الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:47 ص - آخر تحديث: 12:34 ص (34: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
فنتازيا اليدومي



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


فنتازيا اليدومي

الثلاثاء, 18-سبتمبر-2012
عبدالرحمن مراد - يبدو أن الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤتمر وما صاحبها من حضور نوعي والتفاف جماهيري قد تركت أثراً نفسياً مدمراً للأخوة في التجمع اليمني للإصلاح وجناحه القبلي، فكانت ردود الأفعال متوالية لإثبات الوجود بدءاً من المسيرة الاستفزازية المطالبة برفع الحصانة عن الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر- والتي قال منظموها إنها سوف تتوجه الى بيت الزعيم في شارع حدة وتوالت أمثالها،

الأمر الذي أجبر المؤتمر على دعوة أعضائه الى السبعين فكان الحضور أيضاً باعثاً جديداً لكوامن نفسية مبنية على تصورات خاطئة في قراءة الواقع وتموجاته، كما تجلى ذلك بوضوح من خلال الظهور الإعلامي لليدومي على قناة «الجزيرة» حيث تحدث بلغة الأنظمة الثورية التي تشكل وعيه تحت بوارق سيوفها في النصف الاخير للقرن الماضي ويبدو أن وهم التمكين قد أخذه الى مربعات تذكرنا بذات المربعات التاريخية التي صاحبت حركة الاخوان منذ نشأتها فلم يكن حظها من التمكين الا حظ الظمآن من السراب، فالذي يحدث الآن من قبل الاخوان كالذي حدث منهم في 1945م مع الخديوي وكالذي حدث في ثورة يوليو 1953م، فاليدومي في حديثه لـ«الجزيرة» وضع نفسه في مربعات الفنتازيا التي تنسج الواقع وفق تصورها الذي يتناقض مع الواقع تناقضاً كلياً، فالواقع الذي تفاعل معه اليدومي في 2011م لم تكن نتائجه هي ذات نتائج الواقع الذي تفاعل معه، فالمقدمات لن تكون هي النتائج، والذي يبني قناعاته وتصوراته على المقدمات بالضرورة يستغرق في الخطأ ويقع فيه، لذلك فالقول إيحاءً إن الإصلاح يحكم سيطرته على العاصمة بناءً على نقاط الفرقة المنتشرة في أكثر من مكان وبمباركة اللجنة العسكرية وبتعزيز المجاميع المسلحة في الأحياء والحارات.. قول باطل لانه تجاوز حالات الفرز لأزمة 2011م وتجاوز نتائجها التي كان من أهمها الحركة الحوثية كقوة مضادة والقوى الليبرالية والحراك الجنوبي، فالحالة الثورية لم تنتج الاصلاح حتى يتحدث بلغة الحاكم بأمره، ويتجاوز الشروط الموضوعية للحالة السياسية الى التباهي بالقول:
إن علي عبدالله صالح أثبتت الثورة أنه كان كرتاً في يد الاصلاح، فتأريخ الاصلاح السياسي لا يمكنه تبرير هذا المذهب من القول بل أثبت انقلاب الحركة الاخوانية على الحلفاء التأريخيين، ولو تمكنوا من علي عبدالله صالح لفعلوا معه كما فعلوا مع السادات لكن ذكاء الرجل مكّنه من الرقص على رؤوسهم طوال مدة حكمه، فكانوا كرتاً ولم يكن.. وتأسيساً على ما سبق فوهم السيطرة على صنعاء لن يلغي وجود الآخر الذي تنامى تحت مناخ الأزمة وجعل حظ الاصلاح والفرقة مثل حظ بقية القوى أو أدنى.

ولن يكون حظ ذلك الآخر من طرفي المعادلة الخمول كما هو في بيانات الحزب الاشتراكي من حركة التقاسم والفيد للمناصب بل حظ الحالة التفاعلية القادرة على الوصول الى حالة كيميائية جديدة تشترط نتائجها نسب تفاعل المقدمات، ولو قال اليدومي إن الحزب الاشتراكي أصبح كرتاً في يده لكان قوله أقرب للواقع وأنه لا يستطيع السيطرة على صنعاء، وتحالفه معه تحالف استراتيجي يحضر في الملمات ويغيب عند الغنيمة، حينها تكون فنتازيا اليدومي قد حاولت الاقتراب من الحقيقة ولو بقدر ما تمليه الضرورة السياسية الذي ظهرت على لسان اليدومي في حادث تبرير الاغتيال الذي تعرض له أمين عام الاشتراكي.

فالجندي الجائفي (الذي استلم مكافأة على فعله) لم يكن فعله الا تصرفاً أهوج، ولو كان تابعاً لبقايا النظام أو محسوباً على الحرس الجمهوري لتباكى وأخرج المسيرات المنددة، لكنه قد يجيز لنفسه ما يحرمه على غيره..
ويتضح هذا الازدواج في الموقف بشكل أكثر وضوحاً في موقفه من موضوع الإساءة للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- فالقضية لديه لا تتجاوز نزوات فردية وهي لا تمثل الحكومة الامريكية ولا الشعب الامريكي ويبدي اليدومي رغبته في زيارة امريكا لو وجهت له دعوة وبأي مستوى يحددونه هم، وتعامل إعلام التجمع والمحسوب عليه مع موضوع الإساءة الى الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- بحذر شديد وحاول التنديد بالمشاعر الغاضبة التي اقتحمت السفارة الامريكية بصنعاء وصبّ جام غضبه على «الحوثيين وبقايا النظام» وأظنه انزاح الى مربعات متقدمة حين هرب من تصريحات الزنداني ومن المتأثرين بها من أتباعه بالقول والتبرير بأنهم بقايا النظام.. ولعل المتأمل الحصيف يدرك أن ما يسمى بالنظام السابق تعامل مع أمثال هذه الحوادث بتوازن بين القيمة والمعنى وبين المصلحة الوطنية ولم يطلق التبريرات التي أطلقها الاصلاح بمجرد أن أمريكا أفردت له جناحيها، وكأن محمداً- عليه الصلاة والسلام -في أيديولوجيا الاصلاح ليس الا وسيلة يصل بها الى الغاية التي ظل ينشدها منذ أكثر من نصف قرن من الزمان (استناداً الى تاريخ الحركة ونشاطها في اليمن وليس نشأتها في مصر).

اليدومي وكذبة الشراكة مع الآخر

وأكاد أسخر ثم تضحكني - على مذهب البردوني في القول- دعوى اليدومي القائلة إن الاصلاح لن ينفرد بالحكم، فالدلائل الموضوعية تقول عكس هذا التوجه ويصبح قوله «الاصلاح لديه استراتيجية على الشراكة مع المشترك ولن يحكم منفرداً» مجرد رأي قابل للتأويل.. ولعل شراكة الاصلاح مع المشترك قد اتضحت معالمها في بيانات أحزاب المشترك من حركة التعيينات الاخيرة، ولا أظن البيان الثاني للحزب الاشتراكي بهذا الخصوص سيكون الاخير، فالشراكة ستستمر ولكن وفق مفهوم الاصلاح الذي يرى أحقيته دون سواه بتوارث الارض استناداً الى الآية (105) من سورة الأنبياء والتي نصها: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون».

فالتأويل الثابت في مفهومهم أنهم هم الصالحون دون سواهم وهذا وعد الله لهم ومن هذا المنطلق كانت لغة اليدومي في تفردها وتعاليها وفي الشعور بالامتلاك والتسلطن فهو يطمئن المؤتمر وسوف يساعد الحوثيين ويمنح حق المواطنة والطرد للمواطن علي عبدالله صالح بشروطه وحتى لا يتمادى في غيه، ويتكلم باسم الداخلية والجهاز الامني والقوات المسلحة، ولعل اقتباس هذه الفقرة من بيان الاشتراكي سيؤيد مذهبنا في القول حيث يقول البيان «ونستغرب حالة التجاهل لتصويباتنا ونداءاتنا المتكررة حول عملية التغيير الجارية وحزم التعيينات المتلاحقة والتي كان آخرها مصفوفة من القرارات الجمهورية التي استثنت الحزب الاشتراكي وبعض القوى الديمقراطية»، وقال البيان: «إن الأمانة العامة في الحزب الاشتراكي اليمني وهي تجدد دعوتها الى تلافي الانحراف في مسار التحول السلمي قبل الولوج في مخاض الحوار الوطني الجاد والشامل تؤكد على أن الاستحواذ وإقصاء الشركاء في هذا الظرف بالغ الحساسية يخل بالتوازنات التوافقية ويشوه مسار عملية التغيير السلمي..»، فالقضية الوطنية ومفهوم الديمقراطية والشراكة واستراتيجية الاصلاح في عدم الحكم متفرداً، أصبحت قضايا شائكة دلّت تناقضاتها على فنتازيا لا يمكنها البقاء طويلاً، إذ أنها قد تتحول الى فعل انتحاري مدوٍ، فالتناقض والتضاد في الفعل السياسي أخدود تحترق فيه آمال وطموحات الناس، إذ أن الذين يتحدثون باسم الله والرسول قد أثبتت التجارب وتموجات الربيع العربي أن الله والرسول يرتبطان في مفهومهم بالتمكين، فالآية رقم (46) من سورة الحج تشكل مبررهم في هذا الاتجاه.

حيث يقول تعالى: «الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور».. فالتمكين شرط في الامتثال والتسليم، وعلى مثل ذلك يمكن قياس الموقف.. والثابت أن فنتازيا اليدومي لن تصنع مجداً ولا وطناً آمناً ومستقراً ومتقدماً.. ولله عاقبة الأمور.
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024