشارك شخصيا في استجوابهم مشيرا في مؤتمر صحفي ببيروت أمس إلى أن فريق خبراء من أعضاء لجنته توجه إلى فيينا لهذا الهدف. وأكد قاضي لجنة التحقيق أنه لم يعط أي ضمان, لافتا إلى أن الاستجوابات ستتم من دون شروط بموجب الصلاحيات المعطاة له. وقال ميليس إنه لم تحصل أي صفقة مع سوريا "ولكن سيكون هناك شيء من المرونة" من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. الموقف السوري في المقابل طالب المندوب السوري لدى الأمم المتحدة فيصل مقداد السلطات اللبنانية بمعاقبة الجهات أو الأشخاص الذين حاولوا رشوة هسام، ودعا لجنة التحقيق بإعادة النظر في النتائج التي توصلت إليها بعد تصريحات هذا الشاهد. واعتبر مقداد تراجع هسام عن شهادته تطورا مهما وجديدا، وقال للصحفيين في نيويورك إن بلاده ترى أن إعادة النظر في نتائج تقرير ميليس ستضفي مصداقية على عمل الأمم المتحدة وتكشف حقيقة المتورطين بجريمة اغتيال الحريري. وتعليقا على ذلك قال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون إنه في التحقيقات الجنائية "يدلي الشهود بإفاداتهم لدوافع عدة ويغيرون هذه الإفادات لدوافع أخرى" مشيرا إلى أن لجنة التحقيق هي التي ستقرر ما تراه مناسبا في هذا الصدد |