السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 02:10 م - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
كمال القاضي - القدس العربي -
مرجان يثبت عادل إمام علي عرشه
بعد فيلمه الأخير عمارة يعقوبيان والنجاح الذي تحقق للفيلم بتأثير الدعاية التي أحاطت بالرواية الأصلية للكاتب علاء الأسواني كان لزاما علي عادل إمام استثمار ما صادفه من نجاح ليظل كما هو علي القمة وقد كان، ففي أقل من عام كتب له السيناريست يوسف معاطي فيلما كوميديا علي وجه السرعة روعيت فيه شروط السوق، وحرصا علي وضع عادل إمام في المشهد السياسي تم تفصيل بعض المشاهد لتعطي بعدا إضافيا لطبيعة الفيلم الكوميدية وتضفي مسحة من السخرية علي الأوضاع الاجتماعية القائمة فيبدو الأمر كأنه نقد أو فضح لحالات التدهور والفساد، وحيث أن أوجه الاختلال قد باتت هي القاعدة، فيما بقيت القيم والأخلاق هي الاستثناء فقد ظل البطل مرجان أحمد مرجان عادل إمام هو البوصلة المشيرة الي كل الظواهر السيئة، يتحرك بحرية وتنمو قدراته ويزدهر نشاطه التجاري المشبوه في مجتمع شاع فيه التلوث وتقلصت به مساحة الفضيلة وأصبح المال هو المفتاح السحري لفتح جميع الأبواب الموصدة وتحقيق الأحلام المستحيلة بدءا من مشروعات البيزنس وشراء الذمم والأعراض ونهاية بدخول قلاع العلم علي حصان طروادة وكسر كل الحواجز الإدارية والقانونية، إضافة الي حصول البطل المجهول علي درجة الاستحقاق في أن يصبح شاعرا وأديبا متوجا بجائزة الدولة التقديرية برغم أميته وفقدانه لأدني أحاسيس التذوق الفني، يجمع السيناريست يوسف معاطي كل المتناقضات في سلة واحدة ليطرحها للبيع في سوق السينما السياسية معتبرا أنها البضاعة الرائجة اعتمادا علي اسم عادل إمام وفراغ الساحة من أساطين الكتابة السياسية ورموزها إبان ظهور موجة الاستخفاف والبلاهة التي يقودها المشخصاتية وهواة التدجيل الفني، وهي ذات المهنة التي اشتهر بها الأراجوز في فترات سابقة، حين كان الاستهزاء والسخرية هما الوسيلتان الباقيتان للمواطن البسيط للتنفيس عما يعتمل بصدره من براكين الحنق والغضب، ولكن يبدو أن هؤلاء الفنانين المرتزقة قد فقدوا إحساسهم بالزمن فتصوروا أن ألاعيب الأراجوز مازالت تضحك الناس، وهذه الظاهرة أدت في تأثيرها العام إلي خلق فوضي فنية أراد أن يكون عادل إمام بمنأي عنها فأنجرف بكل ثقله ناحية الاستهواء السياسي الذي زينه له معاطي، والاستهواء لمن لا يعرف هو غواية الشيء دون الاستعداد الحقيقي له، فليس معني أنني أهوي السباحة أن أعتبر نفسي من أبطال المانش، وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه السيناريست الذي يحرص في كل تجربة له مع عادل إمام أن يؤكد علي هويته السياسية والثقافية فيذهب النجم الكبير ضحية هذا الإدعاء، ولعل ما عاناه عادل في فيلم السفارة في العمارة من نقد وصل إلي حد العتاب والتجرؤ أحيانا كان بسبب التثاقف والرغبة في تسفيه الأفكار والنيل من رموز وطنية مشهود لها بالنزاهة والشرف، وهم من طالتهم سهام السخرية والاستهجان، في فيلم مرجان أحمد مرجان يكرر الكاتب نفس الأخطاء فيهيل التراب علي الشعر والشعراء ويطعن في مواهبهم وجوائزهم، كما لو كان يتلذذ بهذا الفعل، وكالعادة يتحمل عادل إمام الوزر ويصبح مطالبا بتبرير المشاهد المختلف عليها، مؤكدا علي انتمائه للحركة الثقافية وإيمانه بالثوابت وكأنه هو الذي كتب وأخرج الفيلم، مشكلة الجمهور والنقاد علي حد سواء مع كل النجوم الكبار أنهما يسقطان عليهم جميع المساويء، فالنجم من وجهة نظرهم هو العمود الفقري للعمل الفني ومن ثم فهو مسؤول بالضرورة عن كل تفصيلة!
قد يكون ذلك صحيحا إلي حد ما لأن المفترض أن ما يقوم النجم بادائه طرح مسبقا للتداول والنقاش وجرت عليه تعديلات وإضافات وكان بوسع البطل أن يعيد النظر فيه قبل خروجه الي النور، ولكن يظل رغم التسليم بهذا وجود هامش حر يتحرك فيه كل من السيناريست والمخرج علي حريتهما، وهذه المساحة ستبقي موضع خلاف دائم بين الثلاثي الكاتب والمخرج والنجم.
مرجان أحمد مرجان نموذج لا يمكن التسليم بوجوده علي نفس الشاكلة، وإنما يمكن القول بأن هناك أشباها له من السماسرة والانتهازيين والراغبين في احتكار كل شيء، وهؤلاء يتم التعامل معهم ليس بوصفهم فوق مستوي القانون كما ورد في الفيلم، لأن الموافقة علي هذا المبدأ تعني خلو المجتمع كله من الشرفاء، إذ أن المساحة المتروكة للممارسة الديمقراطية داخل الأحداث لا تكفي لإثبات أن هناك من يقفون علي الجانب الآخر، خاصة أن شخصية ميرفت أمين د، جيهان برغم ما تملكه من صلابة لا تستطيع الصمود حتي النهاية، لكنها علي العكس تقبل الزواج من ذلك الرجل المنحرف التي تملك هي بنفسها أدلة إدانته، فيما يعني انهيار المثل الأعلي والمنظومة الأخلاقية برمتها، غير أن التعويل علي الثنائي بسمة حسن علياء ، شريف سلامة عُدي أبناء مرجان في مقاومة الفساد من الداخل لم يكن منطقيا، خاصة وأن علاقات صلة الدم والرحم، غالبا ما يكون لها أحكام أخري تتأثر بالقطع باعتبارات غريزية هي في الأصل خارجة عن إرادة الأبناء أنفسهم مهما كان لهم من تحفظات علي سلوك الأب أو الأم، وبالتالي فإن الإتكاء علي هذا المحور هو النقطة الأضعف في البناء الدرامي الذي شيده يوسف معاطي وحاول توظيفه المخرج علي إدريس في قالب كوميدي كي يضرب عصفورين بحجر واحد، يضمن للفيلم رصيده في شباك التذاكر وفي نفس الوقت يحافظ علي لياقته الفنية كمخرج أو بالأحري يحافظ علي هيبة عادل إمام كنجم النجوم تقف أفلامه فترة طويلة أمام منصة القضاء النقدي علي عكس بقية النجوم الآخرين الذين يتم تجاوزهم علي اعتبار أن تجاربهم لا تستأهل الاهتمام ولا ترقي لمستوي التقييم، يبقي أن نسجل برغم كل التحفظات والسقطات المعيبة في السيناريو أن هذه التجربة هي الأفضل إذا ما تمت مقارنتها بالتجارب السابقة فقد استطاع عادل إمام أن يداري عورات الفيلم بما امتلكه من قدرات خاصة لا شك تراكمت لديه بفعل الخبرة الطويلة وحضوره المعهود.
ومن هنا يمكننا القول بأن مرجان جاء في موعده ليجدد الثقة في النجم الذي تربع علي العرش لأكثر من ربع قرن.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024