هوامش على دفتر المشترك ..! ربما تدرك قيادات أحزاب المشترك – قبل غيرها – أن تكتلها المضطرب لا يستحق شرف المشاركة في الخطوة الأولى " التأسيسية " لحكم محلي واسع الصلاحيات ، ولذلك أعلنت المقاطعة ودعت - ولا تزال تدعو - أعضاءها في المجالس المحلية إلى عدم المشاركة ، والأمر أصبح بين أيدي أعضاء المجالس المحلية من المنتمين لأحزاب المشترك, والذين سيحدد كل واحد منهم استحقاق نيل هذا الشرف العظيم من عدمه بما سيتخذ من موقف يوم الـ(17) من مايو 2008م . ومع سابق العلم بأن أحزاب المشترك تمتلك فرصة الفوز بمنصب محافظ واحد من المحافظين الـ(21) على اعتبار أنها تمتلك أغلبية الهيئة الناخبة في محافظة الضالع, وقد تحصد أكثر من ذلك إذا ما دخلت المنافسة بعقلية منفتحة تستفيد من معطيات العملية ومفردات ما يُعتمل ، لكن قيادات المشترك – على ما يبدو – ليست على قدر من الثقة بنفسها وبقدرتها على تحقيق التوافق فيما بينها على منح المنصب المضمون لأي من أحزاب" الكوكتيل" وهذا أحد الاحتمالات الواردة بقوة ، بل إنه الاحتمال الأكثر تداولاً في أوساط السياسيين, بمن في ذلك أعضاء في أحزاب المشترك ذاتها . والحال " في الضالع تحديداً " يحتاج إلى قراءة خاصة إذا ما افترضنا أسوأ الاحتمالات " أي في حال التزام أعضاء المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات بدعوة قيادات المشترك لمقاطعة الانتخابات " على الرغم من أن معظم المؤشرات تؤكد غير ذلك على الأقل حتى هذه اللحظة . وفي جميع الأحوال فإن دعوة قيادات المشترك – باعتبارها دعوة لتعطيل انتخابات المحافظين – تستهدف محافظة الضالع بشكل مباشر، كونها تعني- بصريح العبارة - الدعوة لإبقاء محافظة الضالع بدون محافظ منتخب ... ، وبذلك تعزز قيادات المشترك من مساعيها لتعطيل أداء المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات، من خلال أغلبيتها في هذه المجالس ، مع أهمية الإشارة إلى أن كثيرين من أعضاء المجالس المحلية من المحسوبين على أحزاب المشترك بالضالع كثيراً ما تجاوزوا التوجيهات الحزبية وعملوا بما تملي عليهم مسئولياتهم القانونية والوطنية كأعضاء في المجالس المحلية ، ومن المرجح أن يحدث مثل هذا التجاوز الحزبي لصالح المحافظة والمديريات والمواطنين والتجربة . وأياً كانت النتائج فإن أبناء محافظة الضالع – الذين يجيدون قراءة المواقف السياسية أكثر من غيرهم – أصبحوا على علم بموقف المشترك من انتخابات المحافظين ، ويستطيعون قراءة هذا الموقف وأبعاده وانعكاساته عليهم وعلى محافظتهم بالدرجة الأولى . وبالمناسبة ليست المرة الأولى التي تحاول فيها قيادات المشترك أن تهرب من واقعها" المهزوم المأزوم" إلى طريق يتجه بها نحو هزائم أخرى مستقبلية. ولعل آخر شاهد على هذه الحقيقة ما فعلته عقب الانتخابات الرئاسية والمحلية " سبتمبر 2006م " والتي حققت فيها نتيجة أكثر من معقولة، وبدلاً من أن تنطلق باتجاه تعزيز تلك النتيجة، أعلنت الويل والثبور ، واستنفرت وسائلها الإعلامية لاتهام الناخبين بالمتاجرة بأصواتهم ، واتهام اللجان الانتخابية التي تمتلك من قوامها ما يزيد عن (40%) بتزوير النتائج ، فضلاً عن سقوطها المدوي في تبرير أعمال التخريب والإرهاب والفوضى ( من صعدة إلى ردفان ).. وأخطر من هذا كله خطاب اليأس والقنوط الذي توجهه إلى جماهير الشعب عبر وسائلها الإعلامية المختلفة. هامش أخير: بدأت وسائل إعلام اللقاء المشترك تسِوق لجمهور المتابعين تصريحات وتعليقات لقيادات سياسية وصحافيين، مفادها أن المؤتمر الشعبي العام " الحاكم " ينافس نفسه في انتخابات المحافظين .. وتلك حقيقة لا تعيب المؤتمر ولا تنتقص من مكانته وقوة حضوره ، وإذا كان المؤتمريون - اليوم - يتنافسون فيما بينهم على مستوى أطرهم التنظيمية للحصول على ترشيح حزبي لمنصب المحافظ ، فليس في ذلك إلا دليل على الديمقراطية الحقيقية التي تُمارس داخل هذا التنظيم الرائد ، أما إذا وجدنا المؤتمريين - يوم الـ(17) من مايو- يتنافسون على منصب المحافظ في أية محافظة دون أن نجد إلى جوارهم منافس من القوى السياسية الأخرى، فلن يكون ذلك إلا دليل جديد على أن المؤتمريين وحدهم حاضرون على الساحة بقوة وثقة واقتدار ، وما عداهم مجرد فقاعات لا تجرؤ على الحضور أو المنافسة ، وكلًُّ يضع نفسه حيث يشاء . |























