اليونسكو: 774 مليوناً في خانة الأميين تزايد بوضوح عدد الأطفال الذين بدأوا، منذ عام ،2000 بالالتحاق بالتعليم الابتدائي. ولامس عدد الفتيات في المدارس مستويات لم يسبق أن سُجلت من قبل، في موازاة زيادة الإنفاق على التعليم وارتفاع حجم المساعدة المخصصة له. هذه هي الأنباء السارة التي تحملها الطبعة السادسة لتقرير “الرصد العالمي للتعليم للجميع” الذي صدر أمس الجمعة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”. وفي المقابل، فإن المستوى الرديء للتعليم، وارتفاع كلفته، ومراوحة مستويات أمية الكبار، تهدد كلها فرص تحقيق التعليم للجميع بحلول عام 2015. وأشار التقرير إلى ان 774 مليون شخص مازالوا أميين. وفي المناسبة قال مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا، “إننا نسير في الاتجاه الصحيح، لكن النظم التعليمية تواجه، بفعل توسعها، تحديات أكثر تعقيداً وتحديداً”. اضاف: “يصف التقرير الصادر بشأن التعليم للجميع هذه التحديات بوضوح، وهي: الوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفاً وحرماناً، وتحسين شروط التعلم، وزيادة المساعدة للتعليم”. وأشار نيكولاس بورنيت، مدير تقرير عام ،2008 الى ان تقييم اليونسكو يميل للايجابية بعد ان “بلغنا منتصف الطريق نحو عام ،2015 لكن ما زال أمامنا الكثير لنفعله في سعينا لبلوغ الأهداف بحلول موعدها المحدد. كما أن البلدان والمناطق التي كانت تواجه أكبر الصعوبات في تحقيق التعليم للجميع، قد أحرزت تقدماً بوتيرة أسرع بكثير من التسعينات”. ويظهر التقرير أن الالتحاق بالتعليم الابتدائي ارتفع بنسبة 36% في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبنسبة 22% في جنوب وغرب آسيا بين عامي 1999 و،2005 وقد عمدت حكومات 14 بلداً إلى إزالة الأقساط المدرسية في التعليم الابتدائي. أما على المستوى العالمي، فلقد انخفض بحدة عدد الأطفال غير المسجلين في المدرسة، من 96 إلى 72 مليوناً في عام 2005. وبين عامي 1999 و،2005 نجح 17 بلداً إضافياً في تحقيق المساواة بين الصبيان والفتيات في الالتحاق بالتعليم الابتدائي، ومن بين هذه البلدان غانا، والسنغال، وملاوي، وموريتانيا، وأوغندا، فيما حقق 19 بلداً المساواة بين الجنسين في التعليم الثانوي، بما يشمل بوليفيا، وبيرو، وفيتنام. وفي النتيجة، حُققت المساواة بين الجنسين في التعليم في 63% من البلدان في المرحلة الابتدائية، وفي 37% في المرحلة الثانوية في عام 2005. لكن على الرغم من هذا التحسن، فما زال الطريق طويلاً، إذ أظهر مؤشر تنمية التعليم للجميع، الذي جرى احتسابه ل129 بلداً، أن 25 بلداً ما زالت بعيدة عن تحقيق التعليم للجميع. كما أن ثلثي هذه البلدان واقعان في إفريقيا جنوب الصحراء. في الوقت نفسه، ما زالت الفتيات يشكلن نسبة 60% من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة في الدول العربية، و66% في آسيا الجنوبية والغربية. كما تظهر التقديرات، بالاستناد إلى الاتجاهات الحالية، أن هدف إزالة التفاوت بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي لن يُحقق بحلول عام 2015 في أكثر من 90 من أصل 172 بلداً. وما زالت التكاليف المدرسية تحدّ من إمكانية الانتفاع بالتعليم. فعلى الرغم من الأحكام الدستورية في غالبية البلدان التي تنص على ضمان التعليم الابتدائي المجاني، تواجه عائلات أغلب الأطفال في المدارس الابتدائية الحكومية أعباء مالية تمثل أحياناً ثلث دخل الأسرة. وأشار التقرير إلى أن 63% من التلاميذ اكملوا التعليم الابتدائي في 17 بلداً إفريقياً و80% في آسيا الجنوبية والغربية، وذكر أن العالم سيحتاج إلى 18 مليون معلم اضافي في المرحلة الابتدائية بحلول ،2015 وأشار إلى أن 50% من المعلمين في إفريقيا متعاقدون مؤقتا لسد النقص، وان المعلمين الاضعف رواتب مقارنة بنظرائهم في الوظائف الحكومية. ولاحظ التقرير ان 20% هي نسبة المشاركة والاستفادة من برامج ما قبل التعليم الاساسي في الدول العربية وإفريقيا جنوب الصحراء، و40% في آسيا الجنوبية والغربية. وأكد التقرير ان اهتمام الحكومات بالتعليم الابتدائي انعكس إهمالاً على تعليم الكبار، فمازال 774 مليون شخص في العالم يفتقرون للمهارات الاساسية في مجال محو الامية، وثلاثة ارباعهم يعيشون في 15 بلداً، وتمثل النساء نسبة 64% من الأميين. وانتقد التقرير ضعف التمويل الخارجي للتعليم الاساسي. وذكر ان معظم الدول التي حققت التعليم للجميع تقع في امريكا الشمالية وأوروبا اضافة الى الارجنتين وبروناي والبحرين والمكسيك وكوريا الجنوبية. وتتصدر النرويج القائمة تليها بريطانيا، سلوفينيا، السويد، كوريا، وايطاليا. *الخليج |