المؤتمرنت - قبل سنوات قليلة كان الإعلان عن رؤية هلال العيد كفيلا في بعض الأحيان بانهيار شبكة الهاتف الجوال لتسابق المهنئين إلى تبادل اتصالات ورسائل التهنئة مع المقربين منهم، لكن ثورة مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات تبادل الرسائل جعلت ذلك شيئا من الماضي، إذ أصبحت تلك المواقع والتطبيقات الوسيلة الأكثر تداولا لدى الكثيرين في تلك المناسبات.

فقد شهدت وسائل تبادل التهاني بالمناسبات على تنوعها انتقالا كبيرا خلال العقد الأخير بين بطاقات المعايدة الكرتونية إلى تلك الإلكترونية ثم إلى رسائل الهاتف الجوال التي ما لبثت أن هجرت كسابقاتها.

فالزمان الذي كانت المعايدات فيه تتم عبر بطاقات كرتونية قد تغير، وأصبحت التهاني تنتقل عبر ومضات إلكترونية تجول التطبيقات المتنوعة لشبكة الإنترنت.

وبرامج المراسلات المجانية مثل واتس أب وكيك وفايبر تنتشر بين مستخدمي الجوال بسرعة متزايدة، لدرجة أثرت فيها على أرباح شركات الاتصالات التي كانت تجنيها من الرسائل النصية القصيرة.

فقد قدرت شركة "إنفورما" للأبحاث معدل عدد الرسائل التي أرسلت عبر التطبيقات المجانية العام الماضي بنحو 19 مليار رسالة يوميا، مقارنة بحوالي 17.6 مليار رسالة نصية قصيرة SMS يوميا. وقدرت الشركة أن يصل هذه الرسائل المرسلة عبر تطبيقات التراسل إلى 42 مليار في اليوم الواحد.

فهذه التطبيقات أصبحت الوسيلة المفضلة لتبادل التهاني أو التواصل العادي بسبب ما توفره من مرونة في التعامل مثل إنشاء مجموعات تجنب المستخدم التواصل مع كل فرد على حدة، وإرسال مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية والصور المتحركة.

مواقع التواصل الاجتماعي التي غزت عالم الإنترنت وسيطرت على العدد الأكبر من مستخدمي الشبكة العالمية أصبحت بدورها وسيلة أساسية لتبادل التهاني في المناسبات والأعياد.

فموقع فيسبوك، الذي تجاوز عدد مستخدميه أكثر مليار مشترك، أصبح عالما مستقلا، يعتمد من هم موجودون فيه على ما يقدمه من مزايا للتواصل بينهم بما في ذلك برنامج تبادل الرسائل Facebook Messenger، وما يقدمه من تطبيقات لإرسال بطاقات المعايدة.

كما أن برنامج "فيسبوك ماسنجر" وما يقدمه من مزايا للتواصل تشمل حتى الاتصالات الهاتفية المجانية في أميركا وبعض دول أوروبا أصبح بديلا لوسائط الاتصال التقليدية، إضافة لبرامج أخرى مثل سكايب وفايبر.

ولا يقتصر الأمر في فيسبوك على تبادل الرسائل بشكل تقليدي، بل يمكن لمستخدم معايدة من يريد تهنئته عبر الكتابة على جداره في فيسبوك بكل بساطة. وعلاوة على ذلك يقدم الموقع تطبيقات مطورة من قبل شركات مختلفة تتيح لأعضاء الموقع تبادل التهاني الإلكترونية.

أما في موقع تويتر الذي زاد عدد مستخدميه النشطين على 200 مليون، فيكفي المستخدم تغريدة يهنئ بها متابعيه الذين بإمكانهم الرد على تغريدته بشكل مباشر.

سكاي نيوز عربية