الخميس, 01-مايو-2025 الساعة: 01:13 ص - آخر تحديث: 01:13 ص (13: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
مونديال ألمانيا
المؤتمر نت -

غسان شربل -
كان العالم جميلاً
يرجع العالم اليوم من اجازته الجميلة. وكما يحدث بعد هروب طويل ممتع ستطل مشاعر الاحباط. أمضى العالم شهراً كاملاً خارج يومياته المألوفة. انتظر عشاق الكرة موعدهم كما تنتظر العاشقة موعد عرسها. حجزوا البطاقات أو الأماكن وأعدوا الشاشات والاعلام. استعرضوا اسماء الفرق وغرقوا في التحليلات والتوقعات. اختلط الشغف الرياضي بالمشاعر الوطنية والقومية. إنها الحروب البديلة خصوصاً لأبناء الدول التي اتعظت من تجاربها وطلقت عادة الحروب. ولا بد من الاعتراف انها حروب جميلة آسرة.

جنرالات الكرة. لا تستطيع النجاة منهم حتى وان كنت غارقاً في الصحافة السياسية. تجد صورهم أمامك أنى تنقلت في العالم. انهم يحتلون الشاشات. ينقسم الناس حولهم لكنهم يهربون عبرهم من قصة كل يوم ومن الوجوه التي تتكرر.

جنرالات يجتاحون الحدود الدولية ويدخلون العواصم والبيوت. لن يغفر لك احد ان اخطأت في اسم واحد منهم. يحق لك ان تجهل اسم سيد الاليزيه لكنهم يسخرون منك ان لم تعرف زين الدين زيدان. يحق لك ان لا تعرف صورة رومانو برودي لكن الويل لك ان اعترفت بانك تجهل تاريخ جيانلويجي بوفون حارس المرمى الايطالي. وليس سراً ان عدد الذين يعرفون اسم رئيس البرازيل لا يمكن أبداً ان يقاس بعدد عشاق رونالدو الذي حطم الرقم القياسي في تسجيل الأهداف في المونديال. يغفرون لك لو نسيت اسم طوني بلير لكنهم يحيلونك الى المحاكمة لو غدرتك الذاكرة وشطبت اسم ديفيد بيكهام.

كان العالم جميلاً على مدار شهر كامل. يقولون ان ثمانين في المئة من سكان الكرة الأرضية تسمروا أمام الشاشات. سرق تييري هنري ولوكا طوني ومايكل بالاك الاضواء من كيم جونغ ايل واحمدي نجاد واشرطة اسامة بن لادن. ارتاح المشاهدون العرب من اخبار الوضع العربي. تقدمت اخبار لائحة الاهداف على اخبار الدوي النووي. تقدمت انباء التصفيات في المونديال على التصفيات المستمرة في الحروب الاهلية المعلنة او تلك التي تستعد لكشف اوراقها.

حروب حريرية. خطط دفاع وخطط هجوم. لا عبوات ناسفة ولا عمليات انتحارية ولا ذبح على الشاشات. مواجهات حاسمة ومكلفة لكنها محكومة باحترام القواعد والبطاقة الصفراء تنتظر من ينتهك الاصول. وفي موازاة هذه المتعة موسم اقتصادي غير عادي يبدأ بصناعة الالبسة ويمر بالاتصالات والشاشات المسطحة والمطاعم والمقاهي فضلاً عن الاعلانات.

اليوم يرجع العالم من اجازته الجميلة. سنفتقدها بالتأكيد. سمحت لنا ان نقدم للقارئ مادة غير مثقلة بالجثث والكوارث والمخاوف والتهديدات. كفّرت قليلاً عن ذنوبنا تجاه القارئ الذي يرى كل يوم في صحيفتنا ما يدفعه الى الخوف من اليوم والغد معاً. سيغيب جنرالات الكرة لنرجع الى المذابح التي تعيشها بغداد وإلى الجرائم الصارخة التي يسطرها الاحتلال في غزة. سنرجع الى الوضع الصومالي ومخاطر الصوملة المحدقة بالمنطقة وإلى الفصل الجديد من الحرب الافغانية. سنرجع الى الجمود وانسداد الافق والتغيير المنذر بانهيارات لا يمكن ضبطها. كنا والقارئ في اجازة ممتعة وكان العالم جميلاً. واليوم نرجع عزيزي القارئ الى اوجاع ما قبل زيدان واليساندرو ديل بييرو.
الحياة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مونديال ألمانيا"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025