المنشافت تضيع اللقب والأزوري للنهائي

الأربعاء, 05-يوليو-2006

المؤتمرنت - محمد القيداني -
المنشافت تضيع اللقب والأزوري للنهائي
حجز المنتخب الإيطالي لكرة القدم مقعده كأحد طرفي المباراة النهائية لكأس العالم 2001م عقب تفجيره مفاجأة كبيرة وقف فيها التاريخ صارماً أمام لغة الجغرافيا والمنطق عندما هزه نظيره الألماني بهدفين نظيفين في الدور ما قبل النهائي لمونديال ألمانيا 2006م.
فبعد مباراة مارثونية انتهى شوطين اللقاء الأصليين بالتعادل السلبي ودخولهم في شوط إضافي أول وانتهائه بالنتيجة ذاتها ومواصلة العقم التهديفي في شوط اللقاء الإضاف الثاني ومع مرور المباراة إلى توقعات ضربات الترجيح لحسم الاشتباك.
فجر الإيطالي تروسو قنبلة موقوتة في شباك الحارس الألماني ليمان في الدقيقة 119 من عمر المباراة وأطلق زميله البديل ديلبيروت رصاصة الرحمة عندما أضاف الهدف الإيطالي الثاني في آخر دقيقة من عمر الشوطين الإضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي لتتأهل إيطاليا للمباراة النهائية لمونديال ألمانيا وتلاقي الفائز حمد مباراة فرنسا والبرتغال في 9 من يونيو القادم بالعاصمة الألمانية برلين فيما يخوض المنتخب الألماني مباراته القادمة على تحديد المركز الثالث أمام الطرف الخاسر من اللقاء الثاني للدور ما قبل النهائي غداً.
فمع انطلاق بداية حوار المنشافت والأزوري بدأ الموج الأزرق يبتلع مربعات الملعب ويلتهم أخضر الحوار الكروي ويابسة بعد بداية أوحت على سيطرة شبه كاملة لأبناء "مارشيلوليبي" وبدأ المنتخب الإيطالي عزف نوتة مدربه التكتيكية بحماس يقطع الشك بيقين سيناريو اللقاء بأن الإيطاليين يدركون الوجهة صوب العاصمة الألمانية برلين.
بدأها فرانسسكوتوتي بتسديدة عابرة للقارات في الدقيقة الرابعة من ضربة ثابتة أحسن معها الحارس الألماني "ينس ليمان" التعامل.
المد الإيطالي لم يهدأ عن هذا الحد عندما جنح من الجهة اليسرى وأرسل كرة عكسية زاحفة لم يجد معها الدفاع الألماني إلا إبعادها بإعجوبة قبل أن يلتقطها "لوكاتوني".
وتدخل القدر في الربع الساعة الأولى وأعلن حلفه السعيد مع الحارس الألماني "ليمان" عندما أبعد كرة من انفراد تام تمكن من خلاله الطليان من ضرب دفاعات المنسافت لولا براعة ليمان.
لقد أحسن بالفعل المدرب الإيطالي مارشيلوليبي من احتواء الفكر الخططي لقائد المكائن الألمانية المدرب "كلينسمان" فوضع الكالتشيو الإيطالية في أحسن حالاتها فكانافارو كان صمام خطوط الأزوري والصخرة التي تتهدم عليها كل تقليعات الألمان وشكل كاميرونيسي التقليعات الجنوبية في الجهة اليمنى للمنتخب الإيطالي ومعولاً لهدم انطلاقات الألمان، فيما شكل "لوكاتوني" عامل إزعاج في الخط الخلفي للألمان.
ولم يكن المنتخب الألماني بالصورة المقنعة في تشكيل خطورة تلهب أكف جماهيرهم إلا مرة واحدة عندما استقبل "شنيدر" في الدقيقة 33 كرة على طبق من فضة تعامل معها بعنف، وأرسلها فوق عارضة مرمى الحارس الإيطالي "جان لويجي بوفون".
فيما كانت السيطرة تدين في الأغلبية من حوار هذا الشوط تسيداً للعب وخطورة أمام المرمى للأزرق الإيطالي.
ليظل الجمهور الألماني على أمل أن يأتي الشوط الثاني بما هو أجمل للمكائن الألمانية في معالجة مدربهم كليسمان لما أفسده مارشيلو ليبي في دهر شوط المباراة الأول.
وجاء نزول المنتخبان لشوط اللقاء الثاني ساخناً في بداية انطلاقته، فحملت الخمس الدقائق الأولى من هذا الشوط انفرادتان الأولى الأولى بهجمة غسترية لميروسلاف كلاوزه أخمدها الحارس الإيطالي "بوفون" رد عليها مباشرة الإيطالي "قروسو" بانفراد وجاء الرد من الحارس الألماني ليمان وعلى طريقة (مافيش حد أحسن من حد).
المكائن الألمانية بدأت الإعلان عن وجهها الآخر من خلال تسديدة المدفعجي الألماني بوروسكي علت مرمى بوفون في الدقيقة 55 من عمر المباراة.
ولم يكن "بودولسكي" في يوم سعده عندما قدم له "شيندر" هدية في الدقيقة 62 بعد تمريره له بكر فيها دهاء كبير، لكنه لم يحسن التعامل معها عندما سددها في أحضان الحارس "بوفون" في ظل انكماش لاعبي الأوزوري بعكس شوط المباراة الأول والاعتماد على الهجوم المرتد.
وكان المدافع الإيطالي "زامبروتا" على الموعد عندما ارسل بلاك كرة في الدقيقة 67 من عمر المباراة للمندفع من الجهة اليسرى "ينشايبر" وبدلاً من دخوله لداخل منطقة الجزاء الإيطالية أو التسديد كان أمامه "زامبروتا كالسد المنيع وظفر الجوار الثنائي.
وأنقذ "يانس ليمان" المنتخب الألماني من هدف إيطالي كان شبه قادم بعد تلقي "بيروتي كرة ساقطة خلف دفاعات الألمان في الدقيقة (83) من عمر اللقاء.
ومثل الشوط الثاني الذي انتهى بالتعادل السلبي عكس المتوقع من المنتخب الإيطالي لانكماشه في الدفاع والاعتماد على الهجوم المرتد بدلاً عن الاندفاع الهجومي الشامل في الشوط الأول.
إلا أنه تمكن من إبعاد خطورة ثنائي المقدمة "ميروسلاف كلوزه" وبودولسكي" وأغرقت "الكاتشيو" الإيطالية صانع الألعاب الألمانية "بلاك" رغم الاندفاع الهجومي للألمان والتغييرات الهجومية للمدرب الألماني "كلينسمان".
ومع انطلاقة الشوط الإضافي الأول جاءت الانتفاضة للأوزوري عندما أفقده الحظ مناسبتين سريعتين لإراحة أعصاب الطليان الأولى مع الدقيقة الأولى للحصة الإضافية الأولى مع "ديلاردينو" عندما اصطدمت كرته بالقائم الأيسر للحارس الألماني ينسل ليمات أعقبتها بدقيقتين تسديدة المدفعجي الإيطالي زامبروتا وقفت العارضة الألمانية سد منيعاً أمامها أو بعدها عن شباكا المنشافت.
وحاول "مارشيلوليبي" إعطاء دفعة جديدة لهجوم الأزوري عندما أنزل البديل "ديل بيرو" بديلاً عن بيروتان في آخر دقيقتين من زمن الشوط الإضافي الأول على أمل أن يكون ديل بيرو مع موعد لإدخال البسمة للمعكرونة الإيطالية إلا أن المهاجم الألماني بودولسكي كان على قدر كبير من سوء التوفيق عندما تلقى كرة عسكية من البديل أودونكور مع نهاية الحصة الإضافية الأولى تعامل معها برأسية أبعد أن يكون طريقها للشباك الزرقاء ليواصل التعادل السلبي فرض واقعه على نتيجة المباراة ليواصل المنتخبان الإبحار في الشوط الإضافي الثاني والذي احتسبت فيه دماء المنشافت الألمانية في الدقيقة 110 من عمر المباراة عندما استلم البديل دلبيرو الكرة داخل خط الستة أمام الحارس ليمان إلا أن تسديدة زميله لم تكن على الموعد لتجف عروق الطليان عندما تحوله لهجوم ألماني معاكس أعطت للمهاجم الألماني بودولسكي التسديد على المرمى المكشوف إلا أن براعة الحارس الإيطالي جان لويجي بوفون كانت كفيلة بإعادة السكينة لعشاق الأزوري عندما أبعدها إلى كرنال.
وأضاف المهاجم الإيطالي البديل ديل بيرو بعدها بثلاث دقائق الفرصة على عشاق الأزوري عندما سدد الكرة بعيداً عن مرمى ليمان الخالي من خروج خاطئ للحارس ينس ليمان ورغم أن الإشارات كانت تؤكد بأن المباراة تبحر صوب ضربات الترجيح لفض اشتباك الكبيرين إلا أن الأزوري ذبح الألماني من الوريد إلى الوريد في انقلاب أزرق لم يشعر الألمان بسخرية القدر عندما حول غروسو كرة يسارية وبلعبة على شكل قوس هزت دورتموند وهي تسكن في أحضان شباك الحارس ليمان في الدقيقة 119 من عمر المباراة.
ولم يفق الألمان إلا بعد رصاصة البهجة من البديل ديل بيرو عندما وضع كرته في آخر دقيقة من المباراة في أعلى الزاوية اليمني للحارس ليمان، مسجلاً هدف اللقاء الثاني في هزة قدر أدعمت عيون الألمان وأغرقت الدموع عشاق المنشافت بعد سخرية القدر ليتأهل الأزوري إلى المباراة النهائية في برلين في التاسع من الشهر الجاري ليلاقي الفائز من فرنسا والبرتغال غداً.