![]() رئيس اسرائيل يغادر بتاريخ غير مشرف يعد الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف الذي قدم استقالته رسميا من منصبه الجمعة 29-6-2007 إثر فضيحة جنسية طالته, أول رجل سياسة من اليمين يتولى رئاسة دولة إسرائيل، وغادرها بعد مسيرة سياسية غير بارزة. وقد افلت كاتساف من احتمال دخوله السجن بعدما اعلن المدعي العام الاسرائيلي مناحيم مزوز الخميس تسوية قضائية تم التخلي بموجبها عن توجيه تهمة الاغتصاب اليه. وبموجب هذه التسوية, اقر كاتساف بمسؤوليته عن سلسلة من الجنح الجنسية لا سيما التحرش الجنسي والقيام بأفعال غير لائقة في مقابل إسقاط تهمة الاغتصاب عنه. "مفاجأة كبرى" وكاتساف (61 عاما) السياسي المحنك من حزب الليكود (يمين), انتخب رئيسا عام 2000 من قبل النواب الاسرائيليين الذين فضلوه على شيمون بيريز السياسي المخضرم على الساحة السياسية الاسرائيلية ما اثار مفاجأة كبرى. وقد خاض قبل ذلك مسيرة سياسية لمدة 23 عاما لكن بدون ان يبرز كثيرا؛ حيث حصل فقط على حقيبتي النقل والسياحة. وضمن حزبه الليكود, تولى منصبا فخريا هو نائب الرئيس لكن بدون ان يترشح الى رئاسة الحزب. ولد كاتساف في ايران عام 1945 لعائلة مؤلفة من ثمانية اطفال, ووصل الى اسرائيل بعيد انشائها عام 1948 واقام في احد المخيمات التي كانت مخصصة آنذاك للمهاجرين الجدد في كريات مالاشي جنوب تل ابيب، ثم استقر في تل ابيب مع زوجته جيلا واولادهما الخمسة. وعام 1969 انتخب رئيسا لبلدية كريات مالاشي حين كان في الرابعة والعشرين من العمر ليصبح بذلك اصغر رئيس بلدية في اسرائيل. وكاتساف حائز اجازتين في التاريخ والاقتصاد, وقد دخل الى الكنيست عام 1977 واعطى صورة السياسي المعتدل نظرا للهجته المعتدلة وبراغماتيته. "ملتزم" يدافع عن اليهود الشرقيين وكاتساف الذي يقدم نفسه على انه يهودي ملتزم ويحترم التقاليد, كان على الدوام مدافعا عن القضايا الاجتماعية والمهمشين وغالبيتهم من اليهود الشرقيين. وقد عارض موشيه كاتساف اتفاقات اوسلو التي ابرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 قبل ان يكون من بين اوائل شخصيات اليمين التي تعتبرها واقعا قائما. وبعد ان نأى بنفسه في السنوات الماضية عن النهج المتشدد لليمين, ابدى عدة مرات تاييده للحوار بهدف تسوية النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني. وفي بادرة بارزة, تبادل بعض الكلمات بالفارسية مع الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي على هامش مراسم دفن البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في نيسان/ابريل 2005 كما صافح مرتين الرئيس السوري بشار الأسد. وهاتان البادرتان على هذا المستوى شكلتا حدثا لا سابق له في تاريخ علاقات اسرائيل مع كل من سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية, العدوين الرئيسيين للدولة العبرية. لكن كاتساف عمد الى التقليل من شأن بادرته لدى عودته إلى إسرائيل. |