السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 12:12 ص - آخر تحديث: 11:40 م (40: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت -
المؤتمرنت -
الصحافة الإلكترونية تهدد بتهميش الصحافة التقليدية
مع الانتشار السريع لشبكة الإنترنت يزداد دور الصحافة الإلكترونية التي أضحت من أشد منافسي الإعلام التقليدي على رغم نقص الكوادر المتخصصة فيها، مدينة العلوم ‘’دارمشتات’’ تقدم فرصة نادرة لدراسة هذه الصحافة والتخصص فيها.

يعد قسم الصحافة الإلكترونية بمدينة العلوم ‘’دارمشتات’’ أول تخصص في هذا المجال على المستوى الألماني، كما انه من أكثر الأقسام نجاحاً على المستوى الأوروبي لما يحصل عليه من جوائز ومنح من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. ويعكس هذا الأمر خبرة الأساتذة الذين يدرّسون فيه من جهة، وغنى وشمولية مواده النظرية والتطبيقية من جهة أخرى. يضاف إلى ذلك المشروعات والعلاقات القوية التي يقيمها مع وسائل الإعلام الألمانية، الأمر الذي يشكل الحافز الأكبر لإقبال الطلبة الكثيف على التسجيل فيه.

ويتطلب الانتساب إلى هذا القسم معدلات نجاح عالية في الثانوية العامة، إضافة إلى خبرة مسبقة في مجال العمل الصحافي. هذا وتستغرق مدة الدراسة فيه أربع سنوات يكتسب فيها الطلبة خبرات نظرية وعملية في العديد من المؤسسات الإعلامية. ومن أبرز المواد التي تُدرّس فيهئتصميم الصفحات الإلكترونية والكتابة الصحافية والبحث والحقوق المتعلقة بهذا المجال، إضافة إلى التدريب على فن التصوير والإنتاج التلفزيوني.

وينبغي على الطلبة أيضاً القيام في فترة الدراسة بدورة تدريبية لمدة ستة اشهر لدى إحدى وسائل الإعلام حسب الاختيار الشخصي. وفي ختام الدراسة يحصل الطالب على دبلوم صحافة الكترونية.
الصحافة الإلكترونية تنافس الصحافة التقليدية
يعكس الطلب المستمر على الأطر المؤهلة في مجال الصحافة الإلكترونية المنافسة التي أصبحت تشكلها بالنسبة إلى الصحافة التقليدية.

’ الصحافة الإلكترونية تعكس التطور المستمر للصحافة التقليدية، لكنها تتمتع بمرونة أكبر مقارنة بالأخيرة لكونها تجمع بين أشكال الإنتاج الصحافي كالنص المكتوب والمسموع والمرئي’’، يقول رئيس قسم الصحافة الإلكترونية بجامعة ‘’دارمشتات’’ الأستاذ لورينس ماير في مقابلة مع موقعنا.

وعلى الرغم من ذلك هناك مخاوف من اختفاء الصحافة التقليدية لكون فئة عريضة من الشباب أصبحت تستمد معلوماتها الإخبارية من المواقع الإلكترونية للجرائد والمجلات وفقاً للخبير ماير.
وفي هذا السياق يشار إلى أن آخر الإحصائيات على المستوى الألماني تفيد بأن ما يزيد على 57 بالمائة من الألمان يستفيدون من الشبكة العنكبوتية يوميا، وأن نسبة عالية منهم تتابع برامج الراديو أو تشاهد التلفاز - خصوصاً مباريات الدوري الألماني، عن طريق الإنترنت. وينعكس الاهتمام المتزايد بالصحافة الإلكترونية على سوق العمل الألمانية أيضاً التي مازالت في حاجة ماسة للعديد من خريجي الجامعات في هذا المجال.

قلة المختصين في الصحافة الإلكترونية
يشهد الإعلام العربي تحسنا ملحوظا مع انتشار الفضائيات، لكنه ما زال يعاني من عجز تقني والكتروني.
ويأتي ذلك في وقت يزداد فيه دور الصحافة الإلكترونية في عالم الإعلام، إذ أن الإنترنت شئنا أم أبينا أضحت وسيلة إعلامية عالمية تصل الى جميع الناس وبكل اللغات، خصوصاً أن الخبر على الإنترنت يتعدى المكتوب الى ما هو مرئي و مسموع.


وهناك من أطلق ‘’دعوة وتحذير.. وهي الاهتمام بمهارة التحليل والفهم العميق في الكتابة وفي ممارسة العمل الصحافي عموما. وأما التحذير فمن الاستسلام لعقلية الاستسهال المهني الذي تفرضه الصورة في الإعلام المرئي وتغني عن البحث الجاد’’. بهذه الكلمات اختتم محمد الهاجري الباحث في قسم الدراسات والتطوير بصحيفة الوقت حديثه أثناء مشاركته في منتدى الإعلام العربي 2007 الذي عقد في دبي.


هناك ظاهرة عالمية تختص بالصحافة المقروءة أو المطبوعة. وهذا الظاهرة هي تراجع أو انخفاض توزيع الصحف في كثير من بلاد العالم. فخلال السنوات الخمس الأخيرة تراجع النشر في ألمانيا بنسبة 7,7%، والدانمارك بنسبة 5,9%، والنمسا بنسبة 9,9%، وبلجيكا 9,6%، واليابان 2,2%.
وقد كشف اتحاد الصحف العالمي أن توزيع الصحف قد انخفض خلال الفترة من 1995 إلى 2003 في الولايات المتحدة بنسبة 5%، وبنسبة 3% في اوروبا وبنسبة 2% في اليابان. وعلى سبيل التحديد، ففي فرنسا تراجع توزيع صحيفة ‘’لوموند’’ إلى 5,7% في العام .2003 وفي أميركا تراجع توزيع صحيفة ‘’انترناشيونال هيرالد تريبون’’ 16,4% العام .2004 وفي بريطانيا انخفضت نسبة توزيع صحيفة ‘’ذي فاينانشيال تايمز’’ بنسبة 6,6%.

هذا التراجع أو الانخفاض له أسباب عديدة، وقد دعت هذا التراجع وهذه التحديات التي تواجه الإعلام المكتوب، إلى درجة الفناء، حيث وصفها روبرت مردوخ -وهو صاحب مؤسسات إعلامية أميركية كبيرة- بأن عمرها لن يتجاوز السنوات الأربعين المقبلة. ولكن هذا الكلام غير دقيق في الوطن العربي والدول النامية على الأقل. فالمكتوبة نوعان مطبوع وإلكتروني. وقد يراد الحال هنا بالمطبوع، ولكن في الوقت نفسه يشهد المطبوع اتجاهاً جديداً وهي ظاهرة الصحف المجانية، وهي ظاهرة آخذة في الانتشار ويفوق انتشارها الصحف الأخرى وتأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد القراء. ففي مثلاً فرنسا أصبحت مجلة ‘’فان مينوت’’ تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد القراء لتصل إلى ما يزيد على مليوني قارئ يومياً متقدمة بكثير على صحيفة ‘’لوباريزيان’’ (7,1 مليون قارئ) وصحيفة مجانية أخرى هي ‘’مترو’’ التي يقرأها يومياً 6,1 مليون شخص، وهذه الصحف تجتذب نسبة كبيرة من الإعلانات حيث إن المعلنين لا يميزون بين القارئ الذي يشتري الصحيفة عن ذاك الذي لا يدفع ثمنها. هذا نوع من التحديات التي تواجه الإعلام المكتوب المطبوع.

وساهم في التراجع الذي ذكر سابقاً هو ازدياد عدد القنوات الفضائية وبروزها وهي تنقل الخبر إلى المشاهد بأسرع وقت مع الصورة والصوت. وهي قطعاً منتشرة حيث لا تحتاج إلا إلى جهاز تلفاز وجهاز استقبال. وقد شهد الوطن العربي نقلة كبيرة في هذا القطاع الإعلام مع دخول قناة ‘’الجزيرة’’ تحديداً إلى بيوت المشاهدين، وأصبح هناك مجال أوسع لتبادل الآراء والحوار والتعبير عن الرأي في المنطقة عموما.

كما ساهم الانترنت بشكل كبير جداً في تراجع التوزيع سواء عن طريق ما يطلق عليه بالمدونات، أو عبر قراءة الصحف مباشرة من الموقع الإلكتروني بلا مقابل. وسوق الانترنت يشهد انتشاراً كبيراً في الدول المتقدمة، أما الدول العربية فلا يزيد مستخدمي الانترنت عن 8% من إجمالي السكان.
بين المكتوب والمرئي

تتميز الصحافة المكتوبة عن المرئية بالعمق والتحليل اللذان قد لا يكونان موجودان دائماً في الصحافة المرئية. وقد يعد هذا أبرز تحدي للصحافة المرئية والمكتوبة. إلا أن هنالك ظاهرة انتقال الصحافيين من الصحافة المكتوبة إلى الصحافة المرئية. قد يعزى ذلك لأسباب مادية ومعنوية، إلا أن عنصر وميزة الفهم العميق لما وراء الخبر وتحليلاته قد يتعرض للتآكل. وهو الذي يهدد العمل الصحافي ورسالته. بمعنى أن الإعلام المكتوب سيفتقد إلى العمق في التحليل. فهو يعاني أصلاً من شح من جيل لديه الخبرة وجيل آخر يدخل الفضائيات بقوة. والإعلام المكتوب يمتاز بالعمق في عرض الخبر وخاصة الخبر التحليلي والتقارير التحليلية بعمق أكثر من المرئي والذي يركز على الصورة. فالإعلام المكتوب يعاني من هجرة عكسية كبيرة، فالكتاب ‘’الكبار’’ يتجهون إلى الكتابة أكثر من الصحافة، والصحافيون الصغار يتجهون إلى الإعلام المرئي. مما يسبب ضعفاً في قوة العمل الصحافي ومهنيته.

كما يتميز الإعلام المكتوب بالنص والصورة الصامتة والورق. أما الإعلام المرئي فبطبيعته تدخل فيه عناصر عدة ضمن إعداد وعرض المادة الخبرية، منها الصورة المتحركة والصوت، الديكور، الإضاءة، الصوت، الموسيقى التصويرية، والجرافكس. وفيه عمل جماعي ويبرز فيه مفهوم فريق العمل المتكامل. الأمر الذي يعني تطلب مهارات أعلى للعمل فيه. وقد يطرح موضوع الصحافي الشامل، والذي يقدم ويعد المواضيع ويصور ويقوم بعملية المونتاج والإخراج. إلا أنه يجب ألا نغفل موضوع العمق في التحليل والبحث.

كما يوصف الإعلام العربي بأنه ليست لديه أفكار أصيلة لبرامج الحوار في الوطن العربي وبالتالي تهرب الفضائيات إلى المؤلف والكاتب. وإن كانوا قد نجحوا في برامج الحوار الجادة.
وفي هذا الجانب يرى أحمد منصور - معد ومقدم برامج في قناة الجزيرة- وهو أحد المنتقلين من الاعلام المكتوب إلى المرئي في حوار مع مجلة ‘’التجديد’’ يقول فيه حول انتقاله من الصحافة المكتوبة إلى المرئية ‘’النقلة بالنسبة لي كانت نوعية، وكان فيها كثير من الحساسيات، وكثير ممن حولي كانوا يترقبون عدم نجاحي على أساس أنني دخيل عليهم، وقد لاحظت من خلال قراءتي لسير كثير من الإعلاميين الغربيين أن معظم الشخصيات الناجحة جاءت من الصحافة المكتوبة إلى التلفزيون. وأستطيع أن أؤكد أن الذين قدموا البرامج التلفزيونية بشكل جيد هم الذين وفدوا من الصحافة المكتوبة، وأقول بصوت عال إن أفضل وسيلة لتسطيح المعلومات لدى الناس يقدمها التلفزيون، أما الكلمة المكتوبة فهي العمق الذي يرسخ المفاهيم لهؤلاء الناس، ولكن حينما تمزج بين عمق الكلمة وسطحية الصورة، تستطيع أن تقدم شيئا متميزا في التلفزيون، وهذا ما سعيت إلى تمثله’’.

وحول الإعلام العربي يقول منصور ‘’أعتقد أنه خلال السنوات العشر الماضية، استطاع العرب أن يتحولوا من متلقين للإعلام إلى صانعين للمادة الإعلامية، وكما يقول كثير من المحللين كان لقناة ‘’الجزيرة’’ السبق في هذا الموضوع، حيث انفردت بتغطيتها لبعض الحروب، مما جعل صناعة الخبر الإعلامي تتحول من الغرب إلى الشرق، كما أصبحت كثير من الفضائيات العربية تحقق تميزا إعلاميا مشهودا. إذن، فنحن أمام مرحلة مهمة في تاريخ صناعة الإعلام في العالم، لم يعد الغرب فيها قطبا محتكرا، وإنما أصبح للعرب دور رئيس في هذه الصناعة. فالصحافة لها تأثير في صناعة القرار، وأعتقد أن الكثير من الصور التي كانت تبث من البوسنة والهرسك وصور الحرب السادسة على لبنان، تركت آثارا كبيرة جدا في الناس، وللإشارة فإن حرب الفيتنام وقعت بسبب أن صحافيا نشر صورا لأطفال احترقوا بالنيبال’’.

ضغوطات المرئي
وكي نتخيل حجم العمل الذي يقوم به صحافييو المرئي وحجم الضغوطات التي يمارسونها، إضافة إلى فهم المهارات اللازم توافرها فيهم لكي يغدو البرنامج متميزاً فيرى رضا فايـز -معد برامج بأحد التلفزيونات العربي- أن ‘’معد البرامج’’ من الوظائف المهمة في شبكات التلفزة العربية، فهي العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، فإعداد البرامج هو الأساس الذي تبنى عليه بقية العناصر في التلفزيون (التقديم، التصوير، الديكور، الإخراج، المونتاج، أسلوب عملها)، كما أن هذه العناصر تحول ما كتب على الورق إلى واقع مرئي.
فمعد البرامج هو الشخص الذي يقوم بإعداد العمل التلفزيوني، وتطلق كلمة إعداد على المعالجة الفنية لنص من النصوص حتى يمكن تقديمه بالطريقة المناسبة التي تلائم طبيعة التلفزيون كوسيلة إعلامية.

وهناك نوعية معينة من البرامج تعتمد اعتمادا كليا على السيناريو الذي يقدمه المعد أو الكاتب، لكن هناك برامج أخرى يقوم المعد فيها باختيار الموضوع لأشخاص المشاركين والاتصال بهم وإقناعهم بالمشاركة والاتفاق معهم على جميع الخطوات والترتيبات وصياغة الأسئلة التي يستخدمها مقدم البرنامج في حواره مع الضيوف وكتابة بعض النقاط المهمة التي تنير الطريق أمام مقدم البرنامج. وفي كل الأحوال يجب على الكاتب قبل أن يبدأ كتابته أن يفكر أولا في كيفية ظهور ما يكتبه على الشاشة، كما أن على معد البرامج أن يستوعب جيدا مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية، وكيفية استخدام كل عنصر فيها، لأن هذه العناصر هي مفردات لغة التلفزيون التي يصوغ بها ويعبر من خلالها عن أفكاره ومعلوماته ومشاعره وكل ما يريد توصيله للمشاهد.
فالصورة ومكوناتها وزوايا تصويرها وشكلها وحجمها والأضواء والملابس والماكياج وحركات وإيماءات الشخصيات كلها عناصر على الكاتب أن يوضحها في النص الذي يكتبه على شكل تعليمات، سواء أكان النص دراميا أو غير درامي، علاوة على استخدام عناصر الصوت ومكوناته والتعبير عنه في النص.

وكل هذه العناصر المرئية والصوتية مع تفهم الأساسيات التقنية للتلفزيون وأجهزة الإنتاج من كاميرات وغرفة مراقبة وتحكم ومكان الإنتاج والحدود التي يفرضها، وكيفية تنفيذ الإنتاج، وهل سيتم تسجيله أو عرضه مباشرة.. كل هذه المقومات تشكل فن الإعداد التلفزيوني. ويفضل أن يكون معد البرامج موهوبا بمعنى أن يكون لديه الاستعداد الشخصي والرغبة في الكتابة والإعداد، ثم عليه بعد ذلك صقل هذه الموهبة وتنميتها بالمران والممارسة. ولكي تسير تجربة المعد بنجاح فهي في حاجة إلى تنمية مستمرة، ويتأتى ذلك بالدراسة العلمية المتعمقة والاشتراك في الدورات التدريبية المتخصصة. ويجب أن يتحلى المعد والمقدم بالمرونة والقدرة على مواجهة المفاجآت، وهذا أمر تفرضه طبيعة الإنتاج التلفزيوني أولا وأخيرا، حيث يخضع للمفاجآت والظروف المتغيرة في كثير من جوانبه.

فقد يرفض أحد الضيوف الحضور في لحظة حرجة، وقد يتعذر الحصول على موافقة السلطات لتصوير برنامج ما أو لقطات في مكان معين، كما قد يتعذر التصوير في مكان ما لسبب فني خارج عن الإرادة، وهذه المفاجآت تتطلب من الكاتب أن يكون مرنا أو أن تكون لديه القدرة التي تمكنه من مواجهة مثل هذه المفاجآت.

ولذلك يقال إن الكتاب الذين أحدثوا تفوقا وبرزوا في هذا المجال لم يبرهنوا على أنهم موهوبون فقط بل إنهم قادرون كذلك على تحمل التوترات الهائلة الناجمة عن طبيعة العمل التلفزيوني وتحت ضغط مواعيد تحدد تحديدا دقيقا، سواء فيما يتعلق بالتسجيل داخل الأستوديوهات أو التصوير والنقل الخارجي أو البث لمباشر من الأستوديو.

ومن هنا فإن الكتابة الجيدة وإن كانت شيئا ضروريا ومطلبا أساسيا فإن ذلك لا بد أن يتم في إطار المواعيد والأوقات المحددة التي تتوافق مع طبيعة العمل الإذاعي وظروفه التي قد تضطر الكاتب لمواجهة حالات معينة تقتضي اختصار النص أو إعادة كتابته أو إضافة معلومات جديدة. بقي القول يظل الهاجس الأكبر للإعلام المرئي و’’معظم’’ المكتوب هو احتكار رجال المال والسلطة له. مما يجدد المخاوف بشأن المصداقية والابتزاز. فرجال الأعمال ورجال الصناعة ورجال السياسية بدؤوا في امتلاك الكثير من الأدوات الإعلامية.


ويرى الباحث الهاجري في ورقة عمل قدمها في منتدى الإعلام العربي 2007 والذي عقد بدبي ان المكتوب والمرئي.. كلاهما إعلام، يوصل رسالة إلى القارئ أو المشاهد. يوصف الأول بالعمق والثاني أنه سطحي. الأول يعتمد على التحليل والكلمة، والثاني يعتمد على الصورة والصوت. لاشك أن الثاني يجذب أكثر، وهو منتشر بشكل أكبر، لكنه قد لا يستغني عن الأول وإن علا نجمه. لذلك فالقول عن ‘’انتهاء’’ الصحافة المكتوبة أمر ليس صحيحاً في مطلقه. لكن الأول يعاني تحديات كبيرة تهدد استقراره وثباته ومواصلة أدائه. فهو يشتكي أصلاً من شح من جيل لديه الخبرة وجيل آخر يدخل الفضائيات بقوة. كما أن هجرة الكتاب إلى المرئي في ازدياد، وعندما يقدمون برامج الحوار الجاد فهم يتميزون. لكن تبقى هنالك تحديات يواجهونها. تحديات شخصية وتحديات يواجهها القطاع بإجماله. كما أن المكتوب ينقسم إلى نوعين، مطبوع وإلكتروني. المطبوع يواجه انحساراً وتراجعاً يدخل الإلكتروني كأحد أسبابها، ونتيجة لصعود نجم الإلكتروني، فهو يأخذ نصيباً يزيد بشكل تدريجي من حصة الإنفاق الإعلاني. كما يشهد المطبوع تراجعاً عالمياً تم قياسه ونشره في تقارير مختلفة. إضافة إلى تحديات القتل والاختطاف والتهديد التي تواجه الإعلاميين يأخذ منتسبو المكتوب النصيب الأكبر منه.

في تقرير صدر عن مؤسسة راند للدراسات وهي مؤسسة أميركية، حول ثورة المعلومات في الشرق الأوسط. وهي تتألف من مجموعة من التقارير كتبها مختصون تتناول التوجهات الأمنية الآخذة في البروز والتي سوف تشكل منطقة الخليج العربي على مدى السنين القادمة.

وهي تبحث في الموضوعات التي ستؤثر في الأمن الإقليمي، وهذا يشمل التوقعات المستقبلية في مجالات الإصلاح الاقتصادي والسياسي، العلاقات المدنية - السياسية، تبدل الأنظمة، امن الطاقة، انتشار تقنيات المعلومات الجديدة، انتشار أسلحة الدمار الشامل.

ترى الدراسة بأنه قد تطورت بيئة المعلومات والإعلام على مدى العقدين الأخيرين في الشرق الأوسط بشكل واسع وسريع. وقد جاء بعض هذا التطور من خلال منجزات التقدم التكنولوجي الفائق الأخير مثل الانترنت، في حين جاء جله، وهو الأهم، من خلال تقنيات أقدم عهداً مثل التلفزيون الفضائي وأجهزة التصوير والاستنساخ وآلات الفاكس وأجهزة الفيديوكاسيت. وبذا تهيأت للناس في الشرق الاوسط وسائل وقدرات أعظم بكثير لتبادل الأفكار مما كان متاحاً لهم من قبل.

التلفزيون

عندما ظهر التلفزيون في العالم العربي في ستينات وسبعينات القرن الماضي سقط هذا الجهاز في دائرة الوسائل الإعلامية التي ترعاها وتسيطر الدولة عليها. كما دأبت محطّات التلفزة على بث أخبار النشاطات التي يقوم بها رموز النظام على مدى اليوم التالي لذلك اليوم.

وعندما تظهر أخبار مهمة وحقيقية لم تكن تلك التلفزيونات لتنقل تلك الأخبار. أما أكثر مظاهر الفشل في العمل الصحافي -بحسب التقرير- فقد ظهر عندما امتنع التلفزيون السعودي عن نقل مشاهد الغزو العراقي للكويت لمدة ثلاثة أيام لأنه لم يكن متأكّداً كيف سيكون التعامل الرسمي مع الحدث.

وقد بدأ التسرّب في النجاح الصحافي إلى التلفزيون العربي بعد انتهاء حرب الخليج في العام 1991 حيث شكلت تغطية قناة (سي إن إن) الإخبارية للحرب حالة من العطش المستمر بسبب الإنتاج والإخراج الجيد للقناة في إيصال المعلومات الى المتلقي العربي. وتلى ذلك التاريخ ظهور تدريجي للفضائيات، حتى أصبح بعضها، أحد أبرز صناع الإعلام في العالم.
وكانت أولى المحطات التي تغطي منطقة الشرق الأوسط هي محطة (ام بي سي) التي بدأ العمل بها في لندن في العام .1991

وقد أنتجت هذه القناة نموذجا للمغتربين المذيعين العرب فتذيع الأخبار الرسمية العربية إلى العالم العربي عبر القمر الصناعي. وقد بثت هذه القناة الحياة في فكرة غرفة للأخبار العربية فتعرض مذيعين ومراسلين من مختلف البلاد العربية. وبالإضافة إلى الأخبار، تقدم هذه القناة برامج ترفيهية وأفلام ومسلسلات أجنبية فكاهية ودرامية.
وبعد خمس سنوات استفادت قناة (الجزيرة) من خبرة قناة ام بي سي ونقلت هذه الخبرة الى مستوى آخر، فتم تأسيسها في قطر بدعم من الأمير النشيط الجديد للبلاد. فقد قدمت الجزيرة تغطية إخبارية مشتركة إضافة إلى تعزيز الشعور والانطباع الذي تنقله عبر مراسليها المحليين في المنطقة في بث حي، وكانت هناك مناظرات حية حيث إنها أصبحت حديث الشارع العربي.

وبتحررها من القيود السياسية التي تواجه القناة الفضائية السعودية ام بي سي، فإن الجزيرة اتبعت أسلوب الاختلاف في المناقشات في برامج مثل (أكثر من رأي) أو (الاتجاه المعاكس) التي يستضيف فيها المذيع العلمانيين والمتدينين أو اليمين واليسار أو حتى العرب والإسرائيليين.

وفي الحقيقة، أصبح ظهور الجزيرة سبباً في ارتفاع مستوى الحساسية في السعودية. ففي العام 1994 اتفقت هيئة التلفزيون السعودي الفضائي مع هيئة بي بي سي البريطانية على إخراج تلفزيون إخباري عربي، ولكن السعوديين سحبوا المشروع في العام 1996 بعد أن ظهر لهم أن المحتوى الذي قدّمته بي بي سي كان هجوميا. وتوقفت العملية في وقت كان القطريون فيه يبادرون لتنفيذ خططهم في محطة تلفزيون إقليمية، وانتقل الكثير من موظفي بي بي سي بسرعة الى الدوحة التي أعادوا فيها أنظمة عملهم. ومع نهاية عام 2001 تحولت قناة الجزيرة الى مصدر قلق لأميركا حيث كانت تغطي الأخبار وتصور بشكل واسع وأحياناً تتعاطف مع حركة طالبان التي كانت تسيطر على أفغانستان أثناء الهجوم الأميركي على البلاد.

الإنترنت

يوضح التقرير أن لدى معظم دول الشرق الأوسط الغنية باستثناء إسرائيل نوعاً من السيطرة الحكومية على شبكة الإنترنت، في حين أن الدول الأقل غنى افتتحت أسواقاً لتسويق خدمة الإنترنت. أما إجراءات منظمة التجارة الخارجية فإنها ستفتتح خدمات الاتصالات في الشارع لأعضائها، وكذلك الأعضاء الطامحين. ويحاول المتنفذون في سوق الإنترنت الوصول إلى خطط فتح أسواق جديدة مع تسارع وتائر الشبكة.

إن مستوى الرقابة على الانترنت ليس واضحاً في الكثير من الدول. ففي الوقت الذي تعتمد فيه مصر والأردن دخولاً حراً إلى الشبكة، فإن قطر والمملكة العربية السعودية تفرضان على المستخدمين لها أن يتحولوا إلى مواقع وكيلة عن فتح باقي المواقع بحيث تحدد الدخول إلى المواقع الموضوعية. كما أن محاولات التملص من تلك القيود هي محاولات شائعة جداً.

إن الاطلاع والتجسس على اتصالات الانترنت ووسائل استخدامه عملية شائعة وسهلة جداً في إدارات تلك الخدمة. وإذا كانت دوائر المخابرات المحلية لها القدرة والرغبة على ذلك فإنها لم تقم به بشكل علني.

أما عن منافسة الإعلام الإلكتروني للمطبوع، هناك تحد عالمي في الدول المتقدمة، لكن يغيب أو يختلف هذا التحدي مع الدول العربية خصوصاً وذلك لمحدودية انتشار استخدام الكمبيوتر عند السكان، حيث إن إجمالي المستخدمين لا يتجاوز 8% من السكان.

فالواقع العالمي يختلف مع الواقع العربي، فاتجاه إيرادات الإعلان تحول شيئاً فشيئاً نحو الإعلام الالكتروني. حيث نقلت وكالة رويترز بهذا الصدد تقريراً لشركة ‘’زينيث اوبتني ميديا’’، بأن التوقعات تشير الى ان حصة الصحف من الإنفاق الإعلاني سوف يتدنى من 8,29% بنهاية العام الحالي 3,29%، فيما يتوقع ان يقفز حجم الانفاق الاعلاني على الانترنت الى 8,3% هذه السنة والى 4,4% بعد سنتين.

أما بالنسبة للتحديات فيمكن تقسيم التحديات المتعلقة بالانتقال من الإعلام المكتوب إلى المرئي إلى قسمين، الأول يتعلق بالجانب الشخصي للأفراد المنتقلين، والثاني يتعلق بالقطاع بوجه عام.

تحديات شخصية
يعد الخوف من الجمهور، أكبر تحد لدى المنتقلين من الصحافة المكتوبة إلى المرئية. ويصف علماء النفس هذا الخوف بأنه الخوف رقم واحد في العالم. فالانتقال من غرف مغلقة في مباني الصحف إلى غرف مفتوحة مباشرة إلى الناس، يشكل رهبة وهاجساً كبيراً. أما عن مدى تقبل الناس للصحافي ومدى اقتناعهم به فيشكل تحد آخر.
كما يواجه المنتقلون تحدياً نوعياً في العمل، فالإعلام المكتوب والإعلام المرئي فنان مختلفان فالمرئي يعتمد على فن كتابة السيناريو والمكتوب يعتمد على تفصيل الأحداث والتحليل. والمرئي يحتاج لأدوات متعددة وجهد أكبر ووقت أكبر لإنجاز عمل والمكتوب يحتاج لأدوات وجهد ووقت أقل.

وهناك تحديات تقنية أثناء العمل في المرئي، كالتعامل مع أجهزة معقدة، في حين أن الأداة التي يتعامل معها صحافي المكتوب هي القلم وجهاز الحاسب.

والعمل في المرئي يحتاج إلى جهد كبير مضاعف مقارنة بالمكتوب. كما يحتاج إلى التزام دقيق بالوقت، والتواجد مكان الحدث بشكل ملزم قبل الحدث وبعده، حيث يتطلب الإلمام بكل اللقطات والكلمات والمداخلات، بينما في المكتوبة قد ينجز الصحافي عمله بشكل جيد من دون الحضور في الموعد المخصص.
والصحافة المرئية تتطلب صفات خلقية خاصة، كالتحدث اللبق، وسلاسة الكلام والنطق، والوسامة، والصوت القوي. إلا أن التحدي ضيق الوقت وعدم الإطلاع قد يشكل تحد كبير لصحافيي المرئي.

وهناك مهارة صعبة يمكن اكتسابها مع الوقت وهي الكلام والسماع في الوقت نفسه. كما ان صحافيي المرئي ينكشف خطأهم بشكل واضح أمام الجمهور، بينما يتوارى صحافيي المكتوب خلف القلم.

وهناك تحد يشترك فيه صحافيو المرئي والمكتوب معاً إلا أنه وبحسب الأرقام يكون صحافيو المكتوب أكثر عرضة له، وهو القتل والاعتداء. فقد شكلت نسبة الصحافيين المقتولين من الإعلام المكتوب نسبة 50% مقابل نسبة 39% للمقتولين من صحافيي الإعلام المرئي وذلك حسب تقرير أعدته لجنة حماية الصحافيين.



ماذا قالوا؟
‘’أنا انتمي لعالم الكلمة المكتوبة وعالم الكلمة المسموعة ليس مجالي، ولم افكر في التلفزيون، عدا استثناءات قليلة’’
* محمد حسنين هيكل

‘’الذين قدموا البرامج التلفزيونية بشكل جيد هم الذين وفدوا من الصحافة المكتوبة حينما تمزج بين عمق الكلمة وسطحية الصورة، تستطيع أن تقدم شيئا متميزا في التلفزيون’’
* أحمد منصور ـ قناة الجزيرة

‘’التلفزيون مقبرة المواهب، ومهنة الصحافة التلفزيونية تدفع إلى نوع من ‘’التيسير المهني’’ الذي يغذي عقلية الاستسهال فالصورة قد تغني عن الكثير من البحث الجاد’’
* طارق تملالي ـ صحافي بقناة الجزيرة

‘’بحكم عملي في الصحافة لم أجد صعوبة تذكر في العمل التلفزيوني، الكل يعرف الصحافة ومشاكلها، وعلى العكس فالعمل التلفزيوني أسهل كثيراً إلا أن هناك بعض الأمور مع الوقت والتجربة أتعلمها’’
* محمود سعد ـ مقدم برنامج في قناة MBC

‘’عمر الصحافة المكتوبة لن يتجاوز السنوات الأربعين المقبلة’’
* روبرت مردوخ - إمبراطور الإعلام الأميركي

* الوقت البحرينية










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024