الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 07:22 م - آخر تحديث: 07:11 م (11: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
المؤتمر نت - .
زاهي وهبي -
زاهي وهبي يكتب عن نانسي عجرم
أجمل ما سمعته في مديح «الصمت» قاله لي سعيد الماروق المخرج الشاب الذي برع في صناعة فيديو كليبات مميزة وسط ما «هب ودب» من هذه الصناعة التي باتت تحتل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية، وآخر إبداعاته الجميلة كليب «إحساس جديد» للنجمة نانسي عجرم التي تؤدي فيه دور فتاة تقع في غرام شاب أصمّ وأبكم.

رائعة نانسي، تغني بصوتها الدافئ وحضورها المغناج، لكنها هذه المرة تضيف لغة جديدة الى غنائها. إنها لغة الإشارات أو لغة الصم والبكم، واللافت ان نانسي لا تغني جيداً فحسب، بل تمثل جيداً، وكل «كليباتها» تبشر بولادة ممثلة فيما لو أرادت خوض مضمار السينما، وعساها تفعل.

المهم، قيل الكثير عن «إحساس» نانسي الجديد، لكن سعيد الماروق أدرى وهو الذي وُلد لأبوين أصمّين أبكمين ولم يبدأ بتعلم النطق إلا حين بلغ السابعة من عمره. قبل ذلك كانت «الإشارات» وسيلته الوحيدة لمخاطبة العالم، لكنها كانت أيضاً طريقه نحو لغة الصورة التي برع فيها بعد تعلمه أسسها الأولى من ماسح الأحذية والده الذي كان يأخذه معه الى ساحة البرج قرب سينما ريفولي حيث يزاول مهنته اليومية، فيما سعيد يراقب المارة وحركة الناس في شاشة الحياة، أو يتسلل خلسة الى داخل السينما حيث العالم الآخر، الساحر الآسر، عالم الصورة التي يدين سعيد بها لوالده مختتماً كليب «إحساس جديد» بهذه الجملة: الى من علمني لغة الصورة. ولم يضف كلمة أبي تاركاً للمشاهد اللبيب أن يفهم من الإشارة. والإشارات في قاموس الصم والبكم ليست مجرد حركات، إنها مشاعر وأحاسيس وافكار ووجهات نظر. الكاميرا علمتني التقنية وأنا علمتها الإحساس. قال لي سعيد الماروق كلمته ومشى.

بعضهم يسميه «شاعر الصورة»، لكن كلماته أيضاً تشبه الشعر، بل تذهب أبعد لأنها طالعة من صميم التجربة الحارة الحارقة المُحرِقة. سألته: لطفولة مثل طفولتك سلبيات تكاد أن تكون معروفة، ولكن هل من إيجابيات لها؟ أجابني بمرح وثقة: أجمل ما في طفولتي انني لم أتعلم اللتلتة (الثرثرة) ولا الطائفية!

سيئتان، بل كبيرتان (من الكبائر) لم يتعلمهما سعيد لأن والديه كانا أصمين أبكمين يخاطبانه بالإشارات، أي بلغة المشاعر والأحاسيس المرهفة. وانها لعمري، نعمة كبرى عاشها الماروق في طفولته، نعمة ترينا في عمق معناها البعيد ان اللغة يمكن أن تكون مجرد كلام زائد وأن الانسان كان بغنى عنها، وما تقوله صورة أو إشارة أو التفاتة لا تقوله قواميس الدنيا كلها.

أما عندنا، أي في لبنان، فإننا نحسد سعيد الماروق على طفولته، ونزداد حين نسمع لغة الخطاب المتبادل بين أهل السياسة ونقول ليتهم لم يتعلموا اللتلتة ولا الطائفية، أو ليتهم يصابون بالخرس والطرش، مع كل الحب والاحترام لذوي الاحتياجات الخاصة.

*الحياة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024