عشرات القتلى في اشتباكات بمدينة الصدر تضاربت الأنباء حول عدد مسلحي جيش المهدي الذين سقطوا في الاشتباكات مع القوات الأميركية بمدينة الصدر ببغداد، التي وصفها التيار الصدري بأنها جريمة ترتكب ضد الإنسانية منتقدا سكوت الحكومة العراقية عليها. فقد أعلن الجيش الأميركي في بيان رسمي الثلاثاء أن 28 مسلحا من عناصر جيش المهدي الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر قتلوا في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، التي لا تزال تخضع لطوق أمني مشدد من قبل القوات العراقية والأميركية. وجاء في البيان الأميركي أن أربعة جنود أميركيين أصيبوا بجروح في الاشتباكات، وأوضح المتحدث باسم القوات الأميركية المقدم ستيف ستوفر أن قواته استخدمت صواريخ موجهة دمرت أربعة منازل وأوقعت عددا من الضحايا حسب ما أفاده شهود. وقال ستوفر إن الاشتباكات اندلعت في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء عندما تعرضت دورية أميركية لإطلاق نار أدى إلى إصابة أحد جنودها بجروح. ولفت إلى أنه لدى القيام بنقل الجندي الجريح، انفجر لغمان تحت آلية أميركية ثانية تعرضت لإطلاق نار كثيف مما يدل على أن الهجوم "كان منسقا" على حد تعبيره. وأضاف أن "الآلية أصيبت بأضرار كبيرة وجرح جنديان آخران، فنقل الجرحى الثلاثة إضافة إلى جريح آخر إلى موقع مجاور". وأشار إلى أن الصواريخ التي استخدمتها القوات الأميركية أصابت مسلحين كانوا يتحصنون في بعض المباني ويطلقون النار على تلك القوات. بيد أن شهود عيان أكدوا أن قصفا صاروخيا دمر أربعة منازل، ثم استهدف قصف آخر المكان نفسه الذي كان يعج بفرق إغاثة هرعت لانتشال المصابين من تحت الأنقاض. من جهتها ذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصادر أميركية وعراقية أن القوات الأميركية قتلت 34 من عناصر جيش المهدي في اشتباكات بمدينة الصدر. ونسبت الوكالة إلى أطباء بمستشفيين في حي مدينة الصدر قولهم إنهم تسلموا 21 جثة وإنهم يقومون بعلاج 62 جريحا بينهم نساء وأطفال. وفي حال تم التأكد من صحة هذه الأرقام، تكون القوات الأميركية قتلت 79 مسلحا منذ تصاعد المواجهات مساء الأحد الماضي حين استغل مسلحون عواصف ترابية ليشنوا هجمات على مواقع أميركية وعراقية، رغم دعوة مقتدى الصدر يوم الجمعة إلى الالتزام بهدنة سبق أن هدد بالتخلي عنها إذا لم توقف الحكومة عملياتها ضد أنصاره. التيار الصدري من جانبه وصف الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري في مدينة النجف ما يحصل في مدينة الصدر بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، وقال إن سكوت الحكومة العراقية عليها غير مقبول، في حين أكد نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح أن حكومة نوري المالكي ستواصل حربها ضد المليشيات. ودعا صالح في مقابلة صحفية الحكومة العراقية إلى التمييز بين كتلة حركة الصدر وما يطلق عليه "الجماعات الخاصة التي يقول الجيش الأميركي إنها عناصر منشقة عن جيش المهدي تدعمها إيران. وطالب قياديي التيار الصدري بتمييز أنفسهم وأنصارهم عن "العناصر الفاسدة التي تحاول خطف حركتهم واستخدامها غطاء لبرنامجهم الخبيث" حسب تعبيره. ونفى صالح اتهامات التيار الصدري للمالكي بأنه يلاحق الزعيم مقتدى الصدر مشيرا إلى أن الحكومة العراقية تعمل على تطبيق القانون الذي يحصر السلاح في أجهزة الدولة ويرفض مشاركة أي حركة سياسية لديها مليشيات مسلحة في الانتخابات. |