انقسام عربي حيال أزمة لبنان نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين عرب قولهم إن الأجواء التي سادت اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد في القاهرة لا تبعث على التفاؤل بإمكانية نجاح مهمة الوفد العربي، مشيرة إلى ازدياد حدة الانقسام بين دول عربية مؤيدة للموالاة وتلك الداعمة للمعارضة. وذكرت الوكالة أن الاتصالات الدبلوماسية لا تزال جارية لإعداد الترتيبات اللوجستية لزيارة الوفد إلى بيروت التي تم تأجيلها إلى يوم الأربعاء وسط أجواء من التشاؤم بإمكانية نجاح الوفد في مهمته. فقد أشار دبلوماسيون شاركوا في اجتماعات الوزراء العرب إلى أن الاجتماع بدأ بمناقشة مشروع قرار مقتضب يتضمن اقتراحا قطريا بتشكيل الوفد الوزاري العربي ويعرب عن "الانزعاج" من تطورات الوضع في لبنان من دون أي إشارة مباشرة أو ضمنية إلى مسؤولية أي طرف لبناني عما يجري. ولكن بعد مناقشات ساخنة، تقدمت مصر مدعومة من ست دول عربية هي السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن ولبنان، بمشروع قرار آخر يبقي على الاقتراح القطري ولكنه يحتوي على إدانة ضمنية لحزب الله، وفق المصادر ذاتها. ورغم أن بعض التعديلات أدخلت على صياغة المشروع المصري لإلغاء عبارات كانت تتضمن "ترحيبا" بالقرارات الأخيرة لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلا أنه تم تمريره في النهاية. وأوضح الدبلوماسيون أن مصر والسعودية لا تبديان حماسا كبيرا للوساطة القطرية في الأزمة اللبنانية خصوصا أن فكرة تشكيل وفد وزاري تعد تبنيا لاقتراح تقدم به قطب المعارضة اللبنانية رئيس مجلس النواب نبيه بري. من جهة أخرى، أفاد مسؤولون قبارصة الاثنين بأن السفير السعودي عبد العزيز خوجة وصل مع عائلته إلى قبرص بحرا قادما من بيروت. وقال المصدر نفسه إن السفير السعودي وصل الاثنين على متن قارب سريع من لبنان إلى ميناء لارنكا في جنوب الجزيرة، وتمت مواكبته مباشرة نحو مطار لارنكا. وأشار المسؤولون إلى أن عددا من اليخوت الخاصة والقوارب السريعة نقلت حوالي 200 شخص فروا من أعمال العنف في لبنان إلى قبرص خلال الأيام الأخيرة. جدير بالذكر أن القوارب السريعة واليخوت التي تتسع لحوالي 10 أشخاص تستغرق رحلتها من بيروت إلى لارنكا بين خمس إلى ست ساعات فقط. *وكالات |