الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:00 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
المقالح: زمن الرواية، زمن الشعر، زمن اللاشيء
لعل الصفة التي يستحقها زماننا بجدارة وامتياز أنه زمن المكايدات والمكابدات، زمن المكايدات السياسية والثقافية، وزمن المكابدات التي يعاني منها كل من يحب لأمته وأبنائها الخير وإصلاح ذات البين قبل الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي. وزمن المكايدات والمكابدات هذا لا يحتمل
–من وجهة نظري- الخلافات أو الاختلافات حول ما يجود به زمن كهذا من ظواهر إبداعية تتحدى –هنا وهناك- واقعها وتقاوم بكل شجاعة الاستسلام لما يفرضه زمنها من شعور شامل بالإحباط، ومن إحساس بأهمية العزلة والانكفاء على الذات الجريحة التي شبعت زيفاً وشعارات، صار معظمها كلاماً يموت قبل أن يخرج من شفاه قائليه. وقبل أن تتلقاه المطبعة، هذا الغول الجديد الذي بات على استعداد لاتبلاع الأخضر واليابس من الكلام.
ومن المهم أن ندرك -للأسف- أن هذا الزمن الذي تعددت أوصافه وتكاثرت إداناته ليس زمن العرب، وليس لهم فيه سوى الفرجة والحنين. وأن النقاش المحتدم بين السياسيين والمثقفين العرب لا يلامس حقائق الأمور ولا يكاد يضيف شيئاً إلى واقع الأمة في صورتها الكبرى أو في صورتها المجزأة إلى أقطار ثم أفراد، وواجب الجميع – لو يعقلون- أن يكفوا عن التفكير في الأوهام وما يجر إليه من نقاشات وأحياناً من مواقف سلبية. ومن تلك الأوهام (أن الزمن زمن الرواية وليس زمن الشعر) فإذا كان هذا الزمن باعتراف الجميع ليس زمن الأمة نفسها، وليس لها فيه لا ناقة ولا جمل، فكيف له أن يكون زمن فن واحد من فنونها القديمة أو الحديثة، لما في هذا القول من الاضطراب والإحساس الخادع بشيء غير موجود، وإذا كان موجوداً فعلاً، فهو غير مؤثر ولا يساعد على تغيير حال الموات العام الذي تشهده الأمة على كل صعيد وفي كل الأقطار.
وأتوقف، هنا، قليلاً، لأعترف أن لدينا شعراً، أتفق مع (أدونيس) أنه عظيم ولا ينافسه شعر في العالم، ولكني أتفق مع (جابر عصفور) أيضاً صاحب كتاب (زمن الرواية) أن فن الرواية العربية يبدو الآن على درجة عالية من النضج، وأنه كالشعر أيضاً يرفض الانسجام اللذيذ مع الواقع المأساوي الذي تعيشه الأمة وترفض حال الذهول الذي يلف أبناءها، ولكن ما مدى تأثير هذا الشعر، وهذه الرواية؟ وما مدى الشغف أو الانفعال بهذا الفن أو ذاك؟ إذا كان أكبر شاعر لا يبيع من ديوان يصدره أكثر من خمسة آلاف نسخة، وإذا كان أكبر روائي لا يبيع من رواية يصدرها أكثر من خمسة آلاف نسخة؟! ثم إلى أين تقود هذه الأعمال الأدبية العظيمة والناجحة موكب الأمة الذي يبدو وكأنه يسير على غير هدى، وإلى غير المكان المطلوب؟ ثم أين دور هذا الشعر العظيم وهذه الرواية المتقدمة فنياً في تضميد جراح الأمة وتوحيد صفوف أبنائها؛ لمواجهة الأعداء الذين يتكاثرون، وكل عدو منهم يحلم بأن يكون له نصيب من هذا الميت الحي؟!!
أسئلة حارقة ومؤلمة أتمنى أن تكون قادرة أن تزعج أصحاب الطمأنينة البليدة من المتخاصمين حول واقع الإبداع العربي شعراً كان أو رواية، قصة أو مسرحية، فناً تشكيلياً أو موسيقى، وهي أسئلة تنطلق من أن أحداً في العالم لا يطمئن إلى إمكانية وجود إبداع عظيم في أمة تعيش في الحضيض، وتفتقر إلى أبسط مقومات التعايش بين أبنائها الذين يتقاتلون من أجل مصالح صغيرة، أو من أجل مصالح كبيرة لا تخصهم وليسوا في حاجة إلى مثل هذه المعارك التي يخوضونها بشراسة نيابة عن أعدائهم، ودون أن يلقوا من هؤلاء الأعداء جزاءً ولا شكوراً، وإنما قد ينالون جزاء سنّمار ذلك الفنان المعماري الذي استحق عن إبداعه أن يرمى من آخر شرفة أكمل بناءها بإتقان.
ومرة أخرى أقول: لعل الشعر في وطننا الكبير بخير، ولعل الرواية بخير ولعل الفنون الأخرى بخير، ولكن ومرة أخرى أيضاً، هل ينعكس هذا الخبر على واقع هذه الأمة؟ قد يرد البعض بالقول إن الآداب والفنون الحديثة بخاصة لم تعد مباشرة، وإن الإبداع العالي المستوى لا يصح أن يهبط إلى مستوى الجموع البائسة، وإن عليها إذا أرادت أن تستمتع بهذه الأنواع العالية من الآداب والفنون أن تتعلم أكثر وأن ترتقي بذائقتها إلى الدرجة التي تجعلها قادرة على هذا الاستمتاع، وهي أقوال مردود عليها، وفيها ما يبعث على اليأس من تغيير أوضاع الأمة، وقد تختفي أجيال وأجيال قبل أن يظهر إلى الساحة الجيل القادر على متابعة ما نكتب من شعر ورواية وما ننتح من فنون (عالية)!!
حقاً، لقد أفاد الشعر الجيد من غياب الحرية في الوطن العربي ومن اتساع دائرة القمع فاهتم بالرموز والأساطير التي تشير ولا تقول. كما أفادت الرواية بدورها من هذا الغياب فأصبحت مشحونة بالرموز، وكان أبو الرواية العربية نجيب محفوظ أهم كاتب روائي في الوطن العربي تنبه إلى هذه الخاصية الفنية فاحتشدت أعماله بالرموز التي لا يدرك أبعادها إلاَّ القارئ المتمكن. وهذه الإشارات لا تعني أن غياب الحرية مطلوب لتطوير علاقة المبدع بالرموز والأساطير، وأن الإبداع الأدبي لا يأخذ أبعاده الفنية إلاَّ في أجواء القمع، فالمبدع الحقيقي لا يجد قدرته على الإبداع والخلق إلاَّ في مناخ الحرية، وما يوفره من حفر في أعماق النفس وأعماق الواقع. والأهم من ذلك في القدرة على الوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور القارئ؛ لتغيير معاناته والارتقاء بأوضاعه كي يحقق الإبداع الأدبي بأنواعه وأجناسه، ما يطمح إليه الإنسان الذي ابتكر هذا الإبداع منذ فجر البشرية ليساعده في صنع حياته الفضلى بقيمتها وقوانينها.
وأرغب في أن يعود الحديث إلى ما ابتدئ به وهو المطالبة بالكف عن افتعال المزيد من الخلافات والاسترسال في وضع النظريات المتناقضة لا في الشأن السياسي فحسب؛ وإنما في الشأن الأدبي بخاصة والثقافي بعامة ومحاولة التصدي لهذا النوع من الانشقاقات والتعصب لهذا النوع الأدبي أو ذاك بغض النظر عن تأثيره في المجتمع أو غياب هذا التأثير، فقد اشتدت المعارك والخصومات في هذا المجال وبلغت حداً يثير دهشة القارئ وأحياناً سخريته، ومنها تلك السخرية الفاقعة التي أعقبت ظهور مقولة (زمن الرواية) وشيوعها في حين أنه زمن اللاشيء!! نقلا عن المجلة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024