المؤتمرنت - القدس العربي - شهد العراق يوما دمويا امس في بداية عامه السادس تحت الاحتلال الامريكي، مما اسفر عن مقتل نحو 54 بينهم اثنا عشر جنديا بهجوم علي مركز للجيش في الموصل وضابط كبير، بينما تعرضت المنطقة الخضراء المحصنة لوابل من الصواريخ وقذائف الهاون ما اعتبره مراقبون انتكاسة في الوضع الامني تنقض ادعاءات الحكومة وادارة بوش بحدوث تحسن امني.
وشوهد عمود ضخم من الدخان الاسود الكثيف يتصاعد من أحد اجزاء المنطقة الخضراء الواقعة في وسط بغداد والتي تضم البرلمان العراقي ووزارات حكومية كثيرة بالاضافة الي السفارة الامريكية وبعثات دبلوماسية اخري، رافضا ذكر حجم الخسائر مؤكد ان بناية حكومية تعرضت الي تدمير جزئي واحتراق عجلات رباعية الدفع. وفيما تكتمت السلطات العراقية علي نتائج القصف اكدت السفارة الامريكية ان عددا من هذه القذائف سقط في محيطها ولكن دون خسائر او اضرار تذكر.
ويأتي تجدد القصف للمنطقة الخضراء متزامنا مع انذار وجهه مدير مكتب الشهيد الصدر بمدينة الشعلة ببغداد مازن الساعدي الي الحكومة يطالب فيه بوقف حملات المداهمة والاعتقالات التي تطال قيادات التيار الصدري واطلاق سراح معتقليه خلال 24 ساعة والا فان علي الحكومة والقوات الامريكية انتظار رد متعدد الخيارات من بينها العصيان المدني .
وطالب الساعدي في بيان الحكومة العراقية بـ تقديم اعتذار رسمي عما وصفه بتجاوزاتها بحق التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر المتواري عن الانظار منذ اشهر والذي اتخذ مؤخرا قرارا بتجميد جيش المهدي الذي يتزعمه ستة اشهر أخري.
وفي بغداد، اعلن مصدر في وزارة الداخلية ان مسلحين مجهولين يستقلون ثلاث سيارات اطلقوا النار علي تجمع لمدنيين في سوق شعبي في حي سعيدة الواقع في منطقة الزعفرانية (جنوب) ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص علي الاقل واصابة 16 اخرين بجروح . وقتل خمسة اشخاص واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد، بحسب مصدر في وزارة الداخلية.
علي صعيد اخر قال الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق إن البعث قد تبني خيار المقاومة المسلحة منهاجا لتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي البغيض، وإلحاق الهزيمة بالمحتلين وأذنابهم وعملائهم ممن يشاركون في العملية السياسية الاستخباراتية الشوهاء وبالتالي فأنه يلتقي مع كل القوي والأحزاب والتيارات والشخصيات المناهضة والمقاومة للاحتلال، فكرا وعملا وتحالفا دون الحاجة الي جلسات مصالحة ومصافحة تشكل فعلا دعائيا عديم الجدوي .
وأضاف الدكتور ابو محمد الناطق الرسمي للبعث في تصريح أدلي به امس ردا علي تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الاخيرة خلال بمؤتمر المصالحة الذي عقد في بغداد وسط مقاطعة من معظم الكتل النيابية والمعارضة إن البعث الرسالي، شرف الأمة وعنوانها العالي، يعد العملية السياسية الجارية في ظل الاحتلال باطلة من جميع الوجوه، وان التعامل معها مرفوض، فلا لقاء ولا حوار ولا مصالحة مع من ارتضي لنفسه أن يكون عميلا للأجنبي، وعمل علي تدمير العراق وتفتيت وحدة شعبه، وزرع البذور الطائفية والعنصرية، وحول العراق إلي بؤرة يرتع فيها الجواسيس واللصوص والقتلة .
وان كل ما نتج من الاحتلال وعمليته السياسية، من دستور وقوانين وأنظمة وقرارات، باطلة، وسترمي بها المقاومة العراقية الباسلة وبمن سنها وشرعها واقرها إلي مزبلة التاريخ.
وشدد الدكتور ابو محمد علي أن كل مواطن غيور علي وطنه حريص علي بله ودينه وقوميته، يربأ بنفسه عن أن يصافح يدا تلطخت بدماء أبناء العراق البررة، وانتهكت كل القيم والمبادئ والأخلاق وارتكبت أبشع جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء شعبه .
وأشار الناطق الرسمي باسم البعث إن أولئك الذين زينت لهم عقولهم المريضة وأفكارهم التي تجاوزها الزمن أن يتحالفوا مع قوي الشر والظلام والعدوان، ويمارسون القتل والتدمير، ويؤمنون بالطائفية والعنصرية، ويرتضون العمالة، لن يجدوا من البعث العظيم إلا الثبات علي الموقف المبدئي ويأنف ويستنكر، بل ويرفض الدخول في أي عمل سياسي في ظل الاحتلال وعلي وفق املاءاته، وانه حريص ومعه كل الأحرار والشرفاء والوطنيون، علي تحرير العراق مهما طالت المنازلة، وبلغت التضحيات وعندها سيقف الشعب بالمرصاد لكل الخونة والعملاء ويجعلهم يدفعون ثمن خيانتهم وعمالتهم وما ارتكبت أيديهم من فعل شنيع ضد الوطن والشعب .
واختتم الدكتور أبو محمد تصريحه بالقول إن البعث إذ يجدد دعوته إلي كل من اشتط به المسار وخرج عن جادة الصواب وطريق الحق، إلي مراجعة موقفه وإعلان توبته والتمسك بحقوق الوطن وثوابت التحرير والعودة إلي الصف الوطني المناهض والمقاوم للاحتلال وعمليته السياسية البغيضة.
وان المصالحة الحقيقية والجادة التي يؤمن بها البعث ويعمل من اجلها مع القوي الوطنية والفصائل المجاهدة والمقاومة للاحتلال، هي تلك المصالحة التي تجري بين جميع العراقيين بعد تحرير العراق تحريرا كاملا وشاملا وعميقا طبقا لتمسكهم بحقوق العراق المعلنة في برنامج التحرير والاستقلال والبيان التأسيسي للقيادة العليا للجهاد والتحرير.