الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 03:31 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
جودت فخر الدين -
حل وترحال ... مجدداً..في اليمن
ها أنذا أزور اليمن مجدداً. لقد بت أعرف هذا البلد جيداً، بسبب زياراتي المتكررة إليه. وكلما ازدادت معرفتي به ازددت شوقاً إليه. ربما لأنني ازداد في كل مرة معرفة بنفسي. ربما لأن اليمن، كلما زرتها، تقودني برفق، تأخذ بيدي إلى حيث أشعر بأنني لست زائراً، بل أشعر بأنني واحد من أبنائها، بل من أحب أبنائها إليها.

أصل إلى صنعاء، فأجد نفسي بين إخواني وأصدقائي. بل ربما عليَّ أن أقول إنني في صنعاء قد خبرت الاخوة والصداقة في أجمل تجلياتهما. وإذا كانت العلاقات بين الأصدقاء، وكذلك بين الاخوة، لا تخلو من تناقضات أحياناً، أو منغصات، أو تعقيدات، فإن العلاقات التي أقمتها مع أصدقائي في اليمن تخلو من كل ذلك. إنها على درجة عالية من الصفاء، وعلى قدر كبير من الود. والطريف أنني أقمت علاقات الصداقة في اليمن مع أشخاص كثيرين، يتشابهون في الجوهر، أي بطيب المعدن والسجايا، ويتمايزون فيما بينهم بالأمزجة والآراء والأهواء.

عبد العزيز المقالح، خالد الرويشان، محمد عبد السلام منصور.. وغيرهم وغيرهم. آتي إليهم، في زيارات قصيرة، لا تتعدى أحياناً ثلاثة أيام أو أربعة، فيؤلف ما بيننا كل ما يجمعنا من شمائل مشتركة. نلتقي على أجمل ما يميز كلاً منا. كأنما نجد الفرصة لكي يعبر كل واحد منا عن أنبل وأنقى ما لديه. كأنما نجد الفرصة لكي نستنفر قرائحنا ومكنوناتنا، حتى تكون لقاءاتنا وجلساتنا أقصى ما تكون من الغنى والسمو.

الشاعر عبدالعزيز المقالح هو الذي فتح لي، أولاً، باب اليمن. استقدمني استاذاً زائراً إلى جامعة صنعاء، التي أسسها وعمل رئيساً لها على مدى عقدين أو أكثر. لم تكن علاقتي به مقتصرة على المستوى الأكاديمي. وإنما هي في أساسها علاقة إبداعية، عصبها الشعر، ذلك الشغف الذي يذهب بنا إلى أقاصي اللغة الساحرة. مع الدكتور الشاعر عبدالعزيز المقالح، تعرفت إلى أكثر الأمكنة أصالة وحنواً في اليمن، وبالأخص في صنعاء القديمة.

مازالت في خاطري تلك الأجواء البهية لجلسات (المقيل) الأولى التي عقدناها، قبل أكثر من أربعة عشر عاماً، في بعض الأبنية الأثرية العالية في صنعاء القديمة، حيث يتحول الغروب إلى طقس خرافي، يجعلني أذهب بتأملاتي بعيداً.. بعيداً في المكان وفي الزمان.

وزير الثقافة الحالي، خالد الرويشان، عرفته قبل عشر سنوات تقريباً. لم يكن وزيراً يومها. كان رئيساً للهيئة العامة للكتاب في اليمن. منذ اللقاء الأول، اكتشفنا تقارباً واضحاً بين مزاجينا، إزاء تراثنا الشعري من جهة، وإزاء تراثنا (أو نتاجنا) الغنائي من جهة ثانية.. المتنبي، أبو تمام.. وغيرهما، لقد كانت محفوظاتنا من الشعر العربي القديم محوراً للقاءاتنا الأولى. وأما أم كلثوم، فهي هوانا المشترك.

لقد كنت أظن أنني من أكثر الأشخاص معرفة بأغاني أم كلثوم القديمة، إلى أن تعرفت إلى خالد، فإذا به أكثر معرفة بها مني. لقد أهداني تسجيلات نادرة لبعض أغاني أم كلثوم القديمة. ولست لأنسى رحلتنا الرائعة بسيارة خالد، أول ما تعارفنا، إلى أعلى جبال اليمن، وكان ثالثنا في الرحلة تسجيل لإحدى أغنيات أم كلثوم الرائعة “يا طول عذابي” التي سمعتها للمرة الأولى ممتزجة بروعة مشاهداتي في أعالي القمم اليمنية.

الشاعر محمد عبدالسلام منصور، هو صاحبي الذي ينتظرني وأنتظره على الدوام. هو الأقرب إلى الدكتور عبدالعزيز المقالح، يشكل معه ثنائياً حاضراً في كل جلسات المقيل. عبدالسلام يمتاز بتعليقاته وانتباهاته الذكية اللماحة. هو الذي يؤجج الحماسة في جلسات المقيل، إذ يطرح آراءه بجرأة وعفوية، مبتعداً ما أمكنه عن المجاملة أو المسايرة. إنه المشاغب في المقيل. إنه المشاغب الذي لا غنى عنه. بل إنه المشاغب الذي يضبط إيقاع الجلسة عندما يعلو النقاش وتتعدد الاجتهادات.

عبدالعزيز، خالد، عبدالسلام.. وغيرهم وغيرهم. أصدقاء لي كثيرون في اليمن: متشابهون مختلفون، متفقون متباينون، متقاربون متقاربون.. ذلك أنهم لا يتباعدون أبداً، مهما قست عليهم أو ضاقت بهم الظروف. وكم يسعدني أن أرى نفسي بينهم، ناظماً لما يهجسون به، مشمولاً بما يؤلف بينهم.

مؤخراً، ما بين العاشر والرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني ،2006 كانت لي زيارة إلى اليمن، في إطار برنامج ثقافي أقامته وزارة الثقافة اليمنية احتفاء بلبنان. زيارة كانت كغيرها من زياراتي السابقة، تأكيداً لحبي العميق لليمن وأهل اليمن.
*عن الخليج








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024