المؤتمرنت - وكالات - اعترفت روسيا الاتحادية الثلاثاء باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، في خطوة تشكل مزيداً من التحدي للدول الغربية وحلف شمال الأطلسي وتزيد التوتر في منطقة القوقاز.

وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الثلاثاء إنه وقع على أمر تعترف فيه بلاده باستقلال إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، اللذين أعلنا في وقت سابق انفصالهما عن جمهورية جورجيا.

وقال الرئيس الروسي: "هذا ليس خيار سهل، ولكنه يمثل الفرصة الوحيدة لحماية أرواح الناس"، ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ الخطوة ذاتها، والاعتراف باستقلال الإقليمين.

وفي مقابلة مع CNN قال الرئيس ميدفيديف إن روسيا ستقدم "الدعم اللازم" لكل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، في حال تعرضهما لـ"أي اعتداء"، وأضاف أن بلاده ستساهم في "ضمان أمن هاتين الدولتين."

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه كلف وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ببدء محادثات مع المسؤولين في كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، بشأن إقامة علاقات دبلوماسية معهما.

تأتي خطوة الرئيس الروسي هذه بعد يوم على إعلان البرلمان الروسي، بمجلسيه الاتحادي والدوما، موافقته على الاعتراف باستقلال الإقليمين.

الغرب يرفض القرار الروسي ويؤكد دعمه لوحدة جورجيا

وقد توالت ردود فعل "غاضبة" من جانب الغرب على القرار الروسي، حيث وصفت الخارجية الأمريكية القرار بأنه "مخالف للشرعية الدولية"، بينما دعت لندن إلى تشكيل "تحالف دولي" لمواجهة روسيا.

ففي رام الله بالضفة الغربية، حيث تجري وزيرة الخارجية الأمريكية محادثات مع المسؤولين في السلطة الفلسطينية، قالت رايس: "إن قرار روسيا يدعو للأسف"، وأضافت أن روسيا أقدمت باعترافها باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، على "مخالفة قرارات مجلس الأمن الدولي."
من جانبه، دعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، إلى تشكيل "تحالف دولي" لمواجهة ما وصفه بـ"عدوان روسيا في جورجيا"، وفقاً لبيان صدر عن الخارجية البريطانية الثلاثاء.

كما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن ميليباند قوله: "سأجري اليوم محادثات مع شركائي الدوليين، وسنزور أوكرانيا الأربعاء، لضمان تشكيل أوسع تحالف لمواجهة عدوان روسيا في جورجيا."

ووصف وزير الخارجية البريطاني قرار روسيا بالاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا بأنه "غير مبرر"، و"غير مقبول"، معتبراً أنه "يزيد من حدة التوتر في المنطقة."

إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إريك شوفاليه، أن اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية "قرار مؤسف"، وقال في تصريحات للصحفيين في باريس: "نعتبر أنه قرار مؤسف، ونذكر بتمسكنا بوحدة أراضي جورجيا."

وكذلك، فقد انتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ياب دي هوب شيفر، قرار الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وفقاً لبيان صدر عن الحزب الثلاثاء.

وقال شيفر في البيان إن ذلك القرار يمثل "خرق مباشر لعدد من قرارات مجلس الأمن الدولي، القاضية باحترام وحدة أراضي جورجيا، والتي أيدتها روسيا نفسها."

البرلمان الروسي يصوت لصالح استقلال أوسيتيا وأبخازيا

وكان المشرعون الروس قد طلبوا من الرئيس ميدفيديف الاثنين، بالاعتراف باستقلال كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، بعدما صوت أعضاء البرلمان على قرار يتضمن الاعتراف باستقلال الإقليمين كدولتين مستقلتين.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية الرسمية عن رئيس أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكيتي، قوله: "نحن لدينا أرضية قانونية - سياسية أكثر من كوسوفو للاعتراف باستقلالنا، وعندما أقول 'نحن' أعني بذلك أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا."

وكان الرئيس الجورجي قد وصف خطوة الدوما الروسي بالاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الاثنين، بأنها "تبرير للاحتلال" الذي تفرضه القوات الروسية التي مازالت موجودة على بعض الأراضي الجورجية.


من جانبه قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين إنه "قلق للغاية" لتصويت البرلمان الروسي، وحث موسكو على عدم الاعتراف باستقلال الإقليمين، وشدد على وحدة الأراضي الجورجية.

وكانت القوات الروسية قد توغلت في أراضي جورجيا إثر هجوم شنته القوات الجورجية على الانفصالين الموالين لموسكو، في "أوسيتيا الجنوبية" في السابع من الشهر الجاري، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة وغزو روسي لجورجيا.