دعوة لمراجعة خطط حماية الخرطوم دعا الفريق المتقاعد عثمان بلية، عضو مجلس تشريعي الخرطوم إلى ضرورة مراجعة القوات التي تحمي العاصمة من حيث الكفاءة والواجبات وغيرها لضمان عدم تجدد الأحداث التي وقعت مؤخرا، في اشارة الى هجوم متمردي حركة العدل والمساواة على اطراف ام درمان، وراى أنه ليس من المنطق أن تدخل قوات مدججة بعربات وسلاح هائل إلى غرب العاصمة من دون أن تتصدى لها في الطريق أية جهة، وأضاف بلية في جلسة للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم أن القدر قد يعمي البصر إلا أنه من العيب أن تدخل مثل تلك القوات من دون أن تجد من يعلم عنها شيئا، فيما توعد زعيم المتمردين الخرطوم بالدخول في محادثات سلام بحلول نهاية العام وإلا واجهت حرباً شاملة. وكان القيادي العسكري رئيس تحرير صحيفة “القوات المسلحة” العقيد محمد العجب قد تساءل عن سبب المشكلة، وهل هو “غياب المعلومة أم غياب القرار؟”، وتساءل: كيف تتسلل قوات بهذا الحجم والتسليح والعتاد إلى أم درمان؟ وما هي الحكمة من قتال هذه القوات داخل الأرض الحيوية في المدينة؟ وما الذي يمنع من التصدي لها غرب أم درمان قبل دخولها المدينة؟ كل تساؤلات العجب هذه لم تجد الإجابة من المسؤولين الرسميين بالرغم من الاقتراحات اللاحقة للعقيد العجب. فقد واصل المسؤولون في الحكومة تبريراتهم حول كيفية دخول هذه القوات وكلها متضاربة، ففي الوقت الذي قال فيه احمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان إنه لولا استدراج القوات إلى أم درمان ومن ثم ضربها داخل المدينة، ما كنا حققنا كل هذا الكسب السياسي الكبير. وبالرغم من أن والي الخرطوم قد ذكر قبل يومين أن المعلومات كانت متوفرة قبل دخول القوات إلى أم درمان بوقت كاف، إلا أن سلاح الطيران عجز عن إيجاد تلك القوات التي استخدمت تمويهات عسكرية عالية للتخفي. من جانبه واصل وزير الدفاع الوطني عبد الرحيم محمد حسين التبريرات المتعلقة بدخول الغزاة إلى أم درمان دون أن تتعرف إليهم القوات، فقد أكد أن حركة العدل والمساواة تلقت دعما فنيا من قوى دولية لم يسمّها.اضاف في حديث اذاعي إن الحركة كانت ترمي الى احتلال الخرطوم وليس التخريب حسب الوثائق التي ضبطت وأكد متابعة ومراقبة القوات المسلحة لكل تحركات الحركة منذ دخولها، رغم ان الحدود المشتركة مع تشاد التي تسلل منها المتمردون تبلغ 1350 كلم، وجدد التاكيد على ملاحقة رئيس المتمردين خليل ابراهيم واخيه جبريل. وفيما يخص الدعم الذي تلقته الحركة من قوى اقليمية ودولية اوضح الوزير أن الحكومة تنوي مواجهة تلك الجهات عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة. الى جانب ذلك جرح “19” مواطناً اثر انفجار في معرض الفداء الذي تقيمه القوات المسلحة في ميدان الخليفة بأم درمان لعرض الغنائم التي اخذتها من المتمردين. وانفجرت دانة أثناء شرح احد الجنود محتوياتها وتفاصيلها للجمهور داخل المعرض. وأخلت قوات الأمن المعرض من المواطنين وتم تطويق مكان الانفجار بسياج امني، وبعد احتواء الموقف سمح للزوار بالدخول للمعرض بعد مضي حوالي الساعة وفي مستشفى ام درمان اكد المدير الطبي الدكتور عثمان الزبير أن “19” جريحاً وصلوا إلى المستشفى. وقال زعيم متمردي العدل والمساواة خليل ابراهيم ل “رويترز” امس: “ينبغي لنا ان نضع حداً لمعاناة شعبنا في دارفور خلال هذا العام إما بالحرب وإما بالتوصل من خلال التفاوض الى حل سياسي، سنفعل ما ستقبله الحكومة من هذين الامرين”. وقال ابراهيم “لن يكون هناك سلام في الخرطوم ما دام لا يوجد سلام في الاقاليم المهمشة في دارفور” محذرا من انه سيهاجم العاصمة مرة اخرى اذا اختارت الحكومة الحرب بدلاً من المحادثات”. وأضاف “نحن ابناء امة واحدة، لا يمكن ان ينعم بعضنا بالسلام في الخرطوم بينما يموت الآخرون. إما أن نكون جميعا في حرب او جميعا في سلام”. وقال ابراهيم انه ينبغي على مبعوثي المنظمتين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يان الياسون وسالم احمد سالم ان يستقيلا. وقال “ينبغي تغيير هذين الرجلين وتعيين فريق وساطة جاد حريص على احلال السلام، المجتمع الدولي فشل في ايجاد حل، فلم يترك لنا خيار سوى خوض الحرب”. |