السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 07:01 ص - آخر تحديث: 02:03 ص (03: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة

صراع الحضارات، ولعبة الأقوياء:

المؤتمر نت-هشام سعيد شمسان -
حوار الحضارات أم حوار الرعب النووي (الجزء الثاني)
الحداثة، والإسلام الحضاري
عندما حاولت أن استقرئ مواقف بعض مثفينا حول دعوة "الحوار بين الثقافات، والحضارات" وجدت أن نسبة كبيرة منهم إنما ينطلقون إلى هذه الدعوة من باب ما يسمى بـ"الإسلام الحضاري"، وهو مصطلح براق، ومثير، كما نرى- ولكنه خادع في كثير من تنظيراته التفسيرية، التي تأخذ بحداثة الـ(غير) التي تقسم الإسلام إلى دلالتين متغايرتين: حداثي معتدل، وآخر أصولي متطرف.
فالأول هو الإسلام الِعبَادي المعزول عن الواقع الحياتي، وهو إسلام مهادن، ومرن، وقابل للتكيف، والاندماج الثقافي مع الآخر، ويتعاطى مع الحداثة بانفتاح، وعدم تحفظ، إلاَّ في حدود معينة، وهو المقصود بـ"الإسلام الحضاري"، وأما الآخر فهو "الإسلام السياسي": إسلام مقاوم، وتأثر ضد الظلم، والاستكبار العالمي، وهو إسلام لا يجلب إلا المتاعب، ولا بد من تحويره، وتعديله، وإلغاء مقوماته حتى نتعايش مع الآخر بأمن، وسلام. ونحو هذا التقييم الثنائي للإسلام، وهرولة كثير من المثقفين باتجاهه، نكون قد أسدينا للغرب أكبر خدمة، ونجح بامتياز، وهو يعمق فينا، ووسائل إعلامنا مفاهيم، ومصطلحات من نحو" الأصوليَّة، والسلفية، والتشدد، والتطرف، والإرهاب، والإسلام الحضاري، والإسلام السياسي. كما استطاع بنجاح –كبير- أن يفرز مثقفين أعراباً لترويج، وتعميق نحو هذه المصطلحات، بالتنظير لها، وإخراجها مفسرة، ومشروحة من خلال كتب، ومقالات تنطلق من الإسلام وإلى المسلمين، حتى صارت نحو هذه المصطلحات ضرورة حداثية، لا نعي ما وراءها، بدليل أنها تطبع في المسلمين مزيداً من الهزائم، والانتكاسات، والاختلافات، وبدلاً من توجيه طاقاتنا باتجاه عدو واحد، فإننا نبددها في محاربة عدو من أنفسنا؛ فكيف لنا بحوار مع الآخر (الغربي)، ونحن نصنع أعداءً لنا من الداخل، هم الأولى بالحوار، لإدراكنا العميق بأن حوارنا مع (الآخر)، إنما يتم وفق مفهوم "العصا، والتلميذ" وهو حوار يستظل تحت عالم متحكم، ومستبد، يقتل، وينشرد، ويغتصب، ويغير الأنظمة، ويعتدي على السيادات، ويستعمر الأضعف: فكراً، واقتصاداً، وثقافة، وبلداناً، وعليه يجب أن نعي من هو المستهدف سواء بالصراع، أو الحوار.

الصراع الحضاري، والإسلام
إذا تمعنا- منطلقين من التاريخ بوجه عام – سنجد بأن الصراع الحضاري كان هو المفهوم المسيطر عبر الأزمنة، والأمثلة كثيرة: ماضياً، وحاضراً، ثم ما سيأتي.
ويقوم الصراع- عادة بين متكافئين في القوة المادية، أو الثقافية، أو هما معاً. وقد يقوم الصراع بين متناقضين: (الضعف، والقوة) لهدف تأمين الضعيف نفسه من سطوة القوي، أو إخضاع القوي للضعيف لهدف السيطرة على مقدراته، أو كبح جماح طموحاته، وفي كلا الحالات يكون عاملاً: الخوف، والأمن هما مبرر الصراع. ويتخذ الصراع أشكالاً عَّدة منها: التغليب القهري بالحروب، محاولة إخضاع بالسيطرة الثقافية، والإذلال الإرهابي عن بعد: بالتأديب تارة للأضعف، والتهديد تارة أخرى، والاحتلال الاستيطاني، ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة، والصراع الاقتصادي، والتكنولوجي. وأعلى أنواع الصراع في العصر الحديث هو الصراع النووي، ثم ما يترتب على هذا الصراع من ردود انعكاسية. سواء تأتت من الطرف الأضعف، أو الطرف المكافئ، سعياً وراء الأمن، أو تخفيف حدة الشعور بالانهزامية، والوهن.
وإذا ما جئنا إلى "الإسلام"- بالنظر إليه كقوة، روحية، ومادية –معاً- سنجده يؤمن بمبدئية الصراع القائم على التقابلات (الحق، الباطل)، (الخير، الشر)، (التحرر، التسلط)، (القوة، الوهن)، (الظلم، العدل)، (الإباء، الإذلال)، (العلم، الأمية)،(الروح، المادة).. الخ. أما لفظ القتال، أو الجهاد- الذي يعد أحد أشكال الصراع الحضاري في الإسلام، فهو لا يأتي في سياق استبدادي، وسلطوي، تحكمي، بهدف الإذلال، والتسلط على الرقاب، أو "ترويض المقهورين على القهر" – كما هو لدى أمريكا الآن –مثلاً- وإنما يجيء في سياق تحرري، وخلاصي، وبنائي، هدفه زرع الكرامة محل الخضوع، والذل، وبسط الخير مكان الشر. وإقامة العدل في منطقة الظلم.
ويعد الحوار في الإسلام، أول شكل من أشكال الصراع الأدبي، وهو محدد بمنطق "التدافع" البشري، والحضاري. ويتخذ الحوار –في الإسلام- أنماطاً كثيرة أهمها: الجدال، والتثاقف، والتناظر، وإبرام الاتفاقيات الدولية، والمعاهدات.. الخ. وهو يأتي –أي الحوار- في رتبة أُولى من رتب الصراع، يليه القتال، كرتبة تالية؛ حيث تأتي بعد استنفاد وسائل الصراع الحواري (الثقافي)، واستنزافه باللاجدوى.
فمتى ما كان الحوار خاضعاً لشروط الأقوى، وثقافته، من خلال آليات انهزامية، وقهرية محددة، فإن الحوار يضحى عبثاً، ولعبة في نظر الإسلام –كما هو الحال الآن مع الطرح الذي يدعو إلى حوار تحدده فلسفة العولمة، ومصطلح "الإسلاموفوبيا"، والعصا الأمريكي، والتلميذ العربي –تحديداً.

هامش:
في ندوة حوار الثقافات والحضارات الذي عقد قبل أيام في صنعاء فشل المتحاورون في تحديد مفهوم لمعنى الإرهاب.. لأنَّ الآخر هو من أراد صياغته، وفق منطق لعبة الأقوياء، وعندما رفضه الطرف المنكسر، استحال النقاش إلى صراع ثقافي ينقصه الحوار المتكافئ.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024