![]() زيدان يقتلع قرون الاسبان بعد تهديده قبل مباراة فرنسا واسبانيا في دور الـ16 من «المونديال» المقام حالياً في المانيا، خرجت الصحافة الاسبانية وقالت: «سننتف ريش زيدان في المباراة، وستكون الأخيرة له، وسنجبره على الاعتزال». ولم تكتف بذلك بل زادت من السخرية بزين الدين زيدان ورفاقه، وسط دهشة الجميع الذين لم يصدقوا ان تخرج الصحافة الاسبانية وتتحدث بهذه الطريقة الغريبة عن «زيزو»، وهو الذي لعب لريال مدريد لأكثر من ستة أعوام، وحقق معه انجازات عدة، وكوّن شعبية جارفة، ولكن فجأة تبدلت الحال عندما ارتدى قميص منتخب بلاده. زيدان علم انه لن يجاري الصحافة عندما يرد عليهم قبل المباراة، بإطلاق التصريحات النارية، ورفع راية التحدي ونحو ذلك، لكنه فضّل ان يكون رده على ارض الواقع. عشاق زيدان لم يكونوا واثقين بأن «الديوك» سيصرخون بشدة في وجه «الثيران»، ويحققون الفوز والتأهل الى دور الثمانية، وذلك عطفاً على المستوى الذي قدمه المنتخب الفرنسي في الدور التمهيدي، وهو تأهل بصعوبة الى الدور الثاني، وفي المقابل، كان الإسبان في احسن حالاتهم، بعد النتائج الايجابية في الادوار الاولى، والترشيحات التي سبقت المباراة، والغالبية منها تقول ان اسبانيا ستفوز. «زيزو» ثقلت حركته ولم يعد يداعب معشوقته كما كان في ربيعه، فللسن احكام، وهو الآن يدخل الخامسة والثلاثين من عمره، ويتمنى ان يقدم شيئاً جميلاً في «المونديال» قبل ان يرحل نهائياً. ولكن بعد التهديد والوعيد والسخرية التي لقيها من الاسبان قبل المباراة، قال في قرارة نفسه: «سأريهم إن استطاعوا ان ينتفوا ريشي اليوم». فعاد عشرة أعوام الى الوراء، وفور انطلاق صافرة البداية صال وجال في ارض الملعب، ولكن المنتخب الاسباني كان السباق للتسجيل، لكن لم تدم فرحته طويلاً، بعد ان سجل الفرنسيان ريبري وفييرا هدفين. وزيدان كان يقود هذه الكتيبة بكل اقتدار، ولم يخرجه مدربه دومينيك في منتصف الشوط الثاني كما يفعل دائماً، ويبدو ان المدرب فهم ما يدور في ذهن «زيزو»، فهو يريد ان يرد هو شخصياً على الاسبان. وهاهو زيدان يتسلم الكرة ويراوغ بيول افضل مدافعي المنتخب الاسباني وبرشلونة، ويتخطاه ليسدد كرة قوية في شباك الحارس المتألق كاسياس، ليعلن عن تأهل فرنسا الى الدور ربع النهائي... و «اقتلع زيزو قرون الثور الاسباني». الجميع يترقب ما سيفعله زين الدين زيدان في المباراة المقبلة امام البرازيل، لا سيما ان عشاق «السامبا» يعرفون جيداً من هو زيدان، بعد ان سجل هدفين في مرمى البرازيل في نهائي «مونديال» فرنسا 1998، وعلى إثرهما توج «الديوك» باللقب الأهم. «زيزو» يتمنى ان يعيد هذه الذكريات، ولكن ذلك يبدو صعباً هذه الايام، في ظل قوة البرازيليين، غير أنه يأمل في أن تكون نهايته مع المستديرة الساحرة بتحقيق لقب كأس العالم، بعدها يرحل عن الملاعب من دون عودة، كما اعلن ذلك أخيراً. عموماً... أثبت زين الدين زيدان ان الموهبة لا تندثر... وتبقى وان تقدم صاحبها في العمر |