السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:07 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - الناقد هشام سعيد شمسان
المؤتمرنت - هشام سعيد شمسان -
عن هوية الفكر في إبداع الحداثة
- في ظل إبداع ما . نحتاج إلى تحديد منطلقات ثقافية نُجاهر من خلالها بهذا الإبداع ولكي يكون هذا الإبداع موسوماً بطابع عصري متصل بفكرة الخلق القائمة على تأسيس واقعيّ الصلة بالتجارب الكتابية أو الفنية بشكلها العام- كان علينا أن ننقّب – بدءً – عن احتوائية تكفل لنا إبداعاً مثمراً تحت إطار أقرب إلى التقنين وإلى منهجيَّة التصّور ، وليس أدلّ على غياب الاحتوائيَّة تلك ما نعيشه الآن في الواقع الإبداعي المتسم بحلوليّة منشؤها طموح الفكرة المتعجلة ، والأفكار التبادليّة والتماثلية ناهيك عن التصورات الذهنية القلقة .. فأضحى إبداعنا محمّلاً بما لا يطاق من " الإبداليَّة "( ) لذلك فهو في معظمه الأعظم عابر وطارئ ، وأقله يبحث عن أنموذج يقتدي به ولا يجد إلاّ الفراغ ، وإلى جانب تراتيل الأكداس التي تحفر العقل بإزميل صدئ شاهيّ . فما الذي نحتاجه قبل أن نقرّر فقهاً لحداثة إبداعيّة نقف عليها لننهض – معاً- الى فهم الحداثة قبل حداثة الفهم كيما نستطيع أنْ نحاصر جُلّ هذه التعويمات والتهويمات ، والتماثلات القرائية والمشاهدات السديمية ، وقوفاً عند مدلول يفنِّد كل ما يُروّج له إبداع التغريب ، وقتل المفردة الأنيقة..
قال أحدهم :" إذا أردت أنْ تكون مبدعاً فابحث- أولاً – عن هوَّية لأفكارك" … وهكذا فإنَّ من شروط الإبداع تكوين الهويَّة إذْ بدونها يظل إبداع الحداثة مائياً ، منزوعاً من صفات الخلق ، فلتكن الهويَّة الإبداعية أحد مطالبنا وصولاً إلى حداثة منتزعة من أصول واقعنا وانتهاءً إلى فرادة شخصية وأسلوبية أدبيَّة مرادفة لإبداع التمايز . فما دور اللغة إذاً ، وهل تكون شرطاً أساسياً .؟ هناك من يرى بأن شرط الإبداع والحداثة هو في " تجديد اللغة" فما دام الإبداع – المكتوب – في أصله لغة ، وجب على الأديب – ليكون كذلك- خلق لغة تتمايز عن لغة المسابقين " وكما يفرض الشيء الجديد المعنى الجديد ، بفرض المعنى الجديد اللفظ الجديد ، فإن الفظ الجديد يوحي – بدوره – بمعانٍ جديده تضاف إلى المعاني القديمة ، ويبعث على رؤية أشياء جديدة تضاف إلى الأشياء القديمة"( )
فما مكونات الحداثة – إذاً- ؟
لاشك انها خمسة أشياء : 1) الهويَّة .. 2) اللغة الجديدة .. 3) الأسلوب المغاير.. 4) الميزان التفاضلي .. 5) التجنيس (2 )
لقد كان أبو نواس مبدعاً ، ولذلك أعدَّ حداثياً ، وكان أبو تمام مجدداً فأُعدَّ حداثياً ، وكان المتنبي مبدعاً ومجدداً ، فكان حداثياً ، وكل واحدٍ من هؤلاء إنما اكتسب صفة الحداثة لأنه تمثَّل المكونات الخمسة السالفة ، ولذلك فلا تماثل بين أدب أبي نواس ، والمتنبي إلاَّ في مظهره العام ، كما لا نستطيع – مثلاً- أنْ نوازن بين شعر " المتنبيِّ " وشعر " البردوني" من حيث الأسلوب ، واللغة ، لأنّ لكل منهما طريقته ، ولكن تظل الهويَّة والتجنيس من العوامل الموضوعية في شعرهما في التقارب والتماثل. وإذا كنا نمثل لما سبق ، فإننا بذلك لانطلب من أدباء القرن الواحد والعشرين مثلاً أنْ يكونوا كالمتنبي أو " البردوني" وإنما – تمثل مكونات الإبداع للانطلاق إلى حداثة متفرّدة لا خبط فيها أو عشواء ، ولابد من الاعتراف بأننا واقعون تحت شراك حداثة " الاتباع" "والاجترار"( ) سواء بطريق مباشر أو لامباشر ، وقوعاً أضاع منا ملامح كثيرة أهمها " هويّة الفكر" و " المغايرة" اللتان ترتبطان وثيقاً بتجديد الهوية الأدبية . وفي غياب ثقافة الإبداع : أصولاً وتجذراً ومواءمه ، وجدنا أنفسنا نراكم أكداساً دونها أكداس : شعراً ونثراً . وأضحت مفاهيم : الملكة ، والموهبة ، والإبداع ، والطارئ ، والعابر ، ذات سياق دلالي واحد لاتفريق فيما بينها ..
وضع اقداره ريشةً في مهب الريح "( )
- وكنتيجة لهذا الخلط الذهني ، وعدم اتضاح مفهوم الإبداع كمرادف للحداثة صرنا لا نفرق – أحياناً- بين " الشعر" و " نثر الشعر" ، أو بين الشعر ، والنثر الفنيّ ، أو بين القصَّة ، والأقصوصة والشعر
وإليكم الدليل من خلال إيراد هذا المقطع:
………….
" منذ الوهلة الأولى فتل حبائله
أعدَّها..
نسج منها أحبولةً
أنشوطةً ..
لفّها كالحرير حول عنقه
تدلت القلادة
زهابها .. تباهى
ظل يغمره بالأكاذيب الصغيرة
عصب عينية بمعسول الكلام
فرش له البسيطة سندساً
أخفى عنه نقائصه .. وارى خطاياهُ
لمعّ واجهته..
………………….
عرضتُ المقطع السابق على مجموعة من أدباء جيل الحداثة وما بعدها – كما نسميهم – وكان بينهم القاص والشاعر العمودي ، والشاعر التفعيلي ، والشاعر " النثري" ، والكاتب.
- قال الأول: هو قصيدة نثريّة..
- قال الثاني : هذه قصَّة قصيرة
- قال الثالث: إن هذا لا يدخل ضمن أي جنس ادبيّ
- قال الرابع : هو شعر تفعيلي ..
- قال الخامس: إنها مجرّد سطور لا تربط بينها ، ولا تعطي معنىً
- قال السادس: لا يهم أن نُحدّد جنس المكتوب مادام يؤدي إلى الإمتاع ،ونحيا في زمن اختلاط الأجناس الأدبية.
- ولم يبق سوى أن يحضر كاتب المقطع السابق ليقرر بنفسه ، نوع هذا العمل ، وتجنيسه ؛ ليكون الشَّاهد ، والمشهود عليه في آنٍ واحد..

الهوامش:

(1)- الإبدال – في علم النفس – هو تحويل الفرد جهوده ، نحو تحقيق هدف غير الهدف الأصلي ، ذلك لأن الهدف الأصلي لايمكن الحصول عليه أو أنه صعب المنال.
2)- من مقالةٍ منشورة في مجلة" ابداع" لـ( حسن حنفي).. العدد العاشر 1991م.
(3)- أعني بـ " التجنيس" وحدة الجنس ، بعدم اختلاطه بغيره ،اختلاطا يجعل منه مادة خنثى .
(4)- لا أعني بـ( الإتباع) المعنى الخاص ، وإنما اتباعيَّة يكون فيها الأصغر ، أسير ثقافة الأكبر لإحساس الأصغر بضآلته أمام تفوق الآخر .. أما الإجترار فهو محاولة تمثل ثقافة ما لاتتناسب أو تتشابه مع المقومات الفكرَّية للآخر.
(5)- هو مقطع من " قصّة" للأديب العربي – السوداني- " فيصل مصطفى ، والملاحظ أن معظم قصص هذا الكاتب تتخذ هذا المنحنى السَّردي..









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024