المؤتمر نت - فيما جدد متطرفون يهود تهديداتهم بهدم المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة في القدس المحتلة امس, عاتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الصحافيين الذين تجمعوا في مقره "لانشغالهم بأزمة الحكومة" عما يجري في "القدس التي تحترق". واستنكر شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي تهديدات الجماعات المتطرفة في اسرائيل بهدم المسجد الاقصى, وقال ان مثل هذه التهديدات "غير متصورة لا عقلاً وشرعاً ولا ديناً أو خلقاً". كما حذرت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي من اعتداء اسرائيلي على "الاقصى" بقصد تدميره, واعتبرتا ان "الأمر بالغ الخطورة وستنتج عنه عواقب لا تحمد عقباها".
وجاء "عتاب" عرفات هذا للصحافيين في بداية مؤتمر صحافي عقده مع رئيس حكومته احمد قريع (ابو علاء) الذي اعلن عدوله عن استقالته بعدما تعهد الرئيس عرفات منحه كامل الصلاحيات التي يتيحها له القانون الاساسي (الدستور), بما في ذلك السيطرة الكاملة على اجهزة الامن الداخلي الفلسطيني التي تضم الشرطة والدفاع المدني والامن الوقائي. وقال "ابو علاء" ان عرفات "سيتوجه بخطاب الى الشعب الفلسطيني والعالم كله حول الظروف الراهنة وكيفية الخروج من هذا الوضع".

وتجنب "ابو علاء" الافصاح عن تفاصيل الاتفاق مع الرئيس الفلسطيني بشان الصلاحيات الامنية وقال: "لسنا في معرض المساومة مع الرئيس على الصلاحيات. هناك صلاحيات نمتلكها... لكل صلاحياته وهي ليست قضية تنازع صلاحيات على الاطلاق".

وقالت عضو المجلس التشريعي الدكتورة حنان عشراوي التي شاركت في الاجتماع بصفتها عضوا في اللجنة البرلمانية الخاصة التي شكلت لمتابعة قرارات المجلس وتوصياته مع الرئيس ان عرفات اصدر تعليماته بتحريك كل ملفات الفساد واقرار قرارات المجلس التشريعي بما في ذلك "وثيقة الاصلاح" التي اعدها المجلس قبل نحو عامين.

من جهة اخرى, (ا ف ب) صرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس في بودابست بأنه يريد "اعمالاً لا اقتراحات" في اصلاح الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال باول في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة المجرية, المحطة الاولى من جولة له في اوروبا والشرق الاوسط: "نحتاج الى اعمال لا الى مقترحات او تعهدات", وطالب بـ "تمتين الاجهزة الامنية بقيادة رئيس الوزراء", مضيفا "لم نر ذلك يتحقق بعد".

وفي القدس المحتلة, ألزمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الآلاف من السكان الفلسطينيين امس البقاء في منازلهم وأرغمتهم على اغلاق محالهم التجارية ومدارسهم ومؤسساتهم, فيما أغلقت بوابات اسوار المدينة القديمة لتسمح لعشرات الآلاف من اليهود بأداء طقوس دينية لمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل" الذي يصادف التاسع من آب (حسب التقويم العبري).

وبلغ التوتر في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة مستوى عالياً امس في ظل الوجود المكثف لليهود فيها من جهة, ووصول آلاف المصلين المسلمين والشخصيات الدينية من داخل الخط الاخضر الى هناك لأداء الصلاة من جهة أخرى, استجابةً لدعوة من "مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الاسلامية" التي طالبت بـ"شد الرحال" الى المسجد وحمايته من تهديدات المتطرفين اليهود.

وكان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي تساحي هنغبي كشف ان متطرفين يهود يخططون لهجمات على الحرم القدسي, فيما عددت تقارير استخبارية سيناريوات معدّة لذلك ومن ضمنها استخدام طائرة مفخخة من دون طيار او يقودها انتحاري لتفجر فوق المصلين داخل الحرم وفي محيطه.

ومنعت الشرطة الاسرائيلية دخول اليهود امس الى ساحات الحرم القدسي بينما سار متطرفون من جماعة "امناء الهيكل" المتطرفة بجوار "الحائط المبكى" وهم يحملون نموذجاً مجسماً لـ "الهيكل اليهودي" مطالبين بالدخول الى "جبل الهيكل", اي الحرم القدسي.