المؤتمر نت - الحياة - تؤشر الروبوتات إلى العام 2004 بحجر أبيض في طريق تطورها المتسارع, فبعد ان سبقت الانسان في الهبوط على سطح المريخ, وصلت أخيراً الى تقليد البشر في أقدم مسابقة رياضية عرفها الانسان, الأولمبياد. اذ ينطلق غداً ولمدة يومين في مدينة سان فرانسيسكو (ولاية كاليفورنيا الأميركية) أولمبياد الروبوت الأول في التاريخ. وتشارك فيه 11 دولة هي: استراليا وبلجيكا وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وسلوفينيا واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا. ويلاحظ غياب ايران التي سبق ان فازت في إحدى مباريات كأس العالم لكرة قدم الروبوت "روبوكاب".

"روبولمبيكس", هو اسم الدورة التي يشارك فيها 414 انساناً آلياً و547 مهندساً يحركونها, تتوزع على 173 فريقاً, وتخوض المنافسات في 34 مسابقة رياضية.

ولعل أبرز ما يميز "روبولمبيكس" ان منافساتها تتسم بروح الهواية, بعدما غيبتها المصالح الكبرى للدول الغنية والشركات الضخمة في أولمبياد البشر... فهي مناسبة لاجتماع هواة "الروبوت" من أنحاء الدنيا, ولا تتجاوز قيمة أكبر جوائزها 3400 دولار, باستثناء مسابقة كرة القدم التي لم تحدد قيمة جوائزها المالية حتى الآن, وينتظر ان تكون أكبر من هذا المبلغ.

وستكون الروبوتات المتبارية "مختلطة", بمعنى انها ستضم خليطاً من الآلات المستقلة, اي تلك التي تعمل وتفكر وحدها خلال المباريات, وكذلك التي تدار من بعد بواسطة الريموت كونترول او الهاتف الخلوي, إضافة الى التي تنتجها شركات أمثال "ايبو" من توشيبا و"اسيمو" من هوندا و"كيريو" من سوني وغيرها, والآلات التي يصنعها الهواة في البيوت والمدارس الثانوية والجامعات. ويعتبر غياب المقاييس الدقيقة في أولمبياد "الروبوت" من مؤشرات الهواية الرياضية. وللتذكير, فإن الأولمبياد الأول, الذي استضافته أثينا العام 1896 شهد "خليطاً" مشابهاً, ولم تكن معايير المشاركة فيه صارمة.

وتشمل لائحة المسابقات الآلية مسابقتين لكرة القدم: واحدة للروبوتات التي تتحرك على اطارات, والثانية لتلك التي تسير على قدمين, ومصارعة السومو بأوزان تراوح ما بين 25 غراماً و3 كيلوغرامات, ومسابقات مفتوحة في اطفاء النيران, والمشي المتعرج عبر ممرات متشابكة, والمشي السريع, وتسلق الحبال, والمصارعة الحرة لاوزان تراوح بين نصف كيلوغرام و 155 كيلوغراماً, وغيرها.

ويبقى السؤال: هل سيأتي اليوم الذي تستقل فيه هذه الآلات عن صانعيها من البشر؟ وفي أي حال, ان نقاط تطور الروبوت في هذا العام كثيرة: روبوتان سبقا البشر الى المريخ, وواحد قاد الاوركسترا في عزف احدى سمفونيات بيتهوفن, وعزف آخر على الساكسوفون... ألا تدعو هذه الامور الى معاودة التفكير في أبعاد العلاقة التي تربط البشر مع الروبوت؟