طوكيو / المؤتمر نت/ د.مروان ذمرين - في قمة تألق صناعة أشباه الموصلات اليابانية في أواخر الثمانينات من القرن الماضي احتلت الشركات اليابانية مثل NCE وتوشيبا وهيتاشي المراتب الثلاث الأولى على صعيد سوق أشباه الموصلات حيث بلغ نصيب المنتجات اليابانية أكثر من نصف الإنتاج العالمي.
كانت المنتج الرئيسي في تلك الفترة عبارة عن رقائق الذاكرة المعروفة باسم (Dram أو (Dynamic Random access memory ذاكرة الوصول العشوائية الديناميكية هذه الرقائق استخدمت كإحدى مكونات الذواكر لتخزين كم هائل من المعلومات.
التقنيات المتقدمة التي استخدمت في إنتاج هذه الرقائق في اليابان أدت إلى سيطرة السوق اليابانية لفترة من الزمن قبل أن تخسر السوق اليابانية لصالح أسواق آسيوية مثل كوريا و الصين وتايوان في بداية التسعينات من القرن الماضي نظراً للمنافسة القوية ورخص الأسعار في هذه الدول.
أوضحت المؤشرات الاقتصادية في عام 2003 أن سوق أشباه الموصلات اليابانية بدأت تسترد عافيتها حيث أوضحت هذه الإحصائيات أن حصة اليابان بلغت حوالي 42 مليار دولار متفوقة على نظيرتها الأمريكية حوالي 36 مليار دولار للمر ة الأولى منذ حوالي عشرة أعوام أيضاً ..
وأوضحت هذه الإحصائيات أن نسبة النمو وصلت إلى 27% مقارنة بـ 17% للمتوسط العالمي.
إضافة إلى ذلك فإن الاستثمارات اليابانية في قطاع أشباه الموصلات كانت الأعلى سنتين متتاليتين حوالي 9 مليار دولار في 2003 و 11 مليار دولار في 2004.
والسؤال المطروح الآن هو ما الذي أعاد هذه الصناعة إلى أوج مجدها من جديد ؟
للإجابة على هذا السؤال نتطرق في البداية إلى ماضي صناعة أشباه الموصلات حيث أن 30-40% من منتجات أشباه الموصلات استخدمت حصرا في إنتاج الكمبيوترات ولكن في فترة السنوات السبع الماضية ظل سوق الكمبيوترات يتقدم بنفس الثباتية بحصة إجمالية قدرها 200 مليار دولار وذلك نظراً لرخص الأسعار وازدياد الطلب على الصعيد الآخر كان هنالك نمواً مشهوداً في قطاعات أخرى مثل الهواتف المحمولة والأدوات الالكترونية المنزلية مثل أجهزة شراء وتسجيل الأقراص المضغوطة المرئية DVD والتلفزيونات المسطحة هذه القطاعات الجديدة من المتوقع لها النمو لتصل إلى أكثر من 220 مليار دولار.
ويتطلب هذا النمو الغير اعتيادي تغيراً في صناعة أشباه الموصلات التي تركز أكثر على الحواسب الشخصية ليتم التركيز على قطاعات أخرى مثل الهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية.
أشباه الموصلات التي شكلت اللب الأساسي لصناعة الإلكترونيات الرقمية LSI: large-sale integration، والتي تتحدي على العديد من أشباه الموصلات المختلفة مجتمعة في رقيقة واحدة مثلا في أجهزة قراءة الأقراص المضغوطة المرئية تقوم رقيقة LSI واحدة بقراءة الإشارات الرقمية من هذه الأقراص .
الفرق الرئيسي بين رقائق LSI ورقائق DRAM هو قدرة الأولى على إنتاج رقائق إلكترونية تبعاً لاحتياجات أو متطلبات خاصة حيث يتم إنتاجها هندسياً لتلبي طلبات معينة من شركات خاصة.
إحدى الشركات الرائدة في إنتاج هذه الرقائق LSI تدعى ريسانس Renesas Technology تكنولوجي.
هذه الشركة كانت وليدة اندماج قطاعات أِباه الموصلات في شركتي هيتاشي وميتسوبيشي اليكترك وتحتل المرتبة الأولى في السوق اليابانية والخامسة عالمياً جنباً إلى جنب مع توشيبا في سوق المبيعات.
وكنتيجة للتحول في سوق أشباه الموصلات من سوق الحاسبات الشخصية إلى سوق الأجهزة الأخرى فإن شركات يابانية أخرى مثل ريساس حولت إنتاجها إلى هذه القطاعات الجديدة المبنية على أساس الأجهزة إلكترونية المنزلية وأجهزة التحكم بقيادة وأداء محركات السيارات والهواتف المحمولة لتعيد اليابان مرة أخرى إلى قمة صناعة أِباه الموصلات عالمياً.