مقتل 72 في العراق السبت

الأحد, 29-أبريل-2007

المؤتمرنت- cnn -
مقتل 72 في العراق السبت
قتل ما لا يقل عن 72 شخصاً في عدة هجمات بالعراق السبت، من بينهم نحو 58 قتيلاً سقطوا في هجوم باستخدام سيارة مفخخة بمدينة "كربلاء" الشيعية المقدسة، فيما أسفرت تلك الهجمات عن إصابة أكثر من 110 آخرين.

وذكر مسؤولون عراقيون ومصادر طبية أن السيارة التي كانت متوقفة على جانب أحد الطرق، في كربلاء، على بعد نحو 50 ميلاً جنوبي بغداد، انفجرت أثناء تجمع العشرات من الشيعة، الذين كانوا في طريقه لآداء الصلاة بمسجد الإمام الحسين، فيما ذكرت تقارير أخرى أن السيارة كان يقودها مهاجم انتحاري.

وأكدت وزارة الداخلية العراقفية أن الانفجار تسبب في سقوط أكثر من 58 قتيلاً، فضلاً عن إصابة ما يزيد على 85 آخرين.

وأظهرت اللقطات التي بثها التلفزيون العراقي سحابة من الدخان تغطي موقع الهجوم، فيما كانت سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ تواصل جهوده لانتشال ضحايا الانفجار، الذي وقع في الساعات الأولى من الليل.

وكانت نفس المنطقة قد شهدت هجوماً بسيارة مفخخة أيضاً، في 14 ابريل/ نيسان الجاري، أسفر عن مقتل 47 شخصاً وغصابة 224 آخرين، فيما اعتبر واحداً من أكثر الهجمات دموية بالعراق.

وفي هجوم آخر، بمحافظة الأنبار غربي العاصمة العراقية، استهدف مهاجم انتحاري كان يقود شاحنة مفخخة، منزل قائد شرطة المحافظة، ذات الأغلبية السُنية، مما أسفر عن مقتل تسعة من أفراد الشرطة وإصابة ستة مدنيين، وفقاً لما جاء في بيان اصدره الجيش الأمريكي السبت.

إلى ذلك، قالت مصادر بوزارة الداخلية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب عشرة آخرين، إثر انفجار قذيفة مورتر في حي "الرسالة" جنوب غربي العاصمة، في الحادية عشرة والنصف من صباح السبت.

كما أدى انفجار سابق في أحد الشوارع بحي "الزعفرانية" جنوب شرقي بغداد، في حوالي 8:15 صباحاً، إلى مقتل مدني واحد على الأقل، وإصابة ثمانية آخرين، بحسب المصادر العراقية.

وفي وقت لاحق، بعد ظهر السبت، انفجرت قذيفة مورتر ثانية في أحد المنازل بشارع "فلسطين" شرقي بغداد، مما أسفر عن مقتل مدني وإاصبة آخر.

اعتقال مشتبهين بتفجير جسر "الصرافية"

إلى ذلك، أعلن الجيش الأمريكي السبت أن قواته تمكنت من اعتقال 21 "إرهابياً مشتبهاً"، قائلاً إن من بين المعتقلين اثنان لهما علاقة بتفجير جسر "الصرافية"، في وقت سابق من الشهر الجاري.

وقال بيان عسكري إنه تم اعتقال 17 مشتبهاً في سلسلة من الحملات الأمنية، شنتها القوات العراقية بدعم من قوات التحالف، شملت عدة أنحاء مختلفة بالعراق، استهدفت ملاحقة عناصر بتنظيم القاعدة.

وكان الهجوم الذي تم تنفيذه باستخدام شاحنة مفخخة، والذي استهدف جسر الصرافية، على نهر دجلة بشمال بغداد، صباح الخميس 12 أبريل/ نيسان الجاري، قد أسفر عن مقتل ما يزيد على عشرة أشخاص، وإصابة 26 آخرين.

وشهد نفس يوم الهجوم على الجسر، هجوماً آخر على مبنى البرلمان العراقي، داخل المنطقة الخضراء بوسط بغداد، مما أسفر عن مقتل وإصابة 28 شخصاً، بينهم عدد من النواب.

وكان الجسر الحديدي، والذي تم بناؤه في العام 1946، يربط حي "الأعظمية" الذي تسكنه أغلبية سُنية، بحي "باب المعظم"، وقد انهارت أجزاء كبيرة منه، كما سقط هيكله المعدني في نهر دجلة، كما ظهر عدد من السيارات وقد سقطت في النهر.

وأضاف بيان الجيش الأمريكي أن الحملات الأمنية شملت عدة مناطق منها، شمال غرب بلدة "الكرامة"، وشرقي مدينة "بلد"، وجنوب شرقي بلدة "الأسد"، بالإضافة إلى مدينة "الموصل" شمالي العراق.

وأشار إلى أن المشتبهين بتورطهما في الهجوم على جسر الصرافية، اعتقلا في بلدة "الأسد" الواقعة بمحافظة الأنبار، غربي العاصمة العراقية.

وأضاف البيان أنه تم اعتقال أربعة "إرهابيين مشتبهين" في حي مدينة الصدر، الذي تسكنه أغلبية شيعية، كانوا يشكلون "خلية سرية" لتدريب "الإرهابيين" على شن هجمات مختلفة في العراق.

الدنمارك ترسل "قوات خاصة" للعراق

وفي كوبنهاغن، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات الدنماركية، هانس فيدهولم، أن بلاده تعتزم إرسال قوة خاصة بغية تعزيز كتيبتها المتواجدة قرب مدينة البصرة في جنوب العراق، وذلك للمساعدة في إيجاد حل لما وصفته بـ"مشكلة خاصة."

وقال فيدهولم في تصريح له السبت، إن القوة الخاصة في طريقها الآن إلى العراق، وذلك بناء على قرار اتخذه وزير الدفاع سويرين غادى، في وقت سابق الجمعة.

ورفض فيدهولم تحديد تعداد القوة الخاصة الجديدة، ولا سبب إرسالها إلى العراق، قائلاً إن "هذا الأمر قد يكون كارثياً بالنسبة لجنودنا"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن هذه القوة الخاصة من المفترض أن تبقى في العراق حتى أغسطس/ آب المقبل، وأنه تم نشرها لتنفيذ مهمة محددة، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

إلا أنه أكد أن قرار إرسال هذه القوة ليس له علاقة بإعلان الدنمارك في 21 فبراير/ شباط الماضي، عزمها سحب كتيبتها المؤلفة من 460 جندياً، بحلول ذلك الموعد، واستبدالها بوحدة عسكرية أصغر.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الدنماركي، فى تصريح للقناة الثانية بالتلفزيون المحلى، أن العراقيين والدنماركيين والبريطانيين، يبذلون جهوداً كبيرة لإيجاد العناصر التي تطلق النار ليلاً ونهاراً، على الجنود الدنماركيين والبريطانيين.

وأضاف أنه "يوجد الكثير مما يمكن فعله، لتحسين الأمن في البصرة، كما أنه يوجد العديد من الإمكانيات لتعطيل هؤلاء العناصر"، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.

مقتدى الصدر يشنّ هجوما عنيفا على بوش

على صعيد آخر، شنّ الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر، الذي يعتقد أنّه موجود في إيران، هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي جورج بوش، في رسالة مفتوحة إلى البرلمان العراقي السبت.

وقال الصدر في رسالته مخاطبا بوش "إن احتلالك لا يختلف عن نظام الهدام" في إشارة إلى الرئيس المخلوع صدام حسين.

وأضاف في رسالة تمّت تلاوتها من قبل لقاء ياسين، من الكتلة الصدرية في البرلمان "لقد دمّرت سمعة الغربيين في الشرق وإذا لم يقلها لكّ أي أحد، فهاإنني أفعل."

وأضاف "الأمم المتحدة نادتك بأن لا مكان لك يامحتل في العراق فلم تطعها وهاهم الديمقراطيون يطالبونك بالإنسحاب ولو بجدولة زمنية وأنت معاند لهم... فلم هذا العناد فهو لن ينفعك."

وفي إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 ومجزرة جامعة فرجينيا الأخيرة، سأل الصدر بوش "بوش، لقد زرعت العنف والكره والعداء في جميع أنحاء العالم. فهل أنت قادر على إنهاء ذلك؟ أنا أقول لا ولن تكون قادرا على ذلك مطلقا. شعبك خائف في مدارسه وجامعاته وينظرون إلى الأبراج ومرعوبون عندما يكونون خارج بلادهم. فهل بهذه الطريقة تعامل الأمم يا عدو الأمم."

وسأل الصدر بوش قائلا "لماذا يتعين على العراقيين أن يعانوا إذا كان لك برج قد تهدّم؟ فإذا دمّره صدّام فهو الآن يحترق في الجحيم، إذا كان إرهابيا مثلما تدّعي، أنت الذي فتح أبواب العراق أمامهم لقتل شعبنا حتى تعيش بسلام، فهل هذا ما تريد؟"

وأضاف ""أي فوضى تدّعي أنها ستحدث إن انسحبت أنت وجيوش الظلام من أرضنا وأي فوضى اكبر وأكثر مما نحن فيه في عراق فيه الدماء تجري في كل لحظة من دون انقطاع ومن مفخخات وانفجارات تدوي دومًا بلا رادع."

وقال "وأي بعث اجتثثت وأنت تطالب بإرجاعهم (البعثيين) في حكومتنا وأي أسلحة نزعت فالسلاح الفتاك يملأ عراقنا الحبيب وآي طائفية دفعت وأنت تؤججها ببناء جدار وتقسيمات سياسية طائفية لا وطنية ولا عراقية ولا عربية ولا إسلامية."

وتساءل "أبدلت دكتاتورية الهدام (صدام) بالنواصب والتكفيريين" ويتم استخدام عبارة التكفيريين من قبل شيعة، للإشارة إلى السنّة.

وقال "الدمقراطيون يطالبونك بالانسحاب أو وضع جدول زمني، ولكنك تعاند، لا تعاندهم هم فقط وإنما أيضا الجمهوريين الذين تنتمي إليهم وكذلك الكونغرس وحكومتك التي عينتها ولكنك لا تستمع إليهم."

وأضاف "هؤلاء الذين يقاومونك في العراق هم من شعبه الشريف وليسوا بأي حال من الأحوال الإرهابيين الذين يقتلون السنة والشيعة والمسيحيين المدنيين والذين لم يصلوا إلى جنودك ومدرعاتهم. لذلك فإنّ انسحابك هو انتصار للعراقيين الشرفاء الذين قاوموك وحدهم من أجل الدفاع عن وطنهم وشعبه واستقلاله. وليس انتصارا للإرهابيين."