الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 04:29 م - آخر تحديث: 04:16 م (16: 01) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
المقالح ، و(فئران) اعلام المشترك



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


المقالح ، و(فئران) اعلام المشترك

الأحد, 02-أكتوبر-2011
هشام سعيد شمسان - ليس من العيب – في العرف الأدبي – أن نوظف نصاً شعرياً، أو شواهدَ من نص ما، في سياق واقعي ما، لندعم من خلال ذلك رؤيا، أو محمولاً معرفياً ما ، قد يكون سياسياً، أو اجتماعياً، أو ثقافياً، أو حتى نفسياً، ما دام هذا التوظيف الإبداعي له ما يطابقه خارج النص، أو يشابهه في الواقع العام، دونما تعدِّ على الحقوق الشعرية التي تتعلق بالنص، وطريقة صياغته ومرجعيته الزمنية، وما يتعلق ببصمة الكاتب النفسية، وظروف نشأة النص.

ولكن المعيب – حقاً – هو أن نعمد إلى اختطاف قصيدة ، بكل محمولاتها التاريخية ، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية ونقوم بإعادة إنتاجها، وتدويرها: تاريخاً، وسياقاً، ومضموناً، ومعنى، لنعيد تحريكها وفق رؤية فردية، واستبدادية لا علاقة لها بحالة النص العامة.

وهذا ما حدث لنص عمره أكثر من أربعين عاماً، حين أجاز إعلام المشترك – لا سيما إعلام الإصلاح - لنفسه أن يختطف قصيدة الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح " إلى فار" وعمد إلى إلباسها ثوباً مرقعاً، مدعياً أنها – أي القصيدة – آخر إبداعات ، وكتابات الشاعر الكبير.
والأدهى القبيح، والمعيب معاً في حق شاعرنا أن قُدِّم لها بالقول: " فاجأ الشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح الساحة الثقافية اليمنية بنشر قصيدة هاجم فيها قاتلي الأطفال ، وعشاق الحروب في إشارة لما تشهده البلاد من أحداث مؤسفة.. "موقع الصحوة نت".
القصيدة المشار إليها هي إحدى نصوص الديوان الثاني للدكتور عبدالعزيزالمقالح " مأرب يتكلم" والصادر – لأول مرة – عن الدار الحديثة للطباعة والنشر، تعز عام 1971م.
وفي القصيدة التي عنونها الشاعر بـ"إلى فأر.." يفتتح المقالح النص بهذا المقطع:
"ذهبت مثلما أتيت ملعون المساءِ
والنهارْ
أيامك الطوال عارْ
وعهدك القصير عارْ
أكبر منك نملةٌ
ريشة على جدارْ
أشهر منك
يا أمسنا القبيح
يا فأرنا القبيح
يا قاتل الأطفال
يا مهدم الحياة والديار ( مارب يتكلم 1971).

إعلام المشترك – للأسف – قام بمحاولة يائسة لقرظ النص وابتساره بكثير من الجهل الأدبي، مستغلاً الحدث النصي، والشبهة المعنوية، وراح يوظف ذلك في سياق راهني جديد، لا علاقة له بالصورة الكلية التي تتحدث عن بنائيات ما بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وكُرّس، رمز الفأر – في النص للإشارة إلى محمولات الطغيان ، والظلم التي يُمارسها إمام أشبه بفار يفرض مستقبل الشعب، وأحلامه في الحياة، والحرية.

وإذا كنا نجيز توظيف بعض النصوص الشعرية – كما أسلفنا – لعلائق تتشابه، أو تتطابق في الواقع الحسي، كما في نص " أبو تمام وعروبة اليوم" – مثلاً - للشاعر عبدالله البردوني، فلأن مفردات السياق النصي تبدو – هناك – متلاحمة ، ومتواشجة مع الواقع العربي العام، بهزائمه وانكساراته المتلاحقة ولكن هذا التوظيف لا يجيز لنا – مثلاً – أن نقول " - القصيدة – أنها آخر كتابات الشاعر" أو نقوم بتحوير بعض الأبيات لتتواءم مع الواقع، بإسقاط بيت فأكثر، أو إجراء تعديل لفظي ما ، لأن ذلك يعدُّ تدليساً أدبياً، وإفكاً بيناً، على الطريقة التي أجازها إعلام "الصحوة نت"، وهو يعيد تفصيل القصيدة على مقاس أزمة حزبه الراهنة ، حيث جرّد النص من تاريخيته، وظروف نشأته حين أدعى أن النص من الأعمال الأخيرة للشاعر، ثم في تركيبه وفق ظرف آني، وواقعِ لا وجود له ، إلا في المخيال "الثورجي" لأحزاب المشترك، حين اختصر النص في أشطر متنقاه من هنا وهناك، دونما مراعاة لخصوصية الشاعر، وبصمته النفسية، والأفكار الجزئية التي شكلت علائقية النص بالواقع الخارجي وحدثيته العامة ، ناهيك عن الإساءة المقصودة، والفارطة لشخص الشاعر ، وإنجازه الأدبي الفاره النقاء.

الجديد في الأمر أننا اكتشفنا أن إعلام "الصحوة نت" خاصة، وإعلام المشترك عامة يتعامل مع الخبر الصحفي والنص الشعري وفق معيارية متطابقة؛ فحيث يجوز له إنتاج خبر ملفق، جاز له كذلك اختطاف نص شعري موثق واللعب بحقوله السياقية كيفما يشاء لإنتاج حقول معرفية جديدة تتوافق مع اشتغالاته وأزمته النفسية الفادحة.

ومن هنا أطالب اتحاد الأدباء ، والكتاب اليمنيين بإدانة كل من يحاول الزج بالإبداع إلى حقل الشبهة؛ سعياً لغايات مريضة، ورخيصة لا تخدم إلا شُذاذها.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024