المونديال يبدأ بإفراز ضحاياه أحمد عايض من جدة: يبدو أن مونديال ألمانيا 2006، بدأ يكشر عن أنيابه، ويفرز عن ضحاياه من خلال بوابة المنتخبات المشاركة في كأس العالم في نسختها "الثامنة عشرة"، تلك التي خيبت أمال وتطلعات جماهيرها، حيث ظهر لاعبوها في مستويات ضعيفة كانت محل تهكم شعوب العالم. مونديال ألمانيا في نسخته الجارية، وبحجم ثقله وبروزه، يأبى أن يكون ضحاياه مقتصرا مدرب ساحل العاج هنري ميشيل الذي حزم حقائبه من تدريب المنتخب واتجه إلى الدوري القطري، أو على مدرب صربيا إيليا بيتكوفيتش،بل الضحية هذه المرة من خلال بوابة الشخصيات الرياضية البارزة والمؤثرة في بلادها، وما رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، محمد دادكان، إلا أول ضحايا كأس العالم، نتيجة المستويات الهابطة التي قدمه منتخب بلاده في إطار مباريات المجموعة الرابعة، التي ضمت إلى جوار منتخب بلاد فارس، المكسيك والبرتغال، أنغولا، وحقق فيها المركز الأخير، شهد على إثرها الشارع الرياضي الإيراني صدمة عارمة، تجاوزت إيران البلد، إلى الجاليات الإيرانية، في الدول الأوروبية. وخيب المنتخب الفارسي الامال، والطموحات، على رغم أنه شهد أكبر دعم معنوي من قبل المسئولين يأتي في مقدمتهم رئيس الجمهورية الإيرانية محمد أحمدي نجاد، الذي ارتدى ذات يوم قميص المنتخب وركل الكرة بقوة داخل أحد ملاعب كرة القدم، في طهران، ناهيك عن رسالته الشهيرة التي ألقاها للاعبي المنتخب عشية حزم حقائبهم متجهين إلى سور برلين الشهير، الذي مازالت أثاره العظيمة باقية، بل كانت نية الرئيس مواصلة دعمه المعنوي لهم من خلال حضور مباريات منتخب بلاده في مونديال المانيا 2006 لولا ظروفه العملية، لكنه أرسل من ينوب . ولكن هيهات فالغضب الفارسي أشتعل وبلغ مداه، خصوصا وأن النقاد والإعلام حذرا المدرب رئيس اتحاد بلاده لكرة القدم من الإصرار على ضم بعض العناصر غير القادرة على العطاء من أجل علاقات وصدقات على حساب سمعة الجمهورية الإيرانية، وهي أسماء عدة يأتي في مقدمتها اللاعب علي دائي الأكبر سنا بين لاعبي المونديال في نسخته الجارية، لأن الرياضة باتت وسيلة جادة ومقنعة لإيصال حضارة وثقافة، وتقاليد البلد إلى شعوب العالم خصوصا في كرة القدم عندما يكون المستوى مقنع ومحط إعجاب الشعوب كافة. وقد أعلن 5 نواب يوم الثلاثاء الماضي إنهم بعثوا برسالة إلى الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد طلبوا فيها إقالة المدرب والمسئولين في الاتحاد "الذين اثبتوا عدم قدرة وإصرارا على متابعة الأفكار الخاطئة، وتجاهلوا وجهات نظر المحللين والرأي العام، واضروا بالفخر والشعور القوميين". إقرأ المزيد: إقالة رئيس الاتحاد الايراني ومن خلال ذلك نجد أن ردة فعل الشارع الرياضي في إي بلد مؤثرة جدا في سياسته الداخلية، وتعقبها نتائج سريعة، وحدث في بلدان كثيرة تجرعت شعوبها مرارة الخسارات الفاضحة، منها المنتخب التونسي الذي وجد نقدا لاذعا في المدن التونسية من قبل السلطة الرابعة، وقامت صاحبة الجلالة باتخاذ سلسة من التدابير، التي شنتها في حق مدربهم لومير وبعض لاعبيهم. وفي السعودية، ومع مرور الأيام، صدق كثير من الجماهير السعودية أن منتخب بلادها أستعاد توازنه، ونضجت تجربته خصوصا وأنه أكثر المنتخبات المشاركة في مونديال المانيا استعدادا 2006، وأكثر ها ظفرا بالمكافآت سواء التي استلموها أو كانت في انتظارهم، بل حضوا بدعم مادي ومعنوي عال لا مثيل لهم جسده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بم عبدالعزيز، ناهيك عن تبرعه السخي للمنتخب بـ 45 مليون ريال، ناهيك عن ميزانية المنتخب المعدة مسبقا، إضافة إلى دخله من الشركات الراعية، ومن الإعلانات التجارية، ومع ذلك سبب المنتخب السعودي نكسة كروية عكست المستوى الحقيقي، للدوري السعودي، الذي ضلل كثير من الإعلام على أنه أقوى دوري عربي والحقيقية تؤكد أن بريق لمعن القوة مات منذ سنوات، حتى الاحتراف الداخلي مليء بالثغرات التي تجير لمصلحة نادي ما مثل ما حدث في قضية لاعب الاتحاد الشهير بـ "قضية ديمبا" وغيرها، بالأمس أكد نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل، بأخذ بعض التدابير مثل دراسة أسباب الخسارة، وإنشاء أكاديميات لكرة القدم، وتفريغ الموظفين المسئولين عن الاحتراف، هل مثل هذه التدابير والإجراءات باتت تنطلي على الجماهير السعودية، أم هي الخطوة الأولى لتصحيح أكبر وأفضل، سيكشف النقاب عنه بعد نهاية مباراة المنتخب السعودي أمام أسبانيا، أو بالكثير بعد عودة وفد وبعثة المنتخب السعودي من المانيا، هل تصدق الشائعات هذه المرة أم عملية التخدير أولا ثم الإبهار الإعلامي الخاوي الذي أعتدنا علية في كل مناسبة رياضية كبيرة، حركت العواطف من خلاله بأغنية للمنتخب، ستنتظر الجماهير، وتنتظر، وتنتظر، ونحن معها ننتظر، بعد العودة الميمونة من مونديال المانيا 2006. |