السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:40 ص - آخر تحديث: 02:03 ص (03: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة

صراع الحضارات ولعبة الأقوياء :

المؤتمرنت- بقلم: هشام سعيد شمسان -
حوار الحضارات، أم صراع الرعب النووي (الجزء الأول)
في العام 1992م أصدر الفيلسوف، والمفكر الأمريكي المشهور "فوكوياما" كتابه "نهاية التاريخ" والذي من خلاله يعلن موت التاريخ، بانهيار الشيوعية، وانهزام المعسكر الشرقي،وبالتالي انتهاء الحرب الباردة بين أكبر قطبين نوويين متضادين، وخروج أمريكا منتصرة في هذه الحرب؛ الأمر الذي هيأها لأن تتسلم زمام قيادة العالم- شاء ذلك أم أبى- لكن ماذا بعد نهاية التاريخ، وما البديل للتاريخية المقبورة؟
بعد ذلك بعام واحد فقط يفاجئنا كاتب أمريكي –يهودي الأصل- آخر هو "صامويل هانتيجتون" – محاضر العلوم السياسية بجامعة "هارفارد"- بمقاله المثير "صراع الحضارات" وكأنه بهذه الدراسة يضع كتابه "نهاية التاريخ" نصب عينيه، ويقترح البديل لموت التاريخ الفوكايامي.
الدراسة أثارت الجدل آنذاك بين أوساط غربَّيه، وعربيَّة، وصدرت أعداد خاصة من المجلات العربية في هذا الصدد. وما زال المقال مثيراً للجدل حتى الآن بين محاور ثقافية عّدة؛ كون المقال يُعد أول دراسة أمريكية تضع الإسلام كمحور رئيس في مواجهةٍ حتميةٍ مع الغرب، وكعدو أول بعد انهيار الغول الشيوعي.وبالرغم من ظهور كتابات سابقة تحدس بالصراع المستقبلي بين الإسلام، والغرب لكُتَّاب غربيين نحو "آلان توران" إلاَّ أن ما يميز دراسة صامويل هو بشاعة الرؤية، فأضحت بمثابة النبوءة- الوحي- من خلال إثارتها لشجون العامة، والساسة الغربيين، لاسيما وأنَّ الدراسة تضع الخطوط الزمنية لهذا الخطر القادم، ممثلة بالعقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين، ثم لا يكتفي بهذا التحديد العام، وإنما يصل بحدسه، وتوقعاته إلى بعض الأعوام التفصيلية لهذين العقدين. إنه مثلاً –يحدد العام 2010م ليكون عاماً لهجوم نووي من قبل بعض القوى الإسلامية "المتطرفة" على إحدى الدول الغربية "الكبرى". وعلى إثر هذا الهجوم يتنبأ الكاتب بقيام حرب عالمية ثالثة،المسلمون فيها هم العدو الأول، والأخطر.
ويأتي هجوم الحادي عشر في سبتمبر، ليعَّمق، ويعِّزز من مفهوم الصراع الحضاري، بتمثل أمريكا لعدوّ وحيد وغاشم هو "الإسلام السياسي"، الأمر الذي دفع أمريكا لشن حربها الشعواء ضد الإسلام، والمسلمين، ابتداءً بأفغانستان، وانتهاءً بالعراق، والتدخل السافر في الأيديولوجية التربوية للبلدان العربية، والإسلامية، والتهديدات المتوالية لبعض الدول العربية، والإسلامية، والتهديدات المتوالية لبعض الدول كسوريا، وإيران، وغيرهما، وباتت الوسائل الإعلامية الغربية لاهم لها سوى ابتكار النعوت المختلفة عن الإسلام، والإسلاميين، لافرق بين اعتدال، وتطرف، وهو ما يعزز قناعتنا بأن مفهوم الغرب للصراع الحضاري لا يزيد عن كونه صراعاً بين ديانتين: الإسلام، والغرب المسيحي. وما فلتة "البوش" عن الحرب الصليبية- التي كررها للمرة الثانية قبل أسابيع – إلاّ دليل مطلقٌ على ذلك، ثم تعميم مصطلحات على كل ما هو إسلامي محض من قبيل "الإسلامفوبيا" وترويجها من قبل الإعلام الغربي – بما في ذلك حركات المقاومة، والتحرر التاثرة على الظلم، والاستكبار، والقائمة على إيدلوجية الإسلام، فصارت حركات جهادية نحو "حماس،"حزب الله" جماعات إرهابية في نظر الغول الأمريكي، الأمر الذي هيأ للدولة العبرية أنْ تقوم بعمليات ذبح جماعية، ومجازر يومية على مرأى، ومسمع من العالم.
وإذا كان سحق افغانستان، والعراق هما أولا كبثين تحذريريين على هذا المسار، فإن القادم أنكأ أيها السادة.

الحوار، أم الصدام:
فهل مازال العرب، والمسلمون اليوم متمسكين بالاستمرار بما يسمى بـ"حوار الثقافات، والحضارات" المزعوم، في ظل وضع انهزامي، وانسحابي مرير كهذا؟ وما شروط هذا الحوار الذي يتهافت عليه كثير من ساسة، ومثقفي العرب اليوم، ويتهالكون بغباء إلى دعوة لا يدركون بأنها خاضعة للعبة الأقوى: علمياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وصناعياً، وتقنياً. ثم ألم نتساءل بدءً: هل سيكون الحوار بين أديان: إسلام مسيحية، يهودية، بوذية...الخ، أم بين دوائر حضارية جغرافياً: الحضارة الإسلامية، الحضارة الغربية، الصينية، الهندوسية، اليابانية، الكورية...الخ.
فإذا كان الحوار بين دوائر جغرافية (حضارية)، فلا نظن بأن الغرب بحاجة إلى حوار يجمعه بحضارات نحو الصينية، الهندوسية، اليابانية –مثلاً- لاتفاقه سلفاً- مع معظمها (ثقافياً)- فالصين – مثلاً- وإن كانت تشكل خطراً على أمريكا تحديداً ؛ فإن هذا الخطر هو من صنع أمريكا ذاتها، بسببٍ من اختلاف الأيدلوجية (شيوعية- رأسمالية)، إلاّ أنها مع ذلك – لاتشكل نفس الخطر على أوروبا. وليس العرب، والمسلمون بنفس التفوق العسكري الصيني –مثلاً- حتى يُخاف منهم لأنهم الطرف الأضعف، والمهزوم الذي يرجو رضا الغرب عنه – على كافة الأحوال- وعلى مستوى الأديان، فلا تظن بأنَّ ثمة خلافاً بين الغرب، وبقية الحضارات (عدا الإسلام) بسببٍ من سطحية تلك الأديان الآن، وتلاقيها –جميعاً- في عناصر فلسفية متشابهة، ناهيك عن كونها معزولة عن الواقع المعاصر. ويبقى الإسلام هو القوة الروحية، والمادية، التي لا يمكن عزلها عن الواقع، أو حصرها في المساجد، والبيوت، وحسب، وإنما يتعدى أثرها إلى السلوك، والمعاملة، والتشريع القانوني، لأنه –أي الإسلام- نظام حياة متكامل – وهو الأمر الذي يقض المضجع الغربي،والأمريكي – على وجه الخصوص- ذلك أنه الدين الوحيد الذي لازال يثير الشجون التاريخية لديهم، وعلى ذلك التاريخ المفزع – يتكئ حوار الحضارات، والثقافات" المرتجى بين الغرب، والإسلام- خصوصاً- وتبني هذا الحوار من قبل مفكرينا، ومتثقفينا في الوطن العربي، والإسلامي – على نحو حماسي- يعوزه الرؤية الواقعية لما يدور حولنا. فهل تساءل مفكرونا –الأعراب- مثلاً- لماذا يشترط الغرب- في هذا الحوار- أن يكون المحاورن هم من حداثي الوطن العربي، والإسلامي، ومنظري العلمانية، ودعاة التطبيع الثقافي مع العالم، وبعيداً عن ذلك هلاَّ نتساءل: كيف يمكن لنا أن نقيم حواراً مع الآخر، "والسلاح الغربي مازال يستعرض عضلاته في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، ومازالت بلدان أخرى تنتظر دورها" وماهي عّدة المسلمين اليوم للدخول في هذا الحوار اللاَّمتكافئ، وهم الذين يفتقرون إلى أبسط المقومات وهي "المشروع الثقافي الواحد"..








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024