قرار انتخاب المحافظين لاغرو ان قرار انتخاب المحافظين قرار جريء وحكيم ويحسب في ميزان النظرة الفاحصة والعادلة في عماد ريادة وقيادة فخامة الأخ الرئيس والمؤتمر الشعبي العام من جهة، ويعد خطوة نوعية جديدة تتخذ على طريق التحقيق الفعلي لمبدأ اللامركزية في الإدارة من جهة ثانية، ولا يضيره في كثير او قليل كونه جاء في المبتدأ منطلقا من هيئات منتخبة في المحافظات والمديريات والدستور والقانون والبرنامج الانتخابي لفخامته ليس في أي منهم نص يتعارض مع خطوة انتخاب المحافظين المباركة. اذا اردنا ان نتلاقى ونتقارب ونتسامح ونتصالح مع انفسنا ومع واقعنا ونثبت الشراكة الوطنية بيننا في اليمن يلزمنا في السلطة والمعارضة ان نتمسك بقوة بالخيارات الوطنية والحضارية وان لا نتساهل مع أي طرف يحاول النيل منها وفي مقدمة هذه الخيارات تأتي قضية الوحدة الوطنية والديمقراطية والتعددية، وفي الأخذ بفكرة التنوع والاختلاف في الرؤى والمواقف. والبعد الكلي عن النظر في جهة واحدة في رحلة البحث والتعرف على سائر الوان واطياف حياة المجتمع. ان قضية انتخاب المحافظين هي قضية الساعة التي لا يجوز ان يختلف حولها اثنان من اهل السياسة والكياسة ان كنا حقا وصدقا ننشد تطبيق نظام حكم محلي واسع الصلاحيات في نهاية المطاف، وهي من وجهة نظر شخصية قد جاءت في وقتها وهي دليل اثبات ان فخامة الرئيس حقا اذا وعد وفى. هكذا يتجلى أمام أنظارنا ان السلطة والمؤتمر الشعبي العام يمضيان قدما وبرباطة جأش مع حركة التاريخ والتطور في مضمار اتخاذ إجراءات هادفة الى تأمين إحداث اصلاحات تدريجية في كافة مسارات الحكم المحلي المنشود. اننا نعتقد ان قيادات احزاب اللقاء المشترك راضية كل الرضى في قرارة أنفسهم عن خطوة انتخاب المحافظين ولكنها اتخذت ذلك الموقف الذي يتقاطع مع حركة التطور الطبيعي في الوطن والمسيء لمصلحة الشعب ان القيادة السياسية والمؤتمر الشعبي العام قد عقدا العزم على السير بثبات في طريق الوفاء مع المواطنين مهما كانت العوائق والعراقيل المصطنعة، ولن يستمعا في هذه القضية وأمثالها لقال وقيل المترددين في المضي في مسير التجديد والتحديث. ففي هذا المقام نجدها فرصة سانحة ان ندلي برأينا المتواضع حول ما نريده ونتمناه في المحافظ المنتخب من قبل الهيئات الشرعية في المحافظات والمديريات وذلك على النحو التالي: ـ نتطلع ان يكون المحافظ الجديد المنتخب من أهل الاخلاص والامانة بقضايا الوطن والشعب. ـ نترجى ان يكون نظيف اليد هاشا باشا في وجه من يقصده في شان من شؤون الحياة. ـ حبذا لو يكون من القادة الذين يسوون بين الغني والفقير في المجالس والمنازعات. ـ يستحب ان يكون من اهل العلم والخبرة في السياسة والاقتصاد والادارة والقانون. ـ ان يكون على اطلاع كامل بأحوال الناس في محافظته. ـ ان يكون مستوعبا ان خادما للشعب لا سيدا عليه كما يعتقد البعض. ـ ان يراعي مشاعر الناس وان يحترم عاداتهم وتقاليدهم غير الضارة بالمجتمع. ـ ان يكون قدوة في العمل واحترام واجبات الوظيفة العامة. ـ ان يكون لديه استعداد ونظر في المساعدة على اصلاح احوال الناس في محافظته. ـ ان يتمسك بالدستور والقانون والحق الظاهر في النظر في مظالم الناس. ـ ان يجعل كلمة القضاء هي الفاصلة والمسموعة في ما يعرض عليه من قضايا المواطنين. ـ ان يتعرف على خصوصيات المحافظة وناسها ويضع مقترحات للجهات المسؤولة عليه بالإجراءات والإصلاحات المطلوبة في حدود الإمكانيات المتوفرة التي يعلمها. ـ ان يواسي ويأسي بين الناس بقدر ما يستطيع حتى يكون اقرب الى عقولهم وعواطفهم في الأفراح والأتراح. يبدو لنا ان المحافظ من وجوه عديدة قائد سياسي وإداري ميداني وأب روحي للناس، وليس حاكما متسلطا متجبرا يذكر المواطن بحكام العهود البائدة بطاشا ونهاشا لأعراض وحقوق البسطاء من الناس. المحافظ المنتخب الجديد قائد جديد يمثل نموذجا حيا للمواطن المسؤول في دولة النظام والقانون التي ينشدها الوطن والشعب والقوى السياسية في الوقت الحاضر. المحافظ المنتخب الجديد انسان جديد يحترم ويحتكم للقانون ويلهم ويعلم من هم من حوله من الرجال والنساء كيف يجعلون النظام والقانون نقطة انطلاق في كافة مناشطهم الرسمية والشعبية، كما يجعلون من النظام والقانون في التقويم والتطوير مرجعا نهائيا. هذا مجرد حلم مواطن في دولة النظام والقانون التي يطمع في بنائها كل مواطن من موقعه في المجتمع في الوقت الراهن والإنسان عبر مسيرة تطوره قهر الكثير والكثير جدا من المستحيلات ويحق لنا ان نسمي الانسان أي انسان قاهر المستحيلات كثير من الدعاء بالتوفيق للمحافظ المنتخب الجديد. *عن السياسية |






















