المؤتمر نت - قال فلكيون انهم اكتشفوا طريقة لقياس الكون باستخدام نوع ما من "المسطرة الكونية" . وتوصل العلماء الى أن الكون مسطح وبه موجات متناهية الصغر بدأت كتباينات دقيقة جدا في الإشعاع الذي تخلف عن "الانفجار الكبير" الذي يعتقد كثير من علماء الكون أنه أدى الى نشأة الكون.
وقال دانييل ايزنشتاين وهو عالم فلك بجامعة أريزونا الأمريكية ان الكون الوليد كان في الواقع يحدث صوتا أثناء انخفاض حرارته بعد الانفجار الهائل قبل 13.7 مليار عام وأن تلك الموجات الصوتية هي التي أنتجت الموجات متناهية الصغر. وقال ايزنشتاين للصحفيين في اجتماع للجمعية الفلكية الأمريكية ان الطريقة التي تناثرت بها المجرات في الفضاء تتطابق الان مع الموجات الصوتية في العصور الأولى لنشأة الكون. وقال ريتشارد ايليس من المراصد البصرية بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "الشيء الأكثر إثارة في رأيي هو أن الاثر الذي خلفته هذه الذبذبات في توزيع المجرات... ربما يكون مفيدا جدا كمسطرة كونية" . وكان علماء الفلك خمنوا أن المسافة الفاصلة بين هذه الموجات الصغيرة الأساسية مرتبطة بالطريقة التي تتوزع بها المجرات في الكون لكن لم تكن لديهم معرفة يقينية. والعلاقة الآن أكثر وضوحا ويمكن استخدام المساحة الفاصلة بين الموجات الصغيرة كأداة لقياس الكون. وعمل باحثون من الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا في فريقين لتحديد هذه العلاقة التي أظهرت أن المجرات تميل لان تتشكل في مجموعات تبعد كل منها عن الأخرى حوالي 500 مليون سنة ضوئية تقريبا وهي المسافة نفسها التي جرى التنبوء بها باستخدام الموجات الصغيرة لموجة الصوت في السنوات الأولى لنشأة الكون. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في العام وهي حوالي عشرة تريليونات كيلومتر. وقال ايزنشتاين ان العلماء كانوا قد وضعوا تصورا نظريا للكون كشيء مسطح وليس كرة مستديرة أو شيء له شكل ورقة نصف مطوية. ويثبت البحث الحالي صحة التصور الذي وضعه العلماء. ومن شأن إثبات أن الكون مسطح أن يدعم نظرية تمدد الكون المفترضة على نطاق واسع كما يدعم فكرة أن الكون تطور في سلسلة من الانفجارات. وتدعم نظرية الكون المسطح أيضا فكرة أن المادة العادية وهي كل شيء على الأرض يمكن رؤيته والإحساس به ومعرفته تشكل جزءا صغيرا من الكون. وبقية الكون مادة معتمة وطاقة معتمة وغامضة.
وتطلب اكتشاف المسطرة الكونية فريقين من العلماء لرسم خريطة لأكثر من 250 ألف مجرة. وشكل أحد الفريقين من علماء فلك يعملون في مشروع سلون للمسح الرقمي للفضاء الذي يستهدف رسم خريطة لربع الفضاء. والفريق الآخر جزء من مجموعة من علماء الفلك يعملون في مرصد بريطاني استرالي في مشروع للمسح الميداني لإحدى المجرات.